ذكرت مصادر مصرفية، أن عدد القروض الممنوحة انخفض بنسبة تقّدر بحوالي 10 % خلال الشهرين الماضيين، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. وعزت المصادر ذلك الانخفاض إلى أن البنوك بدأت منذ بداية العام تتشدد في منح الموافقات على القروض، من خلال الطلب من العملاء، تبرير بعض عمليات السحب والإيداع على حسابهم الجاري، مثل الشيكات الخاصة وشيكات الإيجــار، بالإضافة إلى عمليات الخصـم الفــوري التي تتــم علـى ذلك الحسـاب. وقال أحد المصادر، الذي فضل عدم كشف نفسه، أن تشدد البنوك في الإقراض، يأتي في إطار التحول من تطبيق إجراءات اعرف عميلك إلى اعرف عميل عميلك، ورفع مستوى إجراءات العناية الواجبة في إدارة المخاطر، سعياً من تلك البنوك للتأكد من أن الديون التي سترتب على العميل، لن تقتطع أكثر من 50 % من دخل العميل الشهري. وأضاف: لافتاً إلى تطبيق تلك الإجراءات آخذ في الانتشار في معظم أسواق العالم. وأضاف: مع توفر التقنيات الحديثة التي توفر في التكلفة المرتفعة لإدارة المخاطر، فإن البنوك لا ترى مانعاً من رفع مستوى إدارة المخاطر في البنوك، وهذا يساعد في كفاءة الأداء التشغيلي للبنوك في النتيجة. التقنيات ولفت المصادر إلى أن البنوك قادرة اليوم بفضل التقنيات الحديثة على تحليل العمليات الطارئة على الحسابات البنكية وجدولة كافة البيانات المالية للعملاء، وتشكيل لمحة عامة عن أنماط الدفع وسلوك التسديد لدى العميل، وتحديد أي تعامل قد يكون مثيراً للشك، مشيراً إلى أن إدارة المخاطر باتت تأخذ اليوم حصة أكبر بكثير من وقت الموظفين في البنوك. وقال وليد برهجي المدير التجاري لقسم تمويل الأفراد في نور بنك، إنه ينبغي على البنوك أن تتوخى الحذر في عملية الإقراض، وذلك على الرغم من توفر المعلومات الائتمانية عن العملاء اليوم. وأضاف: المسؤولية تقع على كاهل البنوك والمصارف للتأكد من أن الأفراد لا يقترضون ما يزيد على طاقاتهم وإمكاناتهم. هذا الشيء لا يخدم المصارف فقط، بل يخدم هدفاً اجتماعياً أسمى، يكمن في الحرص على إقراض الأفــراد اللذين لهم قــدره على السداد، حتـى لا يقعـوا فـي فـخ المديونيـات. أهلية من جانبه، قال كونال مالاني رئيس إدارة قيمة عملاء الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات، في بنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط، إن المعايير المستخدمة في تحديد أهلية العملاء للحصول على القروض الشخصية، تختلف بين البنوك. وإن نموذج العمل المعتمد في البنك يقوم على أساس العلاقة مع العملاء. وأضاف: لقد استثمرنا الكثير في تطوير إجراءات فعالة، تهدف إلى فهم احتياجات عملائنا بشكل تام، من خلال تقييم سجلاتهم الائتمانية وتطلعاتهم وإمكاناتهم المالية. وتقوم شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية، بإتاحة الفرصة للبنوك لإجراء المزيد من المراجعة المتعمقة قبل اتخاذ القرارات بمنح القروض، وستصبح هذه الإجراءات مألوفةً لدى العملاء مع مرور الوقت. ومن أجل ضمان اعتماد الإجراءات والممارسات المسؤولة بشأن الإقراض، فإن لدى بنك إتش إس بي سي، قائمة بجهات العمل المعتمدة، التي تتطابق مع القائمة الموجودة لدى شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية، حيث إن أكثر من 90 % من عملاء القروض الشخصية لدى البنك، هم من قائمة جهات العمل المعتمدة. كما نستمر بمنح القروض إلى عملاء آخرين، طالما أنهم يلبون معايير الإقراض المحددة لدينا. وكذلك نقوم بتطبيق أطر عمل رقابية وسياسات محكمة وصارمة، في ما يتعلق بإدارة المخاطر والسيولة ورأس المال في جميع عملياتنا. معلومات قال وليد برهجي: إنه في حال ملاحظة تعاملات مالية معينة، قد تكون دلالة على الضغط المادي والاقتراض الزائد عن حده، فإن البنك يطلب معلومات إضافية، بغرض التوضيح، ومن أجل التأكد من الالتزام بتعليمات المصرف المركزي التي تهدف لتخفيف العبء المادي عن المقترضين، وأن المقترض لديه فعلاً القدرة على إدارة مصروفاته والسداد، ليس في الوقت الحاضر فقط، ولكن مستقبلاً كذلك. قد تكون هذه الحيطة والحذر غير مناسب لبعض المقترضين، لكنها تحمي مصالح جميع الأطراف المعنية في عملية الإقراض بالنتيجة.