مع توقع انضمام مزيد من المنافسين على رئاسة الجمهورية إليه، بدأت أسهم المرشح الجمهوري دونالد ترامب ترتفع بشكل ملحوظ، وذلك عندما أعلن منافسه كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي، تأييده له، رغم أن كريستي كان قد عارض اقتراح ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، واقتراحه بطرد 12 مليون مكسيكي يعيشون في الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية، ورغم أن كريستي سبق له أن أعلن أن ترامب لا يصلح لأن يكون رئيسا للبلاد. وفي هذا السياق، أوضح استطلاع أجراه تلفزيون «إن بي سي» مساء أول من أمس أن نحو 70 في المائة من الذين يؤيدون ترامب ينظرون نظرة سلبية إلى المسلمين، مقارنة مع 35 في المائة وسط كل الأميركيين، وأن 90 في المائة تقريبا من مؤيدي ترامب يؤيدون اقتراحه بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، بالمقارنة مع 47 في المائة وسط كل الأميركيين. وفي المقابل، عقد قادة مسلمون مؤتمرا صحافيا بعد صلاة الجمعة في مسجد شارلستون (ولاية ساوث كارولينا)، حيث ستجرى انتخابات تمهيدية بعد غد الثلاثاء، وحيث يتوقع أن يكتسح ترامب بقوة بقية المرشحين الجمهوريون، انتقدوا فيه ترامب انتقادات قوية؛ إذ قال الإمام محمد مصري، رئيس منظمة «أميركان إسلام» (الإسلام الأميركي): «نحس بقلق بسبب موجه كراهية للمسلمين في الحملة الانتخابية هذا العام. فهذه موجة تقسيم وكراهية، وإغلاق حدود، وطرد ملايين من الناس. ونحن نناشد القادة السياسيين الارتفاع إلى مستوى القيم الأميركية». وللتدليل على مستوى الكراهية في خطاب ترامب، توقف مصري عند تصريحات ترامب التي أدلى بها للصحافيين ومؤيديه خلال الأسبوع الماضي في شارلستون، والتي قال فيها إنه خلال الحرب الأميركية في الفلبين في بداية القرن العشرين، قتلت القوات الأميركية مسلمين بذخيرة تم وضعها في زيت لحم الخنزير. وعلق مصري على هذه التصريحات المسيئة بقوله إنها: «ليست إلا دعوة لقتل المسلمين باستعمال ذخيرة توضع في زيت لحم الخنزير.. هذه تصريحات غير مسؤولة من مرشح رئيسي». من جهته، تحدث في المؤتمر الصحافي شهيد حسين، رئيس المركز الإسلامي في شارلستون، وانتقد ترامب أيضا بقوله: «إنها تصريحات غير مسؤولة»، نافيا أن يكون المركز قد تلقى تهديدات مؤخرا. من جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس إن تصريحات ترامب زادت من إقبال المسلمين في واشنطن على التسجيل للتصويت في الانتخابات، فيما قال عبد الرشيد عبد الله، أحد مسؤولي مسجد «آدامز» في ستيرلينغ (ولاية فرجينيا) بضواحي واشنطن العاصمة: «إننا ننظم حملة بالهاتف والرسائل النصية، ونسجل أسماء المسلمين للتصويت في الانتخابات، وكلما زادت نسبة الإسلاموفوبيا (الخوف من المسلمين)، زاد تصميمنا على مواجهتها». وفي هذا السباق، سبق لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، كبرى المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، أن أوضح أن عمليات العنف ضد المساجد خلال العام الماضي تضاعفت ثلاث مرات عما كانت عليه في العام قبل الماضي. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في شارلستون، تساءل صحافيون عما إذا كانت أعمال «داعش» داخل وخارج الولايات المتحدة، تشكل سببا رئيسيا لزيادة العداء للمسلمين، فأجاب قادة إسلاميون بأنهم يدينون العنف، مهما كان مصدره، بينما قال جون بول لابورد، مسؤول محاربة الإرهاب في الأمم المتحدة، في السياق نفسه إن النساء يشكلن نسبة 30 في المائة من عدد المقاتلين الأجانب الذين يحاربون في صفوف «داعش» داخل المناطق التي يسيطر عليها، وحذر من ازدياد أعداد الفتيات اللائي يقسمن على الولاء للتنظيم، مضيفا أن «القضية الأولى التي أذهلت المحللين في فريقي، هي أن 550 امرأة أوروبية سافرن إلى مناطق خاضعة لتنظيم داعش. وفي بعض الدول تمثل النساء ما بين 20 و30 في المائة، من المقاتلين الأجانب. كما أن عدد الفتيات الصغيرات اللاتي أقسمن على الولاء لـ(داعش) على الإنترنت زاد أيضا.. وهن مدربات بشكل جيد. ويمكن أن تكون هجماتهن فتاكة، كما شاهدنا في هجمات باريس». وحول موقفه من توجيه الاتهامات ومقاضاة الذين ارتكبوا جرائم خطيرة بعد عودتهم إلى أوطانهم، قال لابورد: «هذه السياسات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن السجن يمكن أن يكون ملجأ آمنا يستغله الإرهابيون للتواصل، وتبادل التكتيكات، وتجنيد أعضاء جدد»، وأضاف أنه «من الضروري أن تنظر الدول في استراتيجيات بديلة لاحتجاز المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين ممن لم يرتكبوا جرائم خطيرة».
مشاركة :