الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وفريضة واجبة مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل استطاع إليه سبيلاً، لقوله تعالى "ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً" وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا"، رواه أبي هريرة، وأخرجه البخاري والترمذي ومسلم. وهناك مناسك للحج ينبغي على الحاج مراعاتها، ونستعرضها فيما يلي، وفقًا لما ذكرته وزارة الحج والعمرة على موقعها الإلكتروني. الإحرام الإحرام هو الدخول في عبادة الحج أو العمرة، والاشتغال بأعمالها قصداً، ويقال أَحْرَم إذا دخل في النسك، فيصبح محرّماً عليه ما كان مباحاً. وللإحرام مظاهر وشعائر خاصة، ودلالات ترمز إلى التجرد من الدنيا وزينتها والإقبال على الله والعبادة بقلب نقي، وجوارح مطيعة. ويبدأ المسلم أول أركان الحج بالإحرام، فهو أول خطوة في رحلته الإيمانية، وهو عمل قلبي يدخل به في عبادة عظيمة أمر الله أن نخلص له فيها النية وأن نقيمها لوجهه، كما قال سبحانه: "وأتمّوا الحج والعمرة لله". الدخول في الإحرام يوجب الامتناع عن كل ما يحظر فعله من محظورات الإحرام، مع نية الدخول في النسك بالتلبية، فمن أراد الحج يقول: لبّيك حجاً، ومن أراد العمرة يقول: لبيك عمرةً، ومن ثم يبدأ بعدها التلبية. وفيما يتعلق بملابس الإحرام، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِل: "مَا يلبس المُحرم من الثياب؟ فقال: لا تلبسوا القُمُصَ، ولا العَمَائِمَ، ولا السّراويلات، ولا البَرَانِس، ولا الخفَافَ، إلا أحد لا يجد النّعلَين فَلْيَلْبَس الْخُفّين، وليَقطَعهُمَا أسفَل من الكَعبَين، ولا تَلبَسُوا شيئاً من الثّياب مسّه الزّعفَرَان، وَلَا الوَرس". يبدأ المسلم أول أركان الحج بالإحرام - وزارة الحج والعمرةيبدأ المسلم أول أركان الحج بالإحرام - وزارة الحج والعمرة التلبية تبدأ التلبية مع الإحرام، فعند دخول الحاج أو المعتمر في الإحرام، ينوي ما يريد أداءه من حج أو عمرة أو كِلَيْهما ثم يقول: لبيك حجاً، أو لبيك عمرة، أو لبيك عمرة وحجاً، وبذلك يكون محرماً؛ ثم يرفع صوته ملبياً بتلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لبّيكَ اللهُم لبّيكَ، لبّيكَ لا شريكَ لك لبّيك، إنّ الحمْدَ والنّعمةَ لك والْمُلْك، لا شريكَ لك". وتنتهي التلبية في العمرة عند رؤية البيت أو بدء الطواف، وفي الحج عند رمي جمرة العَقبة. الطواف يعد الطواف ركن من أركان الحج، وهو عبادة لله تُظهر الافتقار والتوجه بالقلب والجوارح إليه سبحانه، يقوم فيها المسلم بالطواف حول بيته الكريم -الكعبة- تعبداً لرب البيت وتقرباً إليه بما شَرع. ويبدأ الحاج أو المعتمر طوافه من الركن الذي فيه الحجر الأسود، حيث توجد في الأدوار العلوية علامة خضراء تدل عليه، من هذه النقطة يكبّر الطائف بداية كل شوط جديد، وليس شرطًا أن يكون التكبير في ذات النقطة بالضبط، بل الأمر تقريبي، فإذا وجد الحاج أو المعتمر نفسه قد حاذى الحجر فإنه يكبر. وصفة التكبير أن يشير الحاج بيده إلى الحجر الأسود، ثم يبتدئ طوافه جاعلاً الكعبة عن يساره "عكس عقارب الساعة"، وإن استطاع تقبيل الحجر الأسود فقد أدّى السنة، وإن لم يتيسر له ذلك في أيام المواسم والزحام فلا شيء عليه. ويستحب للطائف إكثار الدعاء إلى الله والابتهال إليه، كما يستحب له أيضًا إذا وصل إلى الركن الذي يسبق الحجر الأسود، الذي يسمى الركن اليماني، أن يمسح عليه إذا تيسر له، وتكرار ذلك في أشواطه السبعة. يبدأ الحاج طوافه من الركن الذي فيه الحجر الأسود - وزارة الحج والعمرةيبدأ الحاج طوافه من الركن الذي فيه الحجر الأسود - وزارة الحج والعمرة