«الإيمان بنفسك وبقدراتك هو المفتاح لمواجهة التحديات وقهر الصعاب»، لم تكن مجرد كلمات يرددها طالب الثانوية العامة من ذوي الهمم فئة الإعاقة البصرية مؤيد حاتم الجنيد في جلساته مع أفراد عائلته وأصدقائه، بل كانت عنواناً لنهج وأسلوب حياته التي جسدها باقتدار في نجاحات متتالية. نتائج مؤيد الجنيد فارس من طراز خاص، رأى أن الإرادة وحدها هي ما يصنع النجاح في حياة لا مكان فيها إلا للناجحين، من يعرفه لم يفاجأ عندما ظهرت النتائج وتزينت بحصوله على 99.43 %، ربما اندهش البعض، لكن دهشتهم زالت عندما تعرفوا إليه. طالب الثانوية العامة المسار العام وزاري في مدرسة الحكمة الخاصة عجمان كان التحدي الأكبر الذي واجهه في البداية يتمثل في العثور على مدرسة تتيح لأصحاب الهمم الفرصة للدراسة فيها. حيث إنه في عام 2013 لم تكن مدارس الدمج منتشرة على نطاق واسع، «لكنّ هناك دوماً طريقاً يقودنا إلى مصائرنا بعزيمتنا وإصرارنا»، فحصل على القبول في مدرسة الحكمة الخاصة عجمان، ليبدأ مسلسل النجاح محفوفاً بالجهود الكبيرة ومواصلة الليل بالنهار لمواكبة المنهاج مع أقرانه، فتذللت الصعاب وانخفض منسوب التحديات بمساهمة كبيرة من إدارة المدرسة. حيث كان دعم هذا الصرح التعليمي عظيماً. صعوبات وقال مؤيد الجنيد إن أبرز الصعوبات التي واجهته كانت في قراءة الكتب المدرسية، التي جرى تذليلها بمساعدة قسم التربية الخاصة في المدرسة، وجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، التي تعلمت فيها طريقة برايل، إضافة إلى مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي وفرت له المقررات الدراسية بطريقة برايل، ما جعل العملية التعليمية أكثر سهولة ويسراً واستقلالية. ويضيف: «ربما كنت محظوظاً بأنني ولدت إماراتياً، فما توفره الدولة لنا، نحن أفراد هذه الفئة، يمنحنا الفرصة لمنافسة أقراننا ممن أنعم الله عليهم بالبصر، صحيح أن الإرادة والعزيمة لدي كبيرة، وطموحاتي لا سقف لها، ولكن لم يكن كل ذلك ليتحقق من دون البيئة السوية الحاضنة والمتأصلة بدعم قيادتنا الرشيدة التي لم ولن تقصر في حق أبناء الوطن. وتابع قائلاً: أنا واثق من أن أصحاب الهمم قادرون على المنافسة والتفوق، لكن ذلك يتطلب دعماً وتشجيعاً من خلال توفير البيئة والوسائل وإتاحة الفرص لهذه الفئة، وهذا ما تقوم به الإمارات وقيادتها الرشيدة ومؤسساتها الحكومية والخاصة. فقد أنشأت المؤسسات الداعمة، وخير مثال مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ونظمت المسابقات لتشجيع أفراد هذه الفئة، من ذلك مسابقة القصة المقروءة بطريقة برايل، ومسابقة طيران الإمارات «الشعر للجميع»، فئة أصحاب الهمم. جهود وقال مؤيد الجنيد: «وهنا لا يفوتني أن أقدم هذا النجاح هدية لأفراد أسرتي، ومدرستي بقيادة عائشة المطوع، المدير التنفيذي للمدرسة، ومدير القسم، والمعلمين، وهذا النجاح توفيق من الله تعالى، ثم جهود المعلمين ودعمهم وتشجيعهم المتواصل، وبراعتهم في إيصال المعلومة، ودعم وتشجيع من الأسرة، والقليل من الاجتهاد الشخصي، وأطمح لدراسة القانون وتدريسه للأجيال المقبلة». تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :