تعمل دولة الإمارات بكل جدية على إنجاح مؤتمر «كوب 28» الذي من المقرر أن تستضيفه مدينة إكسبو دبي، خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، والذي يُعقد في ظل ظروف دولية دقيقة، في ظل تفاقم التداعيات السلبية لظاهرة التغيرات المناخية، والتي باتت تفرز المزيدَ من تأثيراتها الخطيرة في الكثير من المجالات، ومنها الأمن الغذائي. وتبذل الإمارات جهوداً مكثفة لتفعيل التعاون مع جميع دول العالم، بهدف التوصل إلى حلول تجعل من مؤتمر «كوب 28» قمة ناجعة، ومن هذا المنطلق، سيتم التركيز على محاور رئيسية عدة تشمل تنفيذ الالتزامات والتعهدات المناخية، لإيجاد حلول عملية تسهم في تجاوز تداعيات التحديات المناخية، بما يضمن مستقبلاً مستداماً لأجيال المستقبل. وتسعى الدولة بشكل خاص إلى أن يسهم المؤتمر في تسريع تحول دول الشرق الأوسط إلى الطاقة النظيفة، على النحو الذي يمهد الطريق لتعزيز اقتصاداتها الوطنية. وفي الواقع، فإن أهداف «كوب 28» تبدو منسجمة تماماً مع الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات، وثمّة العديد من المؤشرات التي تؤكد ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر، استثمارها في الوقت الحالي ما يزيد على 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة في نحو 70 دولة حول العالم، وهي تستعدّ في الوقت نفسه لمضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2030. وهناك علامات مميزة في الجهود التي تبذلها الإمارات لتمهيد الطريق لإنجاح «كوب 28»، حيث شكلت في يونيو 2022، أي قبل نحو عام ونصف من عقد المؤتمر لجنة وطنية عليا للتحضير له، من خلال منهج متكامل يركّز على التنمية المستدامة والتعاون مع المجتمع الدولي، وفي يناير 2023 استضافت الدولة أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي أكد خلاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على أنه محطة للوصول إلى قمة المناخ، مؤكّداً حرص الإمارات على استقطاب قادة المجتمع الدولي للعمل على خدمة مصالح الشعوب. ويتولى رئاسة مؤتمر «كوب 28»، شخصية لها ثقلها الكبير في مجال العمل المناخي، ممثلة في معالي الدكتور سلطان الجابر، الذي يمتلك خبرة عريضة في قطاعَي الطاقة المتجددة والتقليدية في الوقت نفسه، وكان معاليه قد عُيِّن في منصب المبعوث المناخي الخاص مرتين، الأولى خلال المدة من 2010 إلى 2016، والثانية من 2020 حتى الآن، وشارك في أكثر من 10 مؤتمرات مناخية عالمية، بما فيها قمة باريس عام 2015، التي تعدّ القمة التاريخية الأبرز. كل هذه الاعتبارات المتعلقة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الإمارات لتنظيم مؤتمر «كوب 28» وحسن إداراتها لملف تنظيم هذا المؤتمر، تؤكد سعيَ الدولة المتواصل لإنجاحه، وهو الأمر الذي يتطلب في نهاية المطاف تعاون دول العالم أجمع لمواجهة التحديات الخطيرة للتغيرات المناخية، التي تطال تأثيراتها السلبية الدول كافة.
مشاركة :