السعي بين الصفا والمروة يمثل السعي بين الصفا والمروة شعيرة عظيمة من شعائر الحج والعمرة، فقال تعالى "إن الصّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما". ويتعبد الحاج والمعتمر ربه بقطع المسافة بين الصفا والمروة سبع مرات، كما فعل رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم. والصفا والمروة جبلان صغيران كانت تصعد عليهما هاجَرُ أم إسماعيل -عليه السلام- بحثًا عن الرزق، ويبتدئ السعي من جبل الصفا عند الصخور الظاهرة في الدور الأرضي، وعند جبل المروة ينتهي السعي. يوم التروية في منى منى وادٍ صغير يضم الجَمرات، ومسجد الخَيف، وهو أقرب مشاعر الحج إلى المسجد الحرام، ويحتضن الحجيج في بداية رحلتهم، من يوم الثامن من ذي الحجة إلى تمام الحج، مروراً بيوم النحر وأيام التشريق. ويمكث أغلب الحجاج في منى يوم الثامن من ذي الحجة، اقتداءً بسنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيصلّون فيه الظهر محرمين، ويمكثون حتى فجر اليوم التاسع، استعداداً للانطلاق بعد ذلك إلى مشعر عرفات. وسُمي هذا اليوم يوم التروية من ري الماء، لأن الناس كانوا قديمًا يحملون الماء معهم استعدادًا ليوم عرفة. يكثر الدعاء خلال مناسك الحج - وزارة الحج والعمرةيكثر الدعاء خلال مناسك الحج - وزارة الحج والعمرة الوقوف في عرفة تقع منطقة عرفة عند جبل صخري طوله تقريباً 300 متر بين مكة المكرمة والطائف، وتبعد عن الحرم المكي نحو 23 كم، وعلى بعد 10 كم من منى، و6 كم من مزدلفة. وتشهد عرفة الحج الأكبر والوقفة التي هي ركن من أركان الحج لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الحج عرفة"، وفي وسط الجبل شاخص إسمنتي طوله 7 متر يميزه عن باقي الجبال. ويوم عرفة يوم يجتمع فيه شرف المكان والزمان، في لحظات إيمانية تعم فيها رحمة الله، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، ومن أفضاله كثرة عتق الله لعباده من النار، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة". ماذا يفعل الحاج في عرفة؟ الوقوف بعرفة لحظات إيمانية لا تتكرر، وعلى الحاج استثمارها، وذلك بأن يصلي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في جماعة بعد الزوال مباشرة، أو بعد الوصول إن حدث بعد الزوال. ويحرص الحاج على البقاء في مخيمه وعدم الخروج إلا لحاجة، فقد يتسبب الخروج في صعوبة العودة للمخيم، بسبب تشابه طرق عرفة. ويستغل الحاج وقته، وينوع العبادات، ليبعد عن نفسه الملل، ويتذكر أنها لحظات ستمضي ويبقى الأجر، ومن هذه العبادات تلاوة القرآن والدعاء والتلبية والذكر. والسنة في الوقوف بعرفة مثل وقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- من بعد زوال الشمس وحتى غروب الشمس، ويمكن الوصول لعرفة قبل هذا الوقت والمغادرة بعده بحسب ترتيبات الجهات المختصة، ولكن وقت الدعاء يبدأ من بعد الزوال. للوقوف في عرفة لحظات إيمانية لا تتكرر- وزارة الحج والعمرة للوقوف في عرفة لحظات إيمانية لا تتكرر- وزارة الحج والعمرة مزدلفة مزدلفة من المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج في رحلة حجهم إلى بيت الله الحرام، وتشترك مع عرفات في اجتماع الناس بهما في وقت محدد؛ إذ في عرفات يجتمع الناس نهارًا حتى تغرب الشمس يدعون الله تعالى ويذكرونه، وفي مزدلفة يجتمعون للمبيت والاستراحة من تعب النهار. ومثلما تُجمع في عرفات صلاة الظهر وصلاة العصر وتقصران، تُجمع في مزدلفة صلاة المغرب وصلاة العشاء وتقصران، وقد جمع الله بين عرفات ومزدلفة في الأجر العظيم، فقد قال -عليه الصلاة والسلام: "معاشرَ الناسِ، أَتاني جبرائيل آنفاً، فأقرأني من رَبي السلامَ، وقال: إنّ الله عز وجل غفرَ لأهلِ عرفاتٍ، وأَهل المَشْعَر، وضَمِنَ عنهم التبعاتِ". وبعد وصول الحاج من عرفة إلى مزدلفة بإمكانه قضاء وقته بأداء صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وذكر الله وحمده وتلبيته، والاستراحة والنوم استعداداً ليوم العيد. يوم النحر يوم عيد الأضحية "يوم النحر" هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وهو أفضل أيام السنة على الإطلاق، وفيه يؤدي الحجاج معظم أعمال الحج لذلك يسمى أيضاً بيوم الحج الأكبر، وقال النبي- صلى الله عليه وسلم "أفضل الأيام عند الله يوم النحر". ويأتي يوم النحر بعد يوم عرفة، وتليه أيام التشريق المباركة، وكل هذه الأيام هي أعياد للمسلمين، قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب". ويقوم الحاج في يوم النحر بأعمال جليلة وهي: - قطع التلبية، وبدء التكبير، فتجتمع فيه التلبية والتكبير، وهما شعيرتان عظيمتان. - رمي جمرة العقبة. - ذبح الأضاحي طاعة لله. - يحلق الحاج شعر رأسه، ويتحلّل من إحرامه. - يطوف الحاج بالبيت، ويسعى بين الصفا والمروة. جمرة العقبة تعتبر جمرة العقبة أبعد جمرة عند القدوم للرمي، وتقع في آخر منى تجاه مكة، وهي الجمرة الوحيدة التي يرميها الحاج يوم العيد، يبدأ وقت رميها من منتصف الليل لمن تعجل وخرج من مزدلفة ليلاً، ويستمر وقت الرمي كامل يوم العيد. ويفضل عدم تأخير الرمي حتى فجر يوم الحادي عشر من ذي الحجة لمن استطاع، فقد رمى- رسول الله صلى الله عليه وسلم- جمرة العقبة بعد أن خرج من مزدلفة بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس، فوصل إلى الجمرة في وقت الضحى. الطواف ركن من أركان الحج - وزارة الحج والعمرةالطواف ركن من أركان الحج - وزارة الحج والعمرة طواف الإفاضة طواف الإفاضة أو طواف الحج، ركن من أركان الحج لا يصح الحج إلا به، يقوم فيها المسلم بالطواف حول الكعبة سبع مرات، عبادة لربه وتقرباً إليه، ويبدأ وقت طواف الإفاضة من منتصف ليلة العاشر من ذي الحجة "يوم العيد"، ولا ينتهي وقته إلا بانتهاء آخر أيام شهر ذي الحجة. ويجوز للحاج أن يطوف طواف الإفاضة بلباسه المعتاد، من غير إحرام، إن كان قد رمى جمرة العقبة وحلق أو قصر رأسه، كما يجوز له أن يؤخر طواف الإفاضة ويجمعه مع طواف الوداع الذي يختم به الحاج بقاءه في مكة في طواف واحد، وينوي به طواف الإفاضة، أما المرأة التي تخاف من العذر الشرعي، يجب ألا تؤخر الطواف ما استطاعت. أيام التشريق أيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد عيد الأضحى "11 – 12 – 13" من ذي الحجة، يحرص الحاج فيها على ذكر الله تعالى، بالتكبير بعد الصلوات وفي كل الأوقات. في أيام التشريق يبيت الحجاج في مشعر منى، ويرمون الجمرات الثلاث يوم الحادي عشر ويسمى يوم القرّ، ويرمون الجمرات يوم الثاني عشر، وكذلك الثالث عشر لمن تأخر، وكل ذلك بعد الزّوال ويمتد وقته إلى غروب الشمس. كل جمرة بسبع حصيات، أي في كل يوم يرمون 21 حصاة، فقال جابر -رضي الله عنه-: "رمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد [يعني: في أيام التشريق]، فإذا زالت الشمس". طواف الوداع يعد طواف الوداع تحية بيت الله الأخيرة قبل مغادرة الحاج لمكة، فكما بدأ الحاج زيارته طوافاً بالبيت فإنه يختمها به، ويستثنى من ذلك المرأة إذا كانت حائضًا أو نفساء، فليس عليها طواف وداع. ووقت طواف الوداع مرتبط بوقت مغادرة مكة بعد الحج، وهو عادة ما يكون بعد رمي الجمرات في اليوم الثاني عشر للمتعجّل، أو اليوم الثالث عشر للمتأخّر، وإن أراد الحاج السكن بمكة بعد خروجه من منى فإنه لا يلزمه طواف الوداع حتى يهم بالخروج منها.
مشاركة :