أعباء الديون في ظل مبادرة «هيبيك» للدول الفقيرة «2 من 2»

  • 6/30/2023
  • 23:53
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

السؤال المطروح هنا: كيف يسهم تخفيف أعباء الديون في مساعدة البلدان الفقيرة والفقراء؟ تخفيف أعباء الديون جزء من جهد أكبر لتلبية الاحتياجات الإنمائية لدى البلدان منخفضة الدخل. حتى يحقق تخفيض الدين أثرا ملموسا على الفقر، يتعين إنفاق الأموال الإضافية على برامج تعود بالنفع على الفقراء. وقبل انطلاق مبادرة "هيبيك" كانت البلدان المؤهلة تنفق على خدمة الدين، في المتوسط، أكثر بنسبة ضئيلة مما تنفقه على الصحة والتعليم مجتمعين. ومنذ إطلاق المبادرة، أصبح مقدار ما تنفقه على الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية الأخرى نحو خمسة أضعاف نفقاتها على خدمة الدين. وبالنسبة إلى البلدان الـ36 التي تتلقى مساعدات لتخفيف أعباء الديون، انخفضت خدمة ديونها المسددة بنحو 1.5 نقطة مئوية من إجمالي الناتج المحلي بين عامي 2001 و2015. وفي تاريخ أقرب، مع زيادة الدين العام في البلدان منخفضة الدخل، بدأت أعباء خدمة الدين تتزايد، وإن كانت لا تزال أقل بنقطة مئوية واحدة عن مستويات ما قبل "هيبيك" في 2017. من الذي يمول مبادرة "هيبيك"؟ نحو 44 في المائة من تمويل مبادرة "هيبيك" يأتي من صندوق النقد الدولي ومؤسسات أخرى متعددة الأطراف ويأتي باقي التمويل من دانين ثنائيين، ويبلغ مجموع تكلفة المساعدات المقدمة في ظل مبادرة "هيبيك" نحو 76 مليار دولار على أساس صافي القيمة الحاضرة في نهاية 2017. وتمول حصة الصندوق من التكلفة عن طريق المساهمات الثنائية وموارد الصندوق ذاته، وهي في الأساس دخل الاستثمار من عائدات بيع الذهب خارج السوق في عام 1999، التي أودعت في الصندوق الاستئماني لتمويل النمو والحد من الفقر في البلدان الفقيرة المثقلة بالديون لدى صندوق النقد الدولي PRGT-HIPC Trust. والموارد المتوافرة في الصندوق الاستئماني ليست كافية في الوقت الراهن لتمويل تكلفة تخفيف أعباء الديون عن البلدين الباقيين المدينين بمتأخرات طال أمدها لصندوق النقد الدولي، وهما الصومال والسودان، اللذان استوفيا الشروط المبدئية لتخفيف أعباء الديون وبلغا نقطة اتخاذ القرار. ولم تكن خطة التمويل الأصلية تتضمن تكلفة تخفيف أعباء الديون عن بلدان عليها متأخرات طويلة الأمد مستحقة للصندوق. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2019 وأيار (مايو) 2021، وافق المجلس التنفيذي للصندوق على خطط تمويل ستساعد على تعبئة الموارد اللازمة كي يغطي الصندوق حصته في تخفيف أعباء ديون الصومال والسودان، على التوالي. وقد تأهلت إريتريا أيضا لتخفيف ديونها في ظل مبادرة "هيبيك"، لكنها غير مدينة للصندوق بأي التزامات مالية. ماذا بعد مبادرة «هيبيك»؟ هناك تحد آخر يواجه مبادرة "هيبيك" يتمثل في ضمان حصول البلدان المؤهلة على تخفيف كامل لأعباء الديون من كل دائنيها. ورغم أن أكبر دائني البلدان الفقيرة -البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية للبلدان الأمريكية، وكل البلدان أعضاء نادي باريس- قدموا حصصهم الكاملة من المساعدات لتخفيف أعباء الديون في ظل مبادرة "هيبيك"، بل تجاوزوا هذه الحصة، إلا أن الدائنين الآخرين قد تأخروا عن هذا. ونظرا إلى الطابع الطوعي الذي تتسم به مشاركة الدائنين في مبادرة "هيبيك"، فسيواصل الصندوق والبنك الدوليان تشجيع الدائنين على المشاركة في المبادرة وتقديم حصصهم بالكامل لتخفيف أعباء الديون من خلال مبادرة "هيبيك".

مشاركة :