أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين أن أي محاولة لإثارة الاضطراب والفوضى في روسيا "محكوم عليها بالفشل" في إشارة إلى التحركات العسكرية التي أجرتها مجموعة (فاغنر) أخيرا. وقال بوتين في خطاب نقله التلفزيون الروسي إن "أعداء روسيا خططوا لإغراق بلادنا بالدماء ولكنهم أخطأوا في حساباتهم" مشيدا "بوطنية" الروس وقدرتهم على "التحمل والتضامن". وذكر أن قادة التمرد المسلح "خدعوا أنصارهم وحاولوا توريطهم في أعمال منافية للقانون" معربا في الوقت نفسه عن شكره لعناصر مجموعة (فاغنر) "الذين رفضوا المخاطرة بإثارة حرب دموية بين الأخوة". وأضاف أن السلطات الروسية كانت قادرة على "قمع التمرد المسلح في جميع الأحوال" وأن القائمين عليه "كانوا يدركون هذه الحقيقة" موضحا أنه قرر "منذ اللحظة الأولى اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بعدم إراقة الدماء". وأشاد بوتين بالعسكريين ورجال الأمن وأفراد أجهزة الاستخبارات في روسيا الذين "تصدوا للتمرد ووقفوا في طريقه وحافظوا على القسم أمام الشعب" مشيرا على وجه الخصوص إلى من وصفهم "بالطيارين الأبطال الذين حالوا دون حدوث عواقب وخيمة". وتعهد بوتين باحترام الوعد الذي قطعته السلطات الروسية على نفسها بعدم ملاحقة عناصر (فاغنر) قضائيا مجددا عرضه على الراغبين من عناصر المجموعة إما الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الروسية أو "الأجهزة القسرية" أو العودة إلى ذويهم. وأشاد بوتين في الوقت ذاته بالدور الذي لعبه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في التوصل إلى "معالجة سلمية" للأزمة. وكان رئيس مجموعة (فاغنر) يفغيني بريغوجين أعلن في 23 يونيو الجاري دخول قواته إلى إقليمي (روستوف) و(فورونيج) الواقعين في جنوب روسيا واستيلاءها على مواقع استراتيجية فيهما وطالب بإقالة عدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة في روسيا. وأقامت النيابة العامة الروسية دعوى جنائية ضد بريغوجين بتهمة التحريض على التمرد فيما وصفه الرئيس بوتين بالخائن. وأجرى الرئيس لوكاشينكو بعد ذلك اتصالات مع بريغوجين تم خلالها الاتفاق على توجه الأخير إلى بيلاروسيا وإعطائه الأوامر لقواته بالعودة إلى معسكراتها وثكناتها الدائمة.