الميليشيات الانقلابية تخسر مواقع عسكرية استراتيجية حول تعز

  • 2/27/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تجددت المواجهات على مختلف جبهات القتال في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، بين القوات الموالية للشرعية؛ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة التحالف التي تقودها السعودية، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى. واشتدت الاشتباكات غرب المدينة، وتمكنت خلالها قوات الشرعية من صد هجمات الميليشيات الانقلابية وإجبارهم على التراجع؛ الأمر الذي جعل الميليشيات تدفع بتعزيزات كبيرة إلى مواقعها القريبة من منطقة وهر والصراهم الاستراتيجية المطلة على الخط الرئيسي الذي يربط محافظتي تعز والحديدة الساحلية، غرب اليمن، في محاولة لاستردادها بعدما تمكنت القوات الموالية للشرعية من السيطرة عليها. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن غارات التحالف استهدفت مواقع عدة من بينها منصة إطلاق صواريخ شرق المدينة ومواقع الميليشيات في الرمدة، ومقر «اللواء 35 مدرع» في المطار، ومواقع متفرقة في المخا وحيفان. كما اشتدت المواجهات في عزلة الاقروض التابعة لمديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، ورافقها قصف عنيف من قبل الميليشيات قتل فيه مدنيون بينهم نساء وأطفال. وقال أيمن المخلافي، القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه التحركات للميليشيات تأتي «بعد الترتيبات التي تقوم بها المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني مع قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية لتحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية وفك الحصار عنها، وقد تزامنت مع دعوة مجلس تنسيق المقاومة للمحافظ بتشكيل لجنة تستقبل كل من كان مع الانقلابيين وأراد أن يرجع للصواب والانضمام للشرعية ممن لم تتلوث أيديهم بدماء أبناء تعز». وأشار إلى أن هذه الدعوة موجهة «لجميع أبناء تعز ممن كان لهم موقف مع الانقلابيين، وهذه الخطوة تعد مهمة للحفاظ على النسيج الاجتماعي، خصوصا بعد تحرير المناطق وتطهيرها من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح». وفي السياق ذاته، أطلقت «كتيبة الحسم» في محافظة تعز صاروخ «ستينغر»، خفيفا «أرض - جو»، استهدف أحد المباني التي تستخدمها الميليشيات في تخزين السلاح والذخيرة. وبحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد شوهد المبنى وهو يحترق بعد استهدافه بالصاروخ ويعتقد أن جميع من كان في المبنى قد لقوا حتفهم. واستهدفت قوات الشرعية تحركات عسكرية للميليشيات، مما أسفر عن مقتل القيادي الحوثي المكنى «أبو صابر» واثنين من مرافقيه في جبهة الشقب، صبر الموادم. ويعد «أبو صابر» الرجل الأول في جبهة صبر والثاني في محافظة تعز بالنسبة للميليشيات. وعلى الجانب الإنساني، لا يزال أهالي مدينة تعز يدفعون ثمن رفضهم للميليشيات الانقلابية وتأييدهم لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مما جعل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تشدد من حصارها على جميع منافذ مدينة تعز وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية ومياه الشرب وكل المستلزمات وحتى أسطوانات الأكسجين الخاصة بالمستشفيات التي لا تزال عاملة بعدما أغلق كثير منها أبوابه جراء قصف الميليشيات لها وانعدام المواد الطبية والأدوية. من جهتها، دشنت لجنة الإغاثة الفرعية بمحافظة تعز، المرحلة الثانية من مشروع توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، على المتضررين بمديرية القاهرة وسط مدينة تعز. وقالت اللجنة إنها وزعت المساعدات الغذائية على السكان المتضررين بمديرية القاهرة، والمكونة من ثلاثة آلاف سلة غذائية بحضور وكيل المحافظة رئيس لجنة الإغاثة الفرعية، المهندس رشاد الأكحلي، ورئيس اللجنة التنفيذية للتوزيع المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة بتعز أمين الحيدري. وأوضح الحيدري أن «عملية التوزيع تشمل ثلاثة آلاف أسرة في أحياء الروضة والضبوعة والكوثر والأربعين والمجلية العليا بمديرية القاهرة»، وأنه يأمل في أن «تصل بقية الكميات المخصصة للقاهرة والمظفر وصالة وبقية المديريات، بأسرع وقت، لأن ما قدم حتى الآن هو 6 آلاف سلة فقط، وهو أمر زهيد جدا ولم يغطِ سوى 22 في المائة من الأسر الموجودة في إطار مديرية القاهرة، لأن المسح الميداني لمديرية القاهرة أظهر أن عدد الأسر الموجودة فعليا داخل المديرية يزيد على 27 ألف أسرة». من جانبه، قال وكيل المحافظة، رشاد الأكحلي، في تصريح صحافي له، إن «هذه المساعدات الزهيدة تعرضهم لضغوط شديدة مع المستفيدين، خصوصا أن الغالبية العظمى دخلت إطار الاحتياج الفعلي بسبب الحصار المفروض منذ شهور على المدينة، واتساع رقعة الفقر، وانقطاع مصادر دخل الأسر». وفي محافظة إب، وسط البلاد، كشفت منظمة «رصد» للحقوق والحريات، وهي منظمة مجتمع مدني، ارتكاب ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح 3319 جريمة انتهاك بحق المواطنين وممتلكاتهم في محافظة إب، وسط البلاد، خلال العام الماضي 2015. وقالت المنظمة في بلاغ صحافي لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الميليشيات ارتكبت 238 جريمة قتل، في حين وثق التقرير، 815 عملية اختطاف توزعت على 20 مديرية من مديريات محافظة إب. وأشار تقرير منظمة «رصد» إلى نزوح 1524 أسرة بالمحافظة خلال عام 2015 بسبب الحروب التي شنتها الميليشيات على عدد من المناطق بالمحافظة؛ منها في الرضمة وحزم العدين وريف إب وبعدان والربادي. كما قامت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، بتفجير 65 منزلا، بمختلف مديريات محافظة إب، بالإضافة إلى تضرر 30 منزلا جراء قصفهم العشوائي على منازل المواطنين.

مشاركة :