في غالب بقاع الأرض، رجال الأمن أو “البوليس”، هم مثار تخوف للعامة، وربما يصل الأمر في البعض من تلك الحالات، إلى أن يشبه ذاك الرجل “شبحاً غادراً”، وذلك يعود لعدة أسباب، لا يتسع المجال لذكرها. في المملكة العربية السعودية؛ الأمر ليس كذلك تماماً. رجل الأمن أبسط وأرحم مما يخال للبعض. رجل الأمن يملك من الشفقة أكثر مما يتوقع الكثير. رجل الأمن أحرص من الفرد على نفسه، انبثاقاً من الأخلاق والفروسية السعودية. قد تجد رجل أمنٍ سعوديا، يحمل طفلاً، أو يُمازحه، أو ترى آخر يُقبّل جبين شخص وهذا الأمر ليس نابعا من خيال، إنما له من أدلته الكثير، ففي عز جموع البشر الذين يصلون إلى أكثر من مليوني إنسان في مساحةٍ لا تتجاوز اثنين كيلومتر مربع في مواسم الحج، قد تجد رجل أمنٍ سعوديا، يحمل طفلاً، أو يُمازحه، أو ترى آخر يُقبّل جبين شخص جاء من أرجاء المعمورة، تقديراً لكبر سنه، بينما لا تربطهما ببعض أكثر من الإنسانية والدين. إن النظر لجموع ضيوف أقدس بقاع الأرض في مكة المكرمة، بقدر ما يُضفي على النفس كثيراً من الروحانية والطمأنينة، بقدر ما يؤكد أن هذه البلاد تمتلك الكثير من الصفات الخاصة، التي تتفرد بها، حكومةً ومجتمعا، أولها الشهامة، وثانيها الإنسانية، وقبل كل ذلك، الرحمة.. لذا فلا غرابة برؤية كثير من مشاهد الرحمة؛ في “أرض الرحمة”.
مشاركة :