موسكو – الوكالات: رحب الكرملين أمس بـ«جهود» الفاتيكان بحثا عن تسوية للنزاع في أوكرانيا، خلال زيارة يقوم بها موفد من البابا فرنسيس لموسكو. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن موفد البابا من أجل أوكرانيا الكردينال الإيطالي ماتيو زوبي الذي وصل مساء الثلاثاء إلى موسكو سيجري مباحثات مع مستشار الكرملين الدبلوماسي يوري أوشاكوف. وأوضح «سيبحثان النزاع في أوكرانيا واحتمالات تسوية سلمية»، مضيفا أن الكرملين «يثمن كثيرا جهود الفاتكيان ومبادراته بحثا عن حل سلمي للأزمة الأوكرانية». وهي أول زيارة لمسؤول كبير من الفاتيكان إلى موسكو منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022. كما سيحضر الموفد قداسا كاثوليكيا مساء اليوم في العاصمة الروسية، بحسب ما أوردت أبرشية موسكو. وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية احتمال عقده لقاء مع رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، بدون الحصول على تأكيد. وأعلن الفاتيكان أن الهدف الرئيسي من زيارة الكردينال المنتمي إلى جماعة سانت إيجيديو التي تقوم بوظيفة القناة الدبلوماسية غير الرسمية للكرسي الرسولي، هو «تشجيع البادرات الإنسانية التي قد تساعد في الدفع باتجاه حل للوضع المأساوي الحالي وإيجاد إمكانية التوصل إلى سلام عادل». وسبق أن زار الكردينال زوبي كييف في الخامس والسادس من يونيو. في غضون ذلك أكد الكرملين أمس أنه لا يضرب في أوكرانيا غير الأهداف «المرتبطة» بشكل ما بالجيش، بعدما أسفرت ضربة على مطعم في مدينة كراماتورسك عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بعدما دمر هجوم الثلاثاء مطعم «ريا بيتزا» في كراماتورسك «لا تُنفّذ الضربات إلا على أهداف مرتبطة بطريقة أو أخرى بالبنى التحتية العسكرية». وأضاف أن «الاتحاد الروسي لا ينفذ ضربات على بنى تحتية مدنية». وتأتي تصريحاته غداة ضربة المطعم الذي يرتاده عسكريون وصحفيون وعاملون في مجال الإغاثة. وأفادت الشرطة الأوكرانية على فيسبوك أن «عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 61 في الهجوم الروسي على كراماتورسك». وأحصت أجهزة الطوارئ ثلاثة أطفال بين القتلى. على صعيد آخر قال الرئيس البولندي أندري دودا أمس إن وجود مجموعة فاجنر في بيلاروس يمثل «تهديدًا محتملًا» للدول المجاورة الواقعة على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وأعلنت بيلاروس الثلاثاء أن قائد مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين وصل أراضيها في إطار اتفاق مع الكرملين وضع حدّا لتمرده المسلح على القيادة العسكرية الروسية استمر زهاء 24 ساعة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وقال دودا لصحفيين في كييف «يصعب علينا أن نستبعد احتمال أن يشكل تواجد مجموعة فاجنر في بيلاروس تهديدا لبولندا التي تتشارك في حدودها مع بيلاروس وتهديدا لليتوانيا التي لديها أطول حدود مع بيلاروس من بين دولنا، وكذلك للاتفيا المجاورة أيضا لبيلاروس». وسأل دودا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والليتواني جيتاناس ناوسيدا عن «الهدف من إعادة التموضع هذه». وتابع «ما الغاية فعليا من وجود قوات مجموعة فاجنر، أي عمليا الجيش الروسي، في بيلاروس تحديدا؟ هل هدفها احتلال بيلاروس أو إيجاد تهديد إضافي من الشمال نحو أوكرانيا، عبر التلويح بهجوم محتمل على هذا البلد من بيلاروس؟ أو إن هذا شكل من أشكال التهديد المحتمل لبلادنا في حلف شمال الأطلسي، لبولندا؟».
مشاركة :