الشروخ الاجتماعية تقرع أجراس الإنذار في الأردن

  • 2/27/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طلب منه أن يطفئ سيجارته لخطورتها في محطة الوقود، فما كان من السائق إلا أن ترجل من السيارة وبيده أداة حادة طعن بها العامل فقتله ثم لاذ بالفرار. هذا ما حصل في مدينة جرش شمال البلاد ليل الأحد/ الاثنين، نقلاً عن مصدر أمني قال إن العامل قتل طعناً بسكين في خاصرته، أثناء تعبئة وقود لإحدى السيارات. بعد ساعتين ألقي القبض على الجاني. وسيحاكم على قتله لإنسان لم يره في حياته سوى أنه طلب منه إطفاء سيجارته أثناء تعبئته الوقود. أستاذ علم الجريمة في جامعة مؤتة د. حسين محادين علّق في تصريح لـ البيان على الحادثة بالقول: ما يجري أن طبيعة تحولات المجتمع الأردني تتراجع فيها قيم الجماعة باتجاه القيم الفردية وإضعاف الروابط الاجتماعية في سوق مفتوح يستنزف الناس ويدفع بهم نحو التوتر في إقليم متوتر هو الآخر إضافة إلى ظروف الحياة القاسية. ليست هذه الحادثة الوحيدة التي كان على المجتمع الأردني أن يسمع أنها وقعت بين ظهرانيه. في ذات اليوم قتل رجل في الخمسين من عمره زوجته المصابة بالسرطان ثم انتحر. وقع الحادث في حي نزال أحد أحياء عمان صباح الأحد الماضي. ولم ينته اليوم حتى أعلن عن قتل رجل آخر لزوجته وثلاثة من أطفاله، في منطقة جاوا شرقي العاصمة، وكما فعل الأول فعل الثاني بأن قتل الزوج نفسه بعد ارتكابه جريمته، وفقاً لمصادر أمنية. أما السبب في كلتا الحالتين: خلافات عائلية أدت إلى الجريمتين. ويفسر د. محادين وقوع هذه الجرائم بالقول: من المألوف للأسف أن يصبح التوتر وغياب قيم الحوار هو الوضع السائد، مشيراً إلى أن القيم الأردنية ما زالت متأثرة بقيم الصحراء التي تتحول بفعل الضغط النفسي إلى أن فكرة المغالبة هي التي تتقدم على مفهوم الحوار وقبول الآخر. وقال أستاذ علم الجريمة في جامعة مؤتة إن الخليط السكاني والهجرات السكانية ساهما ضمناً في الإبطاء بعملية الاندماج الاجتماعي الذي من شأن تحققه سيادة القانون والضبط الداخلي للأفراد بالقيم الدينية والأخلاق والضبط الخارجي المتمثل بالقوانين أو السلطة التنفيذية. وأضاف: نجد أن فكرة الصوت المرتفع من أي طرف واستخدام القوة بأشكالها المختلفة قد أسهمت بدورها في زيادة منسوب العنف ونسب الجرائم مع ملاحظة أن الضغوط الأسرية وضعف الروابط التربوية قد سارعت بدورها في ظهور هذه السلوكيات رغم ارتفاع نسب التعليم.

مشاركة :