صدر حديثا بالقاهرة كتاب "التفكير بالسرد: الهويّة – الثّورة – النسويّة"، للناقدة المصرية الدكتورة مروة مختار. الكتاب الصادر عن دار غرب للنشر والتوزيع، جاء بمثابة امتداد لفعل القراءة الذي تمارسه المؤلفة بحب وشغف وتساؤل بلا انتهاء، وكما تقول مقدمة الكتاب، فإن فعل القراءة الذي يَفترض أنّ الكلمات تبعثرنا وتعيد تشكيلنا من جديد، ولا ترص رصا كفعل آلي بلا روح... روح الكلمة التي تستحثنا دوما للتفكير فيها فنعيد القراءة مرة تلو الأخرى لنسائل أنفسنا عن تجدد تلقينا لها مع كل قراءة، وعن الأفكار التي تحملها داخل السرد، فلا سرد دون قضايا تشغل القارئ بالتفكير وإعمال العقل في أبسط الأفكار الإنسانية والفكرية، وأعقدها، ومحاولة كشفها داخل بنية السرد، والغوص في طبقات العمل الإبداعي عبر القراءات المتتالية له للوصول إلى بنيته العميقة ثم العودة تدريجيا إلى البناء في محاولة أخرى متجددة للفهم. ولعل هذه المحاولات قد تحققت بالفعل عبر صفحات الكتاب الذي جاء في ثلاثة فصول: الأول جاء بعنوان "التفكير بالسرد.. والمنزلة بين المنزلتين"، والثاني حمل عنوان "الراوي العليم والهويّة"، فيما جاء الفصل الثالث بعنوان "الخطاب النسوي ومراوغة الأقنعة". وبحسب المؤلفة، فإن التفكير بالسرد قرين عدم الاستسهال في الكتابة الإبداعية، كما أنه بمثابة محبة من المُبدع للقارئ، ومشاركة له في قضاياه الفكرية والإنسانية بعيدا عن صخب الصحافة وخصومة النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أيضاً أخذَ بيد القارئ في أمومة حانية ويقظة دفينة غير معلنة إلى شواطئ شتى تحيط بنا، وقد تسحبنا إلى داخلها دون انتباه منا، فيأتي الإبداع ليوقظ فينا الفكر بالنظر في قضايانا المتشابكة في حقيقتها، وإن حسبناها على غير عمد منا أنها منفصلة. يُذكر أن الدكتورة مروة مختار مؤلفة كتاب "التفكير بالسرد: الهويّة – الثّورة – النسويّة" هي ناقدة وأكاديمية مصرية، مارست التدريس في عدد من الجامعات المصرية والدولية، وحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة عين شمس عن رسالتها التي حملت عنوان "فاعلية المعنى النحوي الدلالي وأثره في تحليل النص الشعرى.. دراسة نصية في المفضليات"، وصدر لها عدد من الملفات النقدية، بجانب دراسات تدور في فلك اللغة والنقد الأدبي والخطاب النسوي والهويّة الثقافية وغير ذلك من الموضوعات، إضافة إلى مشاركتها في العديد من المؤتمرات والندوات الأدبية المحلية والعربية.
مشاركة :