وصف مدير عام الأندية الأدبية السابق عبدالله الشهيل أعضاء الأندية الأدبية الحاليين بالتسرع والحماس الزائد ونقص الخبرة وطمع الجميع في الحصول على رواتب شهرية، ما أنتج أزمة سببها مادي وليس ثقافيا، وقال لـ «عكاظ»: «الأندية الأدبية بصيغتها الحالية استنفدت أغراضها ولم تعد مؤهلة لمواجهة التحديات المعاصرة ، مع الاعتراف بدورها في الحقبة الماضية ونجاحها في اكتشاف مواهب وإتاحة فرص للمبدعين وتقديم أسماء جديدة للمشهد الثقافي من خلال طباعة الكتب، ودعا إلى إقامة مراكز ثقافية تحتوي مبانيها المسارح وقاعات المحاضرات ومكتبة وحدائق وخدمات متكاملة لتستفيد منها الأسرة بأكملها على أن تعمم في كل منطقة ومحافظة». وامتدح الشهيل مرونة العمل في الأندية إبان إشراف رئاسة رعاية الشباب عليها إلى وردّه إلى حكمة وخبرة ودراية الرؤساء السابقين الذين يملكون قدرات في عدم وجود إشكالات وإن وقعت استطاعوا حلها وإنهاءها وإلا يتم الرفع بها إلى الرئيس العام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد. ويرى الشهيل أنه يمكن فصل الثقافة عن الإعلام وضمها لهيئة السياحة وتأسيس اتحاد للكتاب والأدباء يمثله أعضاء من جميع مناطق المملكة كون الثقافة اليوم مقدمة على الإعلام اسما فقط. وعن أبرز الإشكالات التي وقعت إبان إدارته للأندية الأدبية أكد أنه طيلة ثلاثة عقود والرئاسة تشرف على الأندية الأدبية ولم تقع سوى حادثتين الأولى أن أدبي جدة أقام أمسية شعرية نسائية فرفع بعض المحتسبين بأنه وقع اختلاط في النادي والنساء ظهرن أمام الرجال دون حاجز أو حائل ما أثار غضب الأمير فيصل -رحمه الله- وأصدر قرارا بإعفاء عبدالفتاح أبو مدين، وقال: «للأسف كتبت قرار الإعفاء بيدي برغم علاقتي الحميمة بأبي مدين وكان مستشار الأندية أحمد فرح عقيلان متعصبا وأقنع الأمير فيصل بضرورة إعفاء أبي مدين، وبعد يومين جاءت خطابات من وجهاء جدة تكشف الحقيقة وتظهر أن خطابات المحتسبين كيدية وأن ما تم الرفع به للرئاسة غير واقعي ولا حقيقة له فتم تشكيل لجنة فيها حمد الجاسر والدكتور منصور الحازمي وأنا ودرسنا الخطابات وأوضحنا الحقيقة للأمير فصدر قرار إعادة أبي مدين إلى رئاسة النادي». وأضاف الشهيل من ذكريات ذلك الزمن أن الأمير فيصل سافر للعلاج خارج المملكة وتم تكليف وزير الثقافة والإعلام إبراهيم العنقري بالعمل رئيسا لرعاية الشباب، وصادف أن رأى رئيس أدبي الرياض حينها أبا عبدالرحمن بن عقيل في حالة طربية ناتجة عن افتتانه بصوت المطربة نجاة الصغيرة، فتم إعفاؤه من رئاسة النادي وتكليف عبدالله بن إدريس. واستعاد الشهيل مأزق عبدالله بن خميس عندما استأجر مبنى لأدبي الرياض بكامل الميزانية وقدرها 250 ألف ريال، ولم يتمكن من إقامة أي نشاط وتوقف النادي لفترة من الزمن برغم أن أعضاءه منتخبون. ونفى الشهيل ممارسته أي سلطة خلال إدارته الأندية الأدبية، وقال رؤساء وأعضاء الأندية أعلى مكانة من أي موظف في الوزارة؛ ولذا لا يدارون ، مشيرا إلى أن علاقته كانت تنسيقية بين رؤساء الأندية وبين الأمير فيصل، وأبدى تفاؤلا بمستقبل الثقافة كون الحراك الثقافي في المملكة مبهجا. لافتا إلى أن المطلوب المزيد من العناية بالمثقفين والأدباء كون المملكة دولة لها ثقلها إقليميا وعربيا وإسلاميا وعالميا، والثقافة تعزز الوحدة الوطنية، وتقوي روابط المجتمع، وتحفظ الشباب، وتغرس الفضائل، وترتقي بالأخلاق، وتتيح الفرص للحوار والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
مشاركة :