ما بعد المباراة | إيجابيات وسلبيات غياب مونتوليفو

  • 2/28/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تحليل | تامر أبو سيدو - حقق ميلان انتصارًا ثمينًا على ضيفه تورينو على ملعبه سان سيرو ضمن الجولة الـ27 للسيري آ ليضغط بقوة على الإنتر صاحب المركز الرابع بعدما بات على بُعد نقطة واحدة منه مع بقاء مباراة لجاره ضد اليوفنتوس ستللعب غدًا، وجاء الفوز بهدف دون رد أحرزه لوكا أنتونيلي في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول. دعونا نحلل أداء الفريقين ... ميلان | إيجابيات وسلبيات غياب مونتوليفو، وسؤال لميها انتصار مهم بالطبع للميلان يضع المزيد من الضغوطات على الإنتر وفيورنتينا وروما المتنافسين على الفوز بالمقعد الثالث المؤهل لدوري الأبطال، وقد صاحبه أداء مقنع كثيرًا في الشوط الأول وجيد جدًا في الربع ساعة الأول من الشوط الثاني قبل أن يتراجع المردود بوضوح ويلعب الفريق بالنار لنصف ساعة من الوقت. ميلان استخدم استراتيجية الضغط المتقدم القوي في الشوط الأول، حاصر منافسه وتعددت محاولاته الهجومية حتى نجح أخيرًا في الوصول لهدف المنشود .. في بداية الشوط الثاني لعب باستراتيجية الدفاع الإيجابي بالعودة للخلف ومباغتة تورينو بالهجمات المرتدة السريعة لكنه فشل في ترجمتها لأهداف نتيجة سوء اللمستين قبل الأخيرة والأخيرة .. وفي النصف ساعة الأخير من اللقاء تراجع مردود الفريق فنيًا وخاصة بدنيًا مما جعله يتراجع للأداء الدفاعي دون أن يزعج منافسه هجوميًا وهذه سلبية كبيرة. ميلان لعب بالنار وكاد أن يحترق بها ! الفريق كان بإمكانه إنهاء اللقاء بهدف ثانٍ وربما ثالث من الفرص التي لاحت له في بداية الشوط الثاني، لكنه أهدر كل تلك الفرص نتيجة سوء اللمسة قبل الأخيرة من نيانج وزملائه وتلك مشكلة متكررة في أداء الفريق ويجب حلها من المدرب الصربي. لا يجب غياب الهجمات المرتدة وخلق الفرص منها عند العودة للدفاع خاصة أمام مثل تلك الفرق، فنحن لا نتحدث عن يوفنتوس أو نابولي بل تورينو الذي يعيش أزمة كبيرة. الفريق لعب بالنار أيضًا لأن مدربه تأخر كثيرًا في التغييرات ولم يقم بالتغييرات السليمة، فقد صبر كثيرًا جدًا على نيانج الذي لم يقدم شيء وفقد الكرة كثيرًا وأفسد العديد من الهجمات، كما تأخر كثيرًا في الزج ببالوتيلي بدلًا من باكا الذي لم يقدم الأداء المطلوب اليوم ووجود ماريو كان سيخفف من الضغط على الدفاع لأنه يُجيد الوقوف على الكرة وتجميد اللعب، والأهم من كل هذا عدم تدخله لإنقاذ خط الوسط الذي تراجع مردوده البدني بشكل واضح في الجزء الأخير من المباراة وهو ما سمح لتورينو بالسيطرة والضغط على دفاع ميلان بسبب قدرته على استعادة الكرة سريعًا فور فقدانها وهو ما لم يكن يحدث في الـ15 دقيقة الأولى من الشوط. كان الأفضل إشراك لاعب جديد في الوسط بدلًا من هوندا أو بيرتولاتشي أو حتى بدلًا من أحد المهاجمين واللعب بطريقة 4-5-1. لا أفهم ما الذي يفعله ميها مع بالوتيلي ! لماذا إشراكه في الدقائق الأخيرة من المباريات بهذا الشكل المتكرر؟ هل يُختبر اللاعب مثلًا؟ هل يُوضع تحت الضغوطات بطلب من الإدارة لاختبار تصرفاته قبل اتخاذ قرار شرائه من عدمه من ليفربول؟ أداء باكا ونيانج لا يتفوق كثيرًا على المهاجم الإيطالي خاصة خلال مباراة اليوم ولذا كان المنطقي أن يدخل اللاعب خلال وقت مبكر من الشوط الثاني ! غياب مونتوليفو كان له إيجابياته وسلبياته اليوم، إيجابياته تمثلت في تحسن الهجوم من العمق لأن كلًا من بيرتولاتشي وكوتشكا كانا يتقدمان بجرأة وشجاعة للأمام ويدعمان الهجوم خاصة مع تفوقهما في المواجهات المباشرة مع منافسيهم، وهو الأمر الذي لا يفعله مونتوليفو بتفضيله الثبات للواجب الدفاعي وتغطية تقدم زملائه. لذا رأينا اليوم تحسن واضح في هجوم ميلان من عمق الملعب. لكن السلبية تمثلت في الأداء الدفاعي لأن القائد يمتلك ميزة مهمة ظهرت في المباريات السابقة وهي قدرته على قراءة المنافس وتوقع تمريراته الهجومية وتحركه الممتاز دون كرة لملء المساحات وتغطية تقدم زملائه مما يجعله يقطع الكرة ويُفسد هجمة المنافس قبل أن تبدًا مما يُبعد الخطر عن خط دفاعه .. هذا الدور لا يستطيع أي لاعب آخر في الروسونيري القيام به، لأنهم أقل ذكاءً من لاعب فيورنتينا السابق. واليوم ظهر تأثير غياب اللاعب في الشوط الأول خاصة حين كان ميلان يهاجم بكل لاعبيه لكن يتعرض لهجمات مرتدة بتمريرات في العمق والجانب الأيسر لا تجد من يقطعها بل تصل لهدفها وتبدأ هجمات خطيرة على مرمى دوناروما. باعتقادي أن ميهايلوفيتش عليه إعادة التفكير في وضع نيانج في التشكيل الأساسي، فاللاعب يمتلك الموهبة والقدرات الفنية لكنه يبالغ كثيرًا في استسهال اللعب ! ويبالغ كثيرًا في البُعد عن اللعب المباشر السهل .. السهل الممتنع ! اليوم عاد مينيز وبالوتيلي وبواتينج وأحدهم قد يكون حلًا أفضل خاصة الأول والثاني. أيضًا ما فعله اللاعب مع موريتي مدافع التورو يستحق العقاب من المدرب الصربي. الشيء الأهم في آثار تطور ميلان هذه الفترة هي الثقة التي بات الفريق يلعب بها، وأيضًا الهدوء والراحة والصفاء الذهني بسبب غياب الضغوطات نتيجة تحسن النتائج وتحقيق نتائج قوية ضد الكبار خاصة. هذا الأمر بدا واضحًا في العديد من الجوانب، منها التمريرات والمواجهات المباشرة والتمريرات العرضية والخروج بالكرة تحت الضغط وتحسن الأداء الفردي لجل اللاعبين خاصة هوندا وأباتي وبيرتولاتشي وزاباتا وأليكس. قديمًا كان اللاعب يُمرر لزميله كرة صعبة متوترة لكن الوم أصبحت التمريرات سهلة ومباشرة وكثيرًا من لمسة واحدة. هذا تطور نفسي وذهني مهم جدًا للفريق وقد ساهم بوضوح في تحسن مستوى كل اللاعبين خاصة من كانوا عرضة للانتقادات والضغوطات. تورينو | اللمسة الأخيرة مازالت المتهم الأبرز لم يلعب تورينو مباراة كبيرة، لكنه حصل على عدة فرص كانت كفيلة بمنحه نقطة التعادل أو حتى نقاط الفوز، لكن مازال الفريق يُهدر الفرص السهلة أمام المرمى بغرابة شديدة مما يُضيع عليه فرصة جمع النقاط. حدث هذا أمام كاربي في الجولة السابقة وتكرر أمام ميلان .. اليوم حصل التورو على فرصتين أو ثلاثة خطيرة في الشوط الأول كانت كفيلة بمنحه التقدم وجعل المباراة سهلة عليه كثيرًا وصعبة على منافسه لكن ضاعت بفضل لمسة أخيرة سيئة من إيموبيلي وبيلوتي. فينتورا بدأ بطريقته المعتادة 3-5-2 لكنه فضل استخدام برونو بيريس في الجانب الأيسر وزاباكوستا في الأيمن بخلاف ما يحدث عادة من تواجد البرازيلي في اليمين، ولست معه في هذا القرار لأن بيريز كان سيكون لديه قدرة أكبر وأهم على استغلال ضعف التغطية الدفاعية في يسار ميلان خاصة خلال الشوط الأول. تورينو ركز على الجانب الأيمن في هجومه خلال الشوط الأول وخلق عدة فرص بالفعل لكنه لم يستطع تجاوز تلك الجبهة في الميلان في الشوط الثاني بعد التزام لاعبي الروسونيري بالتغطية الدفاعية .. بيريز كان سيكون أخطر وأهم من تركه ليدافع أمام هوندا وأباتي في اليسار دون أن تسنح له فرصة الهجوم. أيضًا تأخر فينتورا في تغييراته كثيرًا، الفريق بحاجة للنقاط ولذا كان عليه المغامرة في وقت مبكر عن الدقيقة 78 ... إضافة ماكسي لوبيز مع هذا الكم من التمريرات العرضية كان سيكون مفيدًا للغاية خاصة أن إيموبيلي أضاف الكثير حين أصبح مهاجم طرف أيسر. وربما تغيير طريقة اللعب لـ4-4-2 أو 4-3-3 كان سيكون إضافة خاصة مع تراجع ميلان وسوء أدائه الهجومي. كنت أفضل تغيير عند الدقيقة 60 وآخر لدعم الهجوم عند الدقيقة 70-75.   تواصل مع تامر أبو سيدو

مشاركة :