صحيفة المرصد: اعتبرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية أن الجماعات المرتبطة بداعش أشد خطراً بكثير مما يطلق عليه وصف الذئاب المنفردة، أو من مجرد أشخاص تأثروا بأفكار التنظيم الإرهابي. وبحسب المجلة، قد يثبت حادث إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، وهي جريمة ادعى داعش مسؤوليته عنها، أنه أكثر خطورة من هجمات باريس أو سان بيرناردينو، في كاليفورنيا. وحش مختلف وتقول فورين أفيرز بأن مسؤولين أمنيين غربيين لطالما تخوفوا من عودة مواطنيهم من العراق أو سوريا، وشن هجمات ذئاب منفردة إرهابية، ولكن تحطم الطائرة الروسية، والذي أدى لمقتل 224 شخصاً، نفذه وحش مختلف، فلا هو من الذئاب المتوحدة، ولا كان داعش ذاته، بل تنظيم مرتبط به أعلن ولاءه لزعيم للبغدادي.ويطلق داعش على تلك المجموعات اسم ولايات، كما يستخدم نفس التعبير لمناطق إدارية استولى عليها في العراق وسوريا, وإن ثبت، كما أوحت الهجمات الأخيرة، بأن عناصر يقيمون في مناطق بعيدة عن داعش قاموا بتنسيق هجماتهم مع قيادة التنظيم في العراق وسوريا، فإن بُعد داعش الجغرافي قد توسع بشكل كبير. ظاهرة قديمة ورغم كون ذلك التوسع مثيراً للقلق، فغنه ليس جديداً، حيث جرى بعد هجمات 9/11 أن طغت أفرع للقاعدة على القيادة المركزية للتنظيم، في المكانة والأهمية، وكرر أحد تلك الأفرع، وهو القاعدة في شبه الجزيرة العربية، محاولاته لإسقاط طائرات أمريكية، وما زال تهديدهم سارياً حتى اليوم، كما ادعى التنظيم مسؤوليته عن الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في باريس في يناير(كانون الثاني) 2015.وفي مايو( أيار) الماضي، قال نائب المدير السابق لسي آي أي، ميشيل موريل، بأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما زال قادراً على إسقاط طائرة في الولايات المتحدة الأمريكية. تغيير اسم وتهميش وتشير فورين أفيرز إلى أن داعش ذاته برز في بدايته كفرع للقاعدة، حيث ظهر أبو مصعب الزرقاوي في العراق في عام 2003، بعد الغزو الأمريكي، كزعيم لقوات جهادية في العراق، وفي عام 2004، أعلن عن ولائه لأسامة بن لادن، وغير اسم تنظيمه من التوحيد والجهاد إلى القاعدة في العراق، وبعد مقتل الزرقاوي، في 2006، اختار التنظيم أسماء أخرى، منها الدولة الإسلامية في العراق، وعندما تسلم البغدادي زعامة التنظيم في 2010، كان التنظيم على وشك الانهيار، حيث هاجمته قوى سنية عراقية، وأحبطت عدداً من عملياته، وعندما انسحبت القوات الأمريكية في 2011، بدت الحكومة العراقية التي تركها خلفه في وضع قوي. لكن رغم بروز تنظيم البغدادي من العدم، فقد استثمر تهميش السنة في العراق، والحرب الأهلية في سوريا. وفي عام 2013، غير البغدادي اسم تنظيمه مرة أخرى، ليصبح داعش، وفي 2014، وبعد أن سيطر مقاتلوه على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، نمت طموحاته، وأعلن نفسه خليفة على العالم الإسلامي، واليوم تجاوز داعش القاعدة في الحجم والقوة، كما سبق سيده القديم في تفريخ الأفرع، وإنشاء عدد كبير من التنظيمات المرتبطة والأنصار عبر العالم الإسلامي. وتختتم الصحيفة بالقول إن تلك التنظيمات المرتبطة بداعش تمثل تهديداً خطيراً للمصالح الغربية، وهي تمكن التنظيم من توسيع نفوذه، وتجعل الجماعات المحلية أكثر دموية وفتكاً في صراعاتها الإقليمية، مشيرة إلى أن بؤر الجهاد التي لم تصدر الإرهاب بعد إلى الغرب، قد تفلح مستقبلاً، فيما لو وثقت قوى محلية علاقاتها بداعش.
مشاركة :