انتشرت أمراض السرطان بأنواعها المختلفة بدرجة كبيرة، ففي دولة مثل الولايات المتحدة تقول الإحصائيات إن تلك الأمراض تمثل أكثر من نصف أسباب الوفاة سنوياً، وتعتبر السبب الثاني للوفيات بتلك الدولة. ركز فريق من الباحثين من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، على الخلايا التائية T cells كعلاج لمرض السرطان، والخلايا التائية أحد أنواع خلايا الدم البيضاء الموكل إليها القيام بدور مهم في الاستجابة المناعية ومسؤوليتها رصد الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم ثم القضاء عليها، ولكن تلك الخلايا توقف نشاطها عند ظهور مرض السرطان بالجسم. يقول الباحثون إن العمل على تكيف الخلايا التائية يعيد إليها استجابتها المناعية التي تتوقف عنها عند إصابة الجسم بالأمراض المزمنة مثل السرطان، ويعتبر استخدام تلك الخلايا بعد تكيفها نوعاً من العلاج لأمراض السرطان، حيث إنها توفر ذاكرة طويلة الأمد تعمل على الوقاية من تكرار الإصابة بالمرض، وأظهرت التجارب السريرية التي أجريت حديثاً أن تكيف الخلايا المناعية بحيث يعاد إليها نشاطها الاستجابي أعطى نتائج جيدة، وهي تجارب أخضع فيها المرضى إلى العلاج المعروف بـالخلايا المناعية الفتاكة، والتي تستهدف الجزيئات المرتبطة بالمرض، حيث قام الباحثون بتطوير أساليب تختار سريعاً خلايا تائية فرعية محددة للتطبيقات على المرضى، ويقول الباحثون إنهم يفضلون استخدام خلايا تائية ذاكرة مركزية لإمكانية اشتراكها، وتمددها، وبقائها لفترة طويلة الأمد؛ كما يمكن هندستها جينياً للتعبير بمستقبلات جديدة تستهدف الأجسام الغريبة من دون حدوث تغير بأدائها الحيوي، ويعتبر الاختيار الصحيح للخلايا أمر مهم للحصول على أفضل إنتاج لها يفيد في العلاج، بالإضافة إلى ضرورة استخدام التقنيات الجيدة لتطبيق ذلك. يواجه انتشار تطبيق هذا العلاج بعض الصعوبات مثل وجود تائية أكثر فاعلية لكل شخص، وكذلك صعوبة تلافي الآثار الجانبية وهو ما يجب على الباحثين العمل عليه.
مشاركة :