جاءت جودة الهواء في منطقة العاصمة الكندية في البداية سيئة وازدادت سوءا خلال يوم الأحد، حيث وصلت إلى أعلى مستوى في مؤشر جودة الهواء الفيدرالي وهو "عالي الخطورة للغاية". وذكرت وزارة البيئة الكندية في بيان خاص عن نوعية الهواء أن "الدخان المنبعث من حرائق الغابات تسبب في مستويات عالية من تلوث الهواء. وانتقلت أعمدة الدخان المنبعث من حرائق الغابات في كيبيك إلى المنطقة، وهو ما أدى إلى تدهور جودة الهواء". في مواجهة ذلك، اتخذت الجهات المنظمة لاثنين من المهرجانات الرئيسية الأربعة في أوتاوا القرار بإلغاء الفعاليات، في حين اتخذت مدينة أوتاوا خطوة لإلغاء برامجها في الهواء الطلق وإغلاق المسابح الصغيرة وكذلك المسابح الموجودة في الهواء الطلق. واُختتم مهرجان الانقلاب الصيفي الخاص بالسكان الأصليين والمقام في نادي وست هانت قبل يوم من الموعد المقرر بسبب مخاوف بشأن جودة الهواء. وقامت الجهات المنظمة بطمأنة الحضور الذين كانوا قلقين بشأن جودة الهواء واختاروا عدم المشاركة في الأنشطة التي سيتم تعويضهم عنها. أما مهرجان أوتاوا لقوارب التنين، الذي كان في يومه الأخير، فقد ألغى جميع أنشطة التجديف اعتبارا من الساعة الـ11:40 صباحا (15:40 بتوقيت غرينتش). وأعلنت مدينة جاتينيو أنها أغلقت الشواطئ صباح يوم الأحد. وقد يلزم الأمر اتخاذ إجراءات أخرى. ومن المتوقع أن تنخفض قراءات جودة الهواء إلى المستوى 7 يوم الاثنين، وهو ما لا يزال يشكل خطرا كبيرا، لتعود الى مستوى خطر معتدل فى الليل. وكان وزير الأمن العام قد أعلن صباح يوم السبت أن الأحوال الجوية الحالية قد تؤدي إلى تفاقم حرائق الغابات في كيبيك وتشعل حرائق جديدة. وأشار بيان صادر عن الوزارة إلى أن عدة أنحاء من المقاطعة تشهد حاليا مؤشرا يدل على وجود قابلية للاشتعال تتراوح بين "عالية جدا" و"شديدة"، وهو ما يشير إلى ارتفاع خطر حدوث الحرائق. ويعزى ارتفاع الخطر إلى انخفاض مستويات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات. وتخضع عدة مناطق حاليا لمراقبة دقيقة، بما في ذلك أبيتيبي-تيميكامينغو، والساحل الشمالي، وشمال كيبيك، وساغويناي -لاك -سان -جان. وتشارك وكالة مكافحة حرائق الغابات في كيبيك بنشاط في مكافحة 81 حريقا في جميع أنحاء المقاطعة، مع تصنيف 25 منها على أنها خارج نطاق السيطرة. وفي الوقت الحالي، أعطت الوكالة الأولوية لمواردها من أجل السيطرة على 43 حريقا. واضطرت عدة بلديات إلى القيام بعمليات إخلاء في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك بعض أجزاء من مدينة سنيتير شمال غرب البلاد. وأصدرت السلطات بعد ظهر يوم الجمعة أمرا بإخلاء 60 كوخا في منطقة ريفية تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال وسط المدينة. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، صدرت أوامر بإخلاء قطاعات معينة في بوكانتون وفال-باراديس ولاك باجيغاسك الواقعة في الأجزاء الشمالية الغربية من المقاطعة. من جانبه ذكر المركز الكندي المشترك بين الوكالات لمكافحة حرائق الغابات، أنه كانت هناك خمسة حرائق غابات جديدة مشتعلة في كندا يوم الأحد، ليصل الإجمالي في أنحاء البلاد هذا العام إلى 2880. وقد التهمت حرائق الغابات حتى الآن نحو 74 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في كندا، ما يجعل عام 2023 من أسوأ سنوات حرائق الغابات المسجلة، وفقا لما ذكره المركز.
مشاركة :