موظفون تعساء بؤساء…؟!

  • 2/28/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحدهم عمل في مؤسسة استثمارية واكتشف عمليات اختلاس ورشى من بعض الموظفين، فأبلغ مديره الأعلى وفوجئ بخطاب فصله من العمل! وآخر في قطاع حكومي أبلغ مديره بأن ثمة هدراً (مبالغة) في تقدير تكاليف بعض المشتريات وتجهيزات (الاستقبالات) والمناسبات الاحتفالية! وكان جزاؤه النقل من موظف قيادي إلى مهمش! استحضار الموقفين مستوحى من أحد الأصدقاء الذي وصف هؤلاء (الشرفاء) بالأشقياء التعساء قلت لهذا الصديق: إن ما فعله هؤلاء وغيرهم من النبلاء أرقى منزلة في النزاهة بفضل شجاعتهم في الذود عن المصلحة العامة، فهؤلاء رغم ما حصل لهم نحسبهم في قرارة أنفسهم سعداء أعزاء تغشاهم الغبطة ويغمرهم الشعور بالفخر، وتلكما أعلى مراتب الإباء. هذا ليس من قبيل العزاء بل حقيقة (وجدانية) لا يستشعر بها سوى الشرفاء، إذ يكفيهم شرفاً ونبلاً وقبل هذا وبعده ثواباً بأنهم عز على أنفسهم أن يروا منكراً دون أن يغيروه المؤكد أن مجابهة الفساد بأشكاله وتضاعيفه له أضراره، لكن المؤكد أيضاً واليقيني أن تلك التبعات أو (الضريبة) إن صح الوصف، أهون بكثير وأقل وطأة فيما لو ترك نهباً ينهش المجتمع وينخر بنيته.. نطمئن الجميع أن مجابهة الفساد ليس محفوفاً بالمخاطر بمجمله، وإن كان كذلك فالتحدي مطلب تحتمه المواطنة ويمليه الضمير، إلى ذلك يجب ألا نتوجس خيفة في الإبلاغ عن المفاسد ونتوارى خلف مفاهيم سلبية مقيتة مثل (لا تصير ملقوف) (وش دخلني) والمقولة الأسمج (ابعد عن الشر وغني له)، التي باتت شماعة تبرر السكوت والتعامي عن الفساد وزبانيته يبقى القول: إن الفساد ليس مرده أربابه ومقترفيه وحدهم بل قبلهم وربما بعدهم الساكتون عنه، المقال مقتطف من كتابي (محطات من واقع الإدارات).

مشاركة :