توقع مايكل ألن، عميد جامعة زايد، تواصل ارتفاع نسب التسجيل في برامج بكالوريوس متداخلة التخصصات، مع زيادة الوعي حول الأثر الإيجابي لهذه البرامج في تطوير القدرات المهنية للطلبة. وقال، في حوار مع «الاتحاد»، إن الجامعة تعمل على جذب الطلبة الإماراتيين والدوليين، لافتاً إلى أن التنوع الثقافي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز التجربة الجامعية للطلبة من جميع الجنسيات، كما أن جامعة زايد بدأت بالتواصل مع المدارس في مختلف أرجاء الدولة للترويج للبرامج الأكاديمية الجديدة. ولفت إلى أن الجامعة تعمل حالياً على تطوير خمسة برامج في الفنون الإبداعية والتي سيتم إطلاقها قريباً، وأشار إلى تشكيل الجامعة لفريق عمل لتنسيق مبادرات الاستدامة تحضيراً لاستضافة الإمارات لفعاليات «COP28». وأكد ألن، أن البرامج الأكاديمية الجديدة تتوسع بسرعة، حيث تشهد جامعة زايد مستويات عالية من الطلب، ففي العام الدراسي 2022 - 2023، تم تسجيل ما يقارب 1000 طالب وطالبة في برنامج البكالوريوس متداخل التخصصات، ومن المتوقع الاستمرار في ارتفاع نسب التسجيل، مع زيادة الوعي حول مدى ابتكار هذه البرامج وأثرها الإيجابي في تطوير القدرات المهنية للطلبة. وقال: «إن الجامعة تقدّم حالياً أربعة برامج بكالوريوس متداخلة التخصصات هي تحوّل الأعمال، ونظم الحوسبة، والابتكار الاجتماعي، والاستدامة، ولكل منها مجموعة متنوعة من التخصصات والأفرع التي يركز عليها الطلبة في العامين الأخيرين، وبذلك يصل عدد التخصصات الفرعية إلى 16 تخصصاً، كما تقدم الجامعة خمسة برامج في الفنون الإبداعية والتي سيتم تطويرها قريباً». وشرح أنه في السنة الأولى يبدأ جميع الطلبة دراستهم في برنامج التعليم العام، وهو الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويوفر البرنامج مجموعة واسعة من المهارات الأساسية مثل التفكير النقدي والاتصالات والعمل الجماعي، ضمن محتوى يستكشفه الطلبة في بيئة تفاعلية للغاية في الفصل الدراسي، ومن خلال مشاريع تطبيقية مع شركات ومؤسسات مختلفة. وبالإضافة إلى الجانب الأكاديمي، تقدم الجامعة تجربة متكاملة تطور شخصية الطالب وإمكاناته على التعلم المستمر لكي يتمكن من الاستجابة إلى متطلبات سوق العمل المتغيرة. أخبار ذات صلة الإمارات تقدم التقرير السنوي إلى الأمم المتحدة سفارة الإمارات لدى باريس تدعو المواطنين للحذر استراتيجية جديدة وعن أهم بنود الخطة الاستراتيجية الجديدة لجامعة زايد، قال: «إن الاستراتيجية المطورة تضم نهجاً شاملاً لتغيير الجامعة، منها تحويل برامج البكالوريوس، بحيث تكون متداخلة التخصصات، وتعزيز البحث متداخل التخصصات الذي يركز على الحلول الإبداعية والعملية للمشاكل، وتحديد وبناء الشراكات التي تعزز عرض القيمة لدينا وإعادة تنظيم كيفية عملنا كمؤسسة. وقد ركزت المرحلة الأولى من هذا التحول في الغالب على برامج البكالوريوس. ويرتكز تحويل البرامج التقليدية على ثلاثة محاور هي: أولاً، هي برامج متداخلة التخصصات، ما يعني أنه بدلاً من التركيز على التخصصات التقليدية مثل التاريخ أو علم الأحياء نقوم بتدريس أطر متعددة من المعرفة والنظريات، تعطي الطالب عدسات وأدوات عدة لدمج المعارف المختلفة، قلة من الناس عندما يتخرجون يذهبون للعمل كمتخصصين. تتطلب معظم الوظائف، سواء في التسويق أو التكنولوجيا أو التمويل أو الحكومة أو أي قطاع آخر من الموظفين، العمل عبر التخصصات والتفكير في المشكلات المعقدة التي تتجاوز مجالاً واحداً، بل تحتاج إلى مناظير وأطر مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نشهد ظهور وتطور مجالات عدة قائمة على تداخل التخصصات، مثل التكنولوجيا المالية وعلوم الأحياء التركيبية أو الاصطناعية التي تربط تكنولوجيا الحوسبة بهذه المعارف بشكل جوهري. وقد قمنا بتصميم برامج شهاداتنا لتشجيع الطلبة على التفكير بهذه الطريقة حتى يكونوا مستعدين لعالم العمل المستقبلي، وهو عالم تغير بشكل كبير خلال العقد الماضي. ثانياً، يتم تدريس وتقييم الطلبة بشكل مختلف. فلا يُطلب منهم حفظ الحقائق وكتابة التقارير بمعزل عن زملائهم واجتياز الاختبارات في نهاية العام، كون ذلك لا يولد المهارات أو المعرفة الأكثر أهمية في مكان العمل في المستقبل. بدلاً من ذلك، نشرك الطلبة في التعلم المتواصل والمستمر، ونشجعهم على تحمل مسؤولية تقدمهم. من المتوقع أن يصل الطلبة إلى الفصل بعد قراءة المواد الدراسية، ويتم اختبارهم طوال الفصل الدراسي، ومطالبتهم بالمشاركة في استطلاعات الرأي وأسئلة الاستطلاع أثناء الفصول، ويتم اختبارهم بمدى مساهماتهم في فصولهم الدراسية. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نركز بشكل خاص على العمل القائم على المشروع والعمل الجماعي، حيث إن هذا النهج يتكرر بشكل وثيق في مكان العمل، ويساعد في تنمية شخصياتهم وقدراتهم على التفكير المبتكر والتواصل الفعال. ثالثاً، يتم توفير تجربة واقعية للطلبة تمكّنهم من تطبيق ما تعلموه في الفصل بطريقة عملية وذات مغزى. نقوم بتشغيل برنامج إلزامي يسمى (تحدي الشركاء)، حيث يتم تعيين مهمة للطلبة من قبل مسؤول من إحدى المؤسسات المشاركة من العالم الخارجي للجامعة. يشارك الطلبة في 4 إلى 5 تحديات خلال برنامج دراستهم، بدءاً من الفصل الدراسي الأول. تجعل هذه التحديات الطلبة يعملون معاً في فريق صغير لمواجهة تحدٍ معقد يشبه إلى حد كبير نوع العمل الذي سيُطلب منهم إكماله في الوظائف المستقبلية. ولوحظ ارتفاع مستوى الطلبة التحليلي من خلال هذه التحديات والتي تمت من خلال مشاركة أكثر من 120 شركة عالمية وشركات صغيرة ومتوسطة». ترويج قال مايكل آلن عن وجود خطة لجذب طلبة جدد إلى الجامعة: «إنه يتم العمل بجدية للتواصل مع المدارس في مختلف مناطق الإمارات العربية المتحدة والترويج للبرامج الجديدة في الجامعة وتوصيل رسالتها، وأنه كلما زاد فهم الأشخاص للبرامج الجديدة وتفردها، زاد احتمال الانضمام إلى تلك البرامج». وقال إن غالبية الطلبة في جامعة زايد من الإماراتيين، مع الترحيب أيضاً بالطلبة الدوليين. وقال: «لقد لاحظنا حدوث تحول في نسبة الطلبة الإماراتيين والأجانب في البرامج الأكاديمية الجديدة، ونرحب بذلك، حيث نعتقد أن التنوع الثقافي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز التجربة الجامعية للطلبة من جميع الجنسيات، ونريد أن نجهز الطلبة قادة الغد لأماكن العمل التي سيدخلونها بعد تخرجهم، والتي قد تكون مختلفة تماماً عن أماكن العمل اليوم. الخريجون هؤلاء سيكونون قادة الغد». الشهادات الصغيرة عن رأيه في بدء وزارة التربية والتعليم الاعتراف بالشهادات الصغيرة التي يمكن للطالب الحصول عليها عن بُعد من جامعات أخرى داخل أو خارج الدولة، وكيف يمكن أن تخدم العملية التعليمية في الجامعات، قال مايكل ألن: «إنه لاكتساب نطاق أوسع من المعرفة والمهارات المطلوبة للمهن في سوق العمل، تعتبر درجة البكالوريوس هي أفضل خيار ممكن في رأيي نظراً للطريقة التي توجه الطلبة للطريقة المثلى لاستدامة المعرفة وبناء قاعدة قوية يتمكنون منها من أخذ زمام رحلتهم التعليمية لما بعد الجامعة، وهذا ما تقوم عليه برامجنا الجديدة، والتي ستساعد طلبتنا على السعي الدائم وراء المعارف الجديدة، وهنا يمكن أن توفر أوراق الاعتماد الجزئية فرصة قيمة حقاً في تزويد الطلبة بمهارات فنية إضافية إلى جانب برامج شهاداتهم». وأضاف: «في برامجنا الجديدة، نحن حالياً نبحث في كيفية مواءمة بعض المسارات حتى يتمكّن الطلبة من الحصول على اعتماد مصغر محدد، ما يمنح أصحاب العمل المحتملين القدرة على فهم الجوانب العديدة للمهارات التي يتمتع بها خريجو جامعة زايد، بالإضافة إلى مستوى المعرفة والقدرات لديهم». جامعة زايد والاستدامة حول برامج جامعة زايد في عام الاستدامة، والمشاريع أو المشاركات التي تتعلق بـ«COP28»، قال مايكل ألن: «إنه عام مهم للغاية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها الدولة المضيفة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، والعمل الذي سيجري في جميع أنحاء الدولة لبناء مستقبل أكثر استدامة سيكون له تأثير على الأجيال المقبل». وأكد أنه في جامعة زايد تم تقديم بكالوريوس العلوم في الاستدامة في بداية العام الدراسي، مشيراً إلى أن الاستدامة تعتبر مسألة متداخلة التخصصات في الأساس. ولمواجهة التحديات المناخية، يحتاج الطلبة إلى فهم وجهات النظر المختلفة للأعمال ودور الحكومة وإمكانيات التكنولوجيا الجديدة. وأعرب عن حماسة الجامعة لهذا البرنامج الذي يتماشى مع تطلعات الشباب الإماراتي لبناء مستقبل أكثر استدامة، مشيراً إلى ضرورة تشجيع المزيد من الشباب على الانضمام والمشاركة في هذا الموضوع المحوري. وأضاف: «إن الجامعة تضم أيضاً نادي الاستدامة الذي تم إنشاؤه العام الماضي وله فروع في كلا الحرمين الجامعيين في أبوظبي ودبي. وقد شاركت مجموعة من طلاب من النادي في حدث محاكاة مؤتمر COP27 في مصر العام الماضي، كما تمت دعوتهم من قبل وزارة التغير المناخي بدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في القمة الكاملة في شرم الشيخ». وقال إن استضافة COP28 في الإمارات تعدّ فرصة لا تتكرر، والنادي يعمل على استكشاف الطرق التي تمكّن الطلبة بأن يصبحوا سفراء للاستدامة. وأكد أن جامعة زايد ستعمل بأي طريقة ممكنة لدعم هذه القمة المهمة، من خلال مبادرة بحثية للطلبة الجامعيين تركز على أبحاث الاستدامة. كما ستشكّل جامعة زايد قريباً فريق عمل لتنسيق مبادرات الاستدامة، فضلاً عن دعم جميع المبادرات التي تجري في عام الاستدامة.
مشاركة :