وسط أجواء مفعمة بالأمن والروحانية والسكينة والسرور، أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد النبوي، حيث أم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز الربيعة آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف. وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: العيد في الإسلام ترويح للقلوب، وإسعاد للنفوس، فيا أيها المسلم حق لك أن تفرح بما من الله عليك من لذة الطاعة وأسبغ عليك من نعمة الهداية، قال تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ). فيا أمة الإسلام: أدخلوا على أنفسكم في أعياد الإسلام البهجة والسرور، والسعادة والحبور وهكذا كل يوم لا يعصي الله فيه المسلم فهو بهذه المثابة. ومن مقاصد العيد تقارب القلوب، ونشر المحبة والمودة بين أبناء الإسلام فتبادلوا السلام والتهاني، وابذلوا لهم الدعاء والتهاني فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا). وأضاف: فانشروا في كل لحظة وحين لبعضكم البشاشة والطلاقة والرحابة، وأظهروا لأنفسكم الابتسامة والوضاءة، وتعارفوا بكل معنى نبيل وفعل جميل. وأكمل فضيلته: العيد مدرسة للتربية على سخاء النفس وسلامة الصدر وصفاء السريرة وعلى العفو والتسامحوالصفح، فتخلقوا بهذه الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة. وأضاف: إن يومكم هذا يوم شريف، روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعظم الأيام يوم النحر»، فيوم العيد وأيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فأحمدوا الله على نعمه المترادفة واشكروه على مننه المتكاثرة بالتزام المفروضات والبعد عن القبائح والمنهيات والتقرب بأنواع الطاعات. وبيّن فضيلته مقصد الشريعة من الأضحية فقال: إن المقصد الأسمى من مشروعية الأضاحي تعظيم الخالق سبحانه وتحقيق التوحيد له عز شأنه، قال تعالى (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ). ومن كان مقتدرا فالأضحية عنه وعن أهل بيته متأكدة جداً، وليست بواجبة عند عامة العلماء من الصحابة ومن بعدهم، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند جيد: «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا» والأضحية الواحدة تجزئ عن الرجل وأهل بيته من الأحياء والأموات، ويجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي ورد النص بها وما كان مثلها من كل ما يؤثر على بدن الأضحية وسلامة لحمها ويجب كذلك أن يتفطن المسلم لسن الأضحية المعتبر وهو في الإبل ما تم له خمس سنين، وفي البقر سنتان، وفي الماعز سنة، والضأن نصفها؛ ويستحب الأكل منها، ويتصدق من لحمها ويهدي، والله لا يضيع أجر المحسنين، ويذبحها المضحي بنفسه إن كان يحسن ذلك، وإلا شهد ذبحها مكبراً لله سبحانه شاكراً له على نعمه؛ ومدة الذبح هذا اليوم وثلاثة بعده.
مشاركة :