اليوم .. مهمة "إقليدس" تبدأ لاستكشاف الجانب المظلم من الكون

  • 6/30/2023
  • 23:05
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول المسبار الفضائي الأوروبي "إقليدس" الذي يطلق اليوم من قاعدة كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، كشف أحد أهم الألغاز في علم الفلك والمتمثل في مادتين مظلمتين غأمضتين تشكلان 95 في المائة من الكون لكن أي معطيات تقريبا لا تتوافر عن طبيعتهما الدقيقة. وتنطلق مهمة وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) عند الساعة 15:11 بتوقيت جرينتش على متن صاروخ فالكون 9 المصنوع من شركة "سبايس إكس". وسيطلق المسبار الذي يبلغ وزنه طنين وصممته شركة "تاليس ألينيا سبايس" إلى موقعه النهائي، على بعد 1,5 مليون كيلومتر من الأرض. من هناك، سيرسم "إقليدس"، الذي سمي على اسم مخترع الهندسة، خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، تشمل ملياري مجرة على جزء يغطي ثلث القبة السماوية. وسيكون البعد الثالث للخريطة هو الوقت، فمن خلال التقاط الضوء الذي استغرق بلوغه إلينا من المجرات ما يصل إلى عشرة مليارات عام، سيتعمق "إقليدس" في الماضي السحيق للكون، البالغ من العمر 13,8 مليار عام. ويكمن الهدف في إعادة بناء تاريخ الكون من خلال تجزئته إلى "أجزاء زمنية"، على ما أوضح عالم الفيزياء الفلكية يانيك ميلييه، رئيس اتحاد "إقليدس" الذي يضم 16 دولة، خلال مؤتمر صحافي. ويأمل القائمون على المهمة في أن يساعد ذلك في الكشف عن الآثار التي خلفتها المادة المظلمة والطاقة المظلمة أثناء تكوين المجرات. المادة المظلمة والطاقة المظلمة ذات طبيعة غير معروفة، لكن يبدو أنهما تتحكمان في الكون الذي يتكون بنسبة 5 في المائة فقط من مادة مرئية "عادية". هذا النقص في المعرفة يصفه جوزيبي راكا، رئيس مهمة "إقليدس"، بأنه مصدر "إحراج كوني". ومن دون هذه المعلومات، لا يمكن للعلماء شرح كيفية عمل الكون. ويعود تاريخ اللغز إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما افترض عالم الفلك السويسري فريتز زويكي، خلال مراقبة عنقود مجرات كوما، أن جزءا كبيرا من كتلته كان غير مرئي. ويتوقع أن يكون هذا التسارع في توسع الكون قد بدأ قبل ستة مليارات عام. وبالعودة بالزمن عشرة مليارات عام إلى الوراء، يمكن لـ"إقليدس" ملاحظة التأثيرات الأولى للطاقة المظلمة وتحديدها بشكل أفضل، كما يأمل القائمون على المهمة.

مشاركة :