قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يتابع "بقلق" الاضطرابات في فرنسا. وفيما استبعد شولتس وقوع أحداث شغب في بلاده على غرار تلك التي تشهدها فرنسا حاليا، فإنه أبدى تفهمه لإلغاء الرئيس ماكرون زيارته الرسمية لألمانيا. أعرب المستشار أولاف شولتس في مقابلة الصيف عن قلقه حول الوضع في فرنسا وأثنى على علاقات فرنسا وألمانيا اعرب المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد (الثاني من تموز/ يوليو 2023) عن "قلقه" لاستمرار أعمال الشغب في المدن الفرنسية والتي أدت إلى إلغاء زيارة دولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا. وقال شولتس في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزة الألمانية "ARD": "تربطنا علاقات صداقة مع فرنسا و نشكل ثنائيا لحسن عمل الاتحاد الأوروبي ، البالغ الأهمية بالنسبة إلى مستقبلنا. لذا، نتابع بالتأكيد بقلق" ما يحصل في فرنسا. وأضاف المستشار الألماني "لدي أمل كبير، وأنا مقتنع تماما، بأن رئيس الدولة الفرنسية سيجد السبل (لضمان) تحسن الوضع سريعا". وتابع شولتس "لا أتوقع أن تصبح فرنسا غير مستقرة، رغم أن المشاهد" من هذا البلد "صادمة"، و"لهذا السبب، أفهم تماما قرار الرئيس الفرنسي أن يبقى في الوقت الراهن في بلاده. كنت سأفعل الأمر نفسه". وكان مقررا أن يبدأ ماكرون اليوم زيارة دولة لألمانيا تهدف إلى منح العلاقات بين البلدين زخما جديدا، وخصوصا أن ثمة تباينات بينهما حول ملفات عدة في مجالي الدفاع والطاقة، وكذلك بالنسبة إلى الانضباط المالي في أوروبا. لكنه أرجأها بسبب الاضطرابات التي تشهدها فرنسا. واستبعد شولتس وقوع أحداث شغب في بلاده على غرار تلك التي تشهدها فرنسا في الوقت الراهن، قائلا: "لا توجد مؤشرات على هذا" مضيفا أنه لا يتوقع هذا. وأضاف المستشار الاشتراكي الديمقراطي: "أخبرتنا أحزاب الحالة المزاجية السيئة (يقصد بها أحزاب مثل البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي) أن الشتاء سيكون شتاء غضب والخريف سيكون خريف غضب، ولم يحدث هذا". وتستمر مشاهد التخريب والتدمير والعنف في أنحاء البلاد منذ أيام عدة إثر مقتل الشاب "نائل م. 17 عاما" الثلاثاء برصاص شرطي خلال تدقيق مروري. لكن ليلة أمس كانت أهدأ نسبيا ، وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة "ليلة أكثر هدوءا بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن". وأكدت وزارة الداخلية اليوم إصابة 45 عنصرا من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق. كما أعلنت استهداف عشرة مراكز شرطة وعشر ثكنات للدرك. وتم توقيف 719 شخصا في البلاد بتهمة حيازة ادوات يمكن استخدامها أسلحة أو مقذوفات. واستُهدف شرطي بطلق ناري أصاب سترته الواقية أثناء أعمال عنف في نيