في وقت تعزز فيه الاضطرابات السياسية في العديد من الدول تنشيط السياحة الداخلية ومساهمتها في الناتج المحلي، وتقليص فاتورة الإنفاق على سياحة الخارج التي ارتفعت إلى 40 مليار ريال سنويا، تعمل عدة دول سياحية على استقطاب السياح السعوديين في مقدمتها «دبي وماليزيا وتركيا»، كما تعكف على إعداد برامج متنوعة تستهدف السائح الخليجي خاصة في الإجازات المدرسية القصيرة. وتواجه السياحة الداخلية عدة تحديات في الوقت الراهن من أبرزها ارتفاع الأسعار والخدمات الأساسية في المرافق الترفيهية، بصورة مبالغ بها، ونمطية المهرجانات، فيما تشير إحصاءات الهيئة العامة للسياحة إلى ارتفاع حجم الإنفاق على السياحة العام الماضي في الداخل إلى 104 مليارات ريال، تمثل 5 % من الناتج المحلي الإجمالي، إذ تأتي السياحة في صدارة القطاعات التي تعول عليها المملكة لتنويع القاعدة الإنتاجية وتقليل الاعتماد على النفط. في البدء يرى عضو اللجنة السياحية في غرفة جدة خالد العبود ضرورة الاستفادة من التوترات في العديد من الدول التي كانت تمثل وجهة مفضلة للسعوديين من أجل استقطاب الاهتمام للسياحة الداخلية التي تحقق نقلة جيدة في حجم الإنفاق في السنوات الأخيرة، حتى بلغ 104 مليارات العام الماضي. وأعرب عن أسفه الشديد لعدم الاستفادة من المكتسبات السياحية الوطنية، مشيرا إلى الاستفادة فقط من 10 % من المكونات الوطنية. وأرجع ذلك لضعف المرافق والخدمات في المناطق السياحية، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الأخرى. من جهته، تطرق الخبير السياحي خالد باوزير إلى ارتفاع الأسعار في المناطق السياحية وذلك لقلة ومحدودية المستثمرين في القطاع السياحي، لافتا إلى أهمية وجود صندوق لتمويل المشاريع السياحية لاسيما في ظل الاهتمام الملحوظ الذي توليه الدولة للقطاع السياحي ليكون أحد المجالات الصاعدة لدعم جهود تنويع القاعدة الإنتاجية في الفترة القادمة. وإشار إلى ضرورة حل أزمة الطيران والسفر بين مناطق المملكة المختلفة، مبينا أن تحرك السياح بين المناطق المختلفة يمثل صعوبة بالغة خلال السنوات الماضية، وتوقع أن تسهم شركات الطيران التي دخلت السوق أخيرا في حل جزء من الأزمة. كما لفت إلى أهمية إعادة اكتشاف مهرجانات السياحة الوطنية الداخلية التي تعاني من الرتابة والتقليدية خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى إمكانية الاستعانة ببرامج الدول المجاورة في هذا الشأن مع تقديم تسهيلات لتسريع وصول السياح الخليجيين إلى المناطق التي يقصدونها لا سيما في عسير والطائف.
مشاركة :