قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، شيه فنغ، في فعالية أقيمت حديثا إن رحلة الصين الجديدة ستهدف إلى تنشيط التنمية الجديدة في الصين، وستخلق في الوقت ذاته فرصا جديدة للعالم. أدلى شيه بهذه التصريحات في حديث على مائدة إفطار استضافته يوم الأربعاء جمعية التكنولوجيا الطبية المتقدمة، بناء على دعوة من الجمعية. وقال إنه منذ بداية العام الجاري، انتعش الاقتصاد الصيني بقوة وانطلق في بداية جيدة. وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي للصين نما بنسبة 4.5 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول، ومن المتوقع أن يتخطى الرقم تلك النسبة في الربع الثاني من العام، مشيرا إلى أن البنك الدولي توقع أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.6 بالمئة العام الجاري. وأضاف أن ما تتميز به الصين من سوق ضخمة، ونظام صناعي يعمل بشكل جيد، وتجمع مواهب ثرية، يجعلها لا غنى عنها، مشيرا إلى أن الأسس التي تحافظ على نموها على المدى الطويل لا تزال قوية. وأوضح أنه في الأشهر الأخيرة، قام عدد من المديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات بزيارة الصين، معبرين عن ثقتهم في الاقتصاد الصيني. وذكر شيه أن الانفتاح هو السياسة الوطنية الأساسية للصين. وباعتبار الصين شريكًا تجاريًا رئيسيًا لأكثر من 140 دولة ومنطقة والسوق التصديرية الرئيسية لأكثر من 50 دولة ومنطقة أخرى، فإنها تندمج بعمق في سلاسل الصناعة والإمداد الدولية. وأوضح أن التحديث الصيني النمط سيمكن تحقيقه فقط من خلال الانفتاح المستمر. والصين ببساطة ليس لديها سبب لإغلاق أبوابها، حتى عندما تحاول بعض الدول الأخرى إغلاق أبوابها في وجه الصين. وأكد أن الصين ستواصل متابعة الانفتاح عالي المستوى، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق، وحماية حقوق ومصالح المستثمرين الأجانب بشكل أفضل، وتعزيز بيئة أعمال تجارية موجهة نحو السوق وقائمة على القانون ومتوافقة مع المعايير الدولية. وأوضح شيه أن الصين ستسعى بنشاط إلى الانضمام إلى اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ (CPTPP) واتفاقية شراكة الاقتصاد الرقمي (DEPA)، وستوسّع باطراد الانفتاح المؤسسي من خلال التواؤم مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى. وأضاف أنه في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، نما الاستثمار الفعلي في الصين من فرنسا وبريطانيا وكندا بنسب 430 بالمئة و179 بالمئة و170 بالمئة على التوالي على أساس سنوي. وهذا يوضح تماما الثقة الدولية والتوقعات بشأن آفاق النمو في الصين، كما يظهر أيضا كيف تقدّر مختلف الأطراف الفرص الهائلة التي أتاحها التعافي الاقتصادي للصين والتحسين المستمر لبيئة الأعمال فيها. وقال شيه إن التعاون الطبي الصيني-الأمريكي يتمتع بإمكانات هائلة. وأضاف أن الصين تضع صحة الناس في المقدمة والمركز من عملية بناء دولة حديثة، ولهذا تتخذ خطوات قوية لدفع مبادرة الصين الصحية. وفقًا لتقرير أصدرته شركة رولاند بيرغر للاستشارات الدولية، من المتوقع أن تتجاوز سوق الأجهزة الطبية في الصين 320 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، ما قد يجعل الصين أكبر سوق للأجهزة الطبية على مستوى العالم. ومن الناحية الديموغرافية، هناك حوالي 260 مليون من سكان الصين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وسوف يتخطى العدد 300 مليون بحلول عام 2035. في الوقت ذاته، سيتجاوز عدد سكان الصين ذوي الدخل المتوسط 800 مليون في الخمسة عشر عامًا القادمة. وسيؤدي الارتفاع المطرد والسريع في الطلب على الأدوية والخدمات عالية الجودة إلى فتح مساحة سوق غير مسبوقة لقطاع التكنولوجيا الطبية. وأضاف أن رواد الأعمال معروفون ببعد نظرهم وشجاعتهم وعقلهم المنفتح، مؤكدا أن ريادة الأعمال هذه هي بالضبط ما يحتاجه العالم اليوم. وكما يقول المثل الصيني، "الانسجام يجلب الثروة". وأشار إلى أن أجواء العلاقات الصينية-الأمريكية تؤثر على الجميع. وعندما يكون المناخ العام جيدًا، يمكن للشركات القيام بأعمال تجارية على نحو أسهل كثيرًا. وعندما تسوء العلاقات الثنائية، فإن مجتمع الأعمال سيتأثر بالتبعية. وأوضح أن الأصدقاء من مجتمع الأعمال يجب أن يكونوا "أصحاب مصلحة مسؤولين" في العلاقات الصينية-الأمريكية. نحن نشجع أعضاء مجتمع الأعمال على أن يكونوا نزيهين وبرجماتيين ويتخذوا إجراءات حقيقية، بغية تقوية المصالح المشتركة، ودعم اقتصاد السوق والتجارة الحرة، والمساعدة في إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح، بما يعود بالنفع على الشعبين والعالم. تعد جمعية التكنولوجيا الطبية المتقدمة أكبر جمعية للتكنولوجيا الطبية في الولايات المتحدة، وتمثل 80 بالمئة من شركات الأجهزة الطبية والشركات التشخيصية في الولايات المتحدة. وهناك أكثر من 450 شركة عضو في جمعية التكنولوجيا الطبية المتقدمة، الكثير منها ضمن قائمة مجلة فورشن لأكبر 500 شركة في الولايات المتحدة .
مشاركة :