مشروعات تفطير الصائم..هل حققت أهدافها؟

  • 7/15/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعدّ رمضان أفضل أشهرالسنة فهو شهرالعبادة والتفرغ لها وشهرالقرآن الكريم فأوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار فيه تتضاعف الحسنات وتفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار وتصفد مردة الشياطين كما ان فيه ليلة القدر. ففي هذا الشهر الفضيل تكثر الأعمال الصالحة كما تكثر منابع مناهل الخير التي يتهافت عليها المسلمون بحثاً عن الأجر والثواب والمغفرة والعتق من النار ومن هذه المنابع مشروع مخيمات تفطير صائم الذي انتشر في جميع مناطق المملكة فهل حقق هذا المشروع الأهداف التي أقيم من أجلها أم أنه حاد عنها.؟ سلبيات وحلول - قال عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة قسم الثقافة الإسلامية الشيخ سعود بن مقبل العصيمي : إن مشروعات تفطير الصائم من الأفكار الرائعة المطروحة في العالم الإسلامي؛ لأسباب متعددة منها: إحياء لشعيرة إفطار الصائم التي سنّها المصطفى صلى الله عليه وسلم. وربط الناس بالمسجد؛ وهذا يظهر جليا في صلاة المغرب في أيام الصيام، وقد كان له أثر كبير في محافظ كثير من الناس على الصلاة بعد أن كانوا مقصرين. وكذلك إظهار لقيمة الكرم التي يتمتع بها أهل هذه البلد -ولله الحمد-؛ وهذا كان له أثر عظيم على كثير من الوافدين. وتنمية روح الأخوة والتعاون بين المسلمين؛ فتجد إمام المسجد والمؤذن وأهل الحي يتسابقون على خدمة الصائمين. وأضاف العصيمي أن كل عمل بشري يعتريه النقص والملاحظات، ويمكن للمسؤولين عن مشروعات تفطير الصائم الاستفادة من خبرة بعضهم عن طريق ورش عمل يجمع فيها سويا، ومن السلبيات المشتهرة الإسراف الذي يحدث في بعض المشروعات؛ وهذا يمكن تقليصه من خلال تقديم الوجبات على طريقة البوفيهات التي يرعى فيها اختلاف الأذواق والكميات، ويمكن توزيع الباقي دون فساده. وتجنب الوجبات الجاهزة التي تكون على نمط موحد. وكذلك الاقتصار في الوجبات على ما يرغبه الصائمون وتجنب غير المرغوب؛ فمثلا بعض مشروعات التفطير التي لا يحضر إليها إلا العمالة تجدهم يعرضون عن بعض الوجبات التي يحبها أهل البلد. بالإضافة إلى التركيز على الأكل المرغوب في المشروعات وذلك بمتابعة الفائض يوميا. وزاد العصيمي أن مشروعات التفطير تعرضت لبعض الانتقادات ومنها أن مشروعات التفطير تكون داخل المسجد وهذا يسبب اتساخ المسجد، ويمكن حل هذا الأمر بأن يكون التفطير في سرحة أو سطح المسجد أو بجوار المسجد إن تيسر. ومن الانتقادات أن الإفطار يقدم للجميع وقد يكون من بينهم من بعض المقصرين في الصلاة أو الصيام. فيقال: لعل هذا يكون سببا في هدايتهم وقربهم من الله، وقد شاهدنا كثيرا ممن وفدوا إلى هذه البلاد كانوا مقصرين ولكنهم تغيروا بعد ارتباطهم بالمسجد والدعاة عن طريق مشروعات التفطير. ملاحظات تضرّ - من جهته قال الداعية المعروف الشيخ فهد بن عموش: إن الناس يقبلون على شهر رمضان بفعل الخيرات ومن تلك الأعمال المشاركة في مشروعات تفطير الصائمين فهي من المشروعات العظيمة التي يحصل من خلالها المسلم على الحظ الوفير من الحسنات والأجر العظيم، ولكن لوحظ على هذه المشروعات بعض السلبيات التي لا تقلل من شأن هذا المشروع الجبار ومن ذلك المبالغة في الأكل والشرب فترى السُفر مملوءة بأصناف الأطعمة بل الوصول بذلك إلى حد الإسراف، كما أن بعض المساجد يقيم لصلاة المغرب بعد وقت قصير من الأذان بسبب رغبة جماعة المسجد الذين يتناولون أكلا خفيفا وهذا الوقت لا يكفي العمالة لتتناول وجبة كاملة في دقائق. وزاد العموش ومن المفترض أن يستفاد من جموع العمالة الذين يحضرون للإفطار في هذه المشروعات بحضور أحد الدعاة من مكاتب توعية الجاليات لتوجيه كلمة لهذه العمالة الذين قضوا أطول أوقاتهم خلال الأشهر الماضية بين العمل والنوم، ومن الأخطاء أو الملاحظات أن بعض القائمين على هذه المشروعات ليس لديهم طريقة جيدة في التعامل مع غير المسلمين إذ أنهم لا يسمحون لهم بتناول وجبة الإفطار ، والصحيح أنه جائز لترقيق قلبه للإسلام . التكافل الاجتماعي - ويرى إمام جامع موضي السديري الشيخ محمد السبرأن مشروعات تفطير الصائمين وإطعامهم من أفضل الأعمال الصالحة التي يثاب عليها المسلم المحتسب لثواب الله جل جلاله، وهو من باب إطعام الطعام، ولهذا كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام سواء كان بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. مبينا أن من الظواهر الحسنة والأعمال الطيبة في بلادنا مشروعات تفطير الصائمين التي لا يكاد يخلو منها مسجد في أي مدينة من مدن المملكة، ولا تكاد تقف أمام بعض الإشارات المرورية إلا وهناك لوحات إرشادية تدل على أماكن إفطار للصائمين فهذا دليل على التكافل الاجتماعي. وأضاف السبر أنه يجب على الذين يقومون بمشروعات التفطير مراعاة أمور عدة كجلب الطعام الكافي دون إسراف ولا تبذير. وتوفير ما يحفظ نظافة المسجد والمكان وذلك بوضع سفرة للطعام تحفظ الفتات عن تلويثه للمسجد وأذى الناس به ودوسهم له ونحو ذلك، ولو خصص له مكان مستقل عن المسجد كسرحة المسجد ورحبته فحسن. والتقييد بتعليمات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف المنظمة لهذا الأمر . التنسيق مع البلديات وأمانات المدن فيما يتعلق بالنظافة والتأكد من جودة ومستوى ما يقدم من إفطار وطعام. التركيز على مواطن الاحتياج كتجمعات العمال والمناطق الصناعية والأسواق والجوامع والمساجد الكبيرة، وضرورة التنسيق بين الجمعيات الخيرية والمساجد والجوامع من جهة والداعمين من جهة أخرى وعدم العشوائية في دعم المشروعات، فالعشوائية شكلت خللا حيث إن هناك بعض المساجد والمشروعات تعاني من تخمة في وجبات الافطار وبعضها تعاني من قلة أو عدم وجود أي وجبات أحيانا فجميل أن تتآخى الجهود لسد النقص والاحتياج لجميع المشروعات والمساجد في المنطقة الواحدة. وزاد السبر أن من الأمور التي يجب مراعاتها أيضا عدم التأخر عن صلاة المغرب وإن كان ثمة عشاء فيكون بعد الصلاة حتى لا تفوت ولا يتأخر عنها أحد. وكذلك استغلال المناسبة للدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر أخلاق وقيم الإسلام من خلال شعيرة الصيام وتعميق الأخوة الإيمانية بين المسلمين، ومكاتب دعوة الجاليات لها حضورها ودورها في ذلك حيث ان الكثير منهم يجهلون مبادئ الاسلام ونحن نتحمل مسؤولية كبيرة بنشر الاسلام. وأردف السبر بأن هناك بعض الملاحظات والأخطاء ومنها: إن البعض من فاعلي الخير يلازمهم اعتقاد خاطىء وهو إنه إذا لم يقم بتوصيل الوجبات إلى المساجد فإنه لم يفطر صائماً مع العلم أن هناك أسرا كثيرة لا تجد ما تعده لوجبة الإفطار والسحور وهي أسر يمنعها الحياء والعفاف من الذهاب للمساجد ومشروعات التفطير فتأمين الطعام لهذه الأسر وتزويدها بما تحتاجه من المواد الغذائية بما يكفيها في شهر رمضان يدخل في تفطير الصائمين وإطعام الطعام بل هو أولى. كما يلاحظ ضعف الإشراف عند بعض أئمة المساجد ومؤذنيها على التفطير وإيكال الأمر للعمالة أوغيرها دون متابعة وحضور أحياناً. المزيد من الصور :

مشاركة :