حج بيت الله الحرام، ركن من أركان الإسلام الخمسة، ولا يوجد مسلم في أرجاء العالم إلا وتهفو نفسه إلى أداء فريضة الحج، وتجاوبًا مع هذا التطلع تحرص المملكة على إتاحة الفرصة أمام كل مسلم في العالم لأداء فريضة الحج، وقد ترجمت المملكة حرصها من خلال إطار مؤسسي تمثل في "برنامج خدمة ضيوف الرحمن"، الذي يندرج ضمن برامج "رؤية 2030"، والذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام 2019. ومنذ إطلاقه قبل أربع سنوات يعمل البرنامج على تحقيق ستة أهداف أساسية هي: إتاحة الفرصة لأكبر عددٍ ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة، وإثراء وتعميق تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. ويجسد البرنامج أهدافه الستة من خلال تحقيقها على أرض الواقع عبر خطط تنفيذية، فبالنسبة لإتاحة الفرصة أمام المسلمين للحج والعمرة يهدف البرنامج إلى رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر و6 ملايين حاج بحلول عام 2030، وبالنسبة لبقية الأهداف فقد درس البرنامج كل النقاط، التي يمر بها الحاج في رحلته، وعددها 200 نقطة، ووضع تصورًا لرحلة الحاج بداية من تحركه من بلده إلى عودته إليها. وتشمل الرحلة ثلاث مراحل، الأولى بعنوان "الانطباع الأول" وتهدف إلى تعظيم الانطباع الأول، الذي يأخذه ضيوف الرحمن عند وصولهم إلى أرض المملكة من خلال مظاهر الترحاب والاحتفاء بهم، والثانية، "أداء النسك" ويهدف البرنامج خلالها إلى أن يؤدي الحجاج النسك بسلاسة واطمئنان، عبر توفير جودة الخدمات المقدمة، وحفظ الأنفس، والأمن، والثالثة، "إثراء التجربة" بإتاحة الفرصة لاكتشاف المملكة وزيارة مواقعها التاريخية الفريدة، ويمضي البرنامج في تحقيق أهدافه وفق خططه المعدة بمعدلات إنجاز منتظمة.
مشاركة :