قال مدير مكتب الهيئة العالمية للإغاثة الإسلامية بمكة المكرمة إمام وخطيب جامع فقيه الأكاديمي بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور أحمد بن نافع المورعي إن ممّا لا يعجبه أن يصوم البعض من المسلمين صيام عادة لا صيام عبادة، فيضيعون أوقاتهم طوال الليل في غير استغلال لمواطن الرحمات والبركات التي تحملها ليالي رمضان، ثم يجعلون نهارهم في نوم عميق لا يستفيدون كذلك من تخصيص أوقات من مواطن للذكر والطاعات، ممّا يعني أن صيامهم فقط كان عادة لا يعقدون فيها النية الخالصة عبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى، ولا يجعلون صيامهم إيمانًا واحتسابًا لله. وأشار المورعي إلى أن البعض لا يكتفي مع هذا الصيام المنطوي على العادة، بل يتعدى بهم الأمر إلى الخوض فيما حرم الله قولاً وفعلاً من الغيبة والنميمة والمشاجرة والسخرية، كما تجدهم يلتهمون في إفطارهم أضعاف أضعاف ما يأكلونه طوال النهار في غير رمضان، مفرقًا بين صومي العادة والعبادة. وانتقد تصرف بعض المرضى الذين يعانون من أمراض شتّى فيصرون على الصيام وهم من أهل الأعذار الذين أباح الله سبحانه وتعالى الإفطار مرددين العبارة الشهيرة (والله ما أفطر)، معتبرًا هذا الصنف ممّن ينطبق على صيامهم صيام العادة، فيصومون كما يصوم الناس، لافتًا إلى أن من الأمور التي لا تعجبه من تصرفات وأخلاق الصائمين في رمضان، بقاء الناس على الشحناء والبغضاء التي كانت بينهم قبل رمضان، والمفروض أن يعفو بعضهم عن البعض، ويتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، ولنجعل جميعًا شعارًا في رمضان (عفا الله عما سلف)، فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كنا نجرؤ أن نستقبل رمضان وفي قلب أحدنا حقد على أخيه المسلم.
مشاركة :