خطيب عرفة: اجتماع الكلمة يحمي الدماء ويحقق المصالح

  • 6/28/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور يوسف بن سعيد إن اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، لافتًا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات وسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات. جاء ذلك في خطبة عرفة التي ألقاها أمس، في مسجد نمرة بمشعر عرفات. وحث خلالها المسلمين على تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده ليكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة. وأكد أن من حفظ حدود الله عدم صرف شيء من العبادات لغير الله، مشيرًا إلى أن من كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة. ولفت النظر إلى ما جاء في خطبة النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحج: «يا أيها الناس إن ربكم واحدٌ وإن أباكم واحدٌ ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ألا بلغت، إن الله حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا». اختلاف اللغات والألوان وشدّد على أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون، وقال: «إن مما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف». وأشار إلى أمر الله للمسلمين عند النزاع بالرجوع للكتاب والسنة، مستدلًا بقوله تعالى: «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً». الانسياق وراء الإشاعات ونبه إلى أن الشريعة نهت عن عدم الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف، وقال: «ومن هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه، كما جعل الله عدداً من الطاعات تؤدى بشكل جماعي كما في اجتماعكم اليوم على صعيد عرفات، ومثل اجتماعكم في صلاة الجمعة والجماعة». ولفت النظر إلى أن التأكيد جاء بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة مستدلًا بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). التفرغ للذكر والدعاء ودعا حجاج بيت الله الحرام إلى التفرغ للذكر والدعاء، و قال: «إنكم في موطنٍ شريفٍ وزمانٍ فاضلٍ ترجى فيه مغفرة السيئات وإجابة الدعوات، ولهذا أفطر - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة في حجه؛ ليتفرغ للذكر والدعاء».

مشاركة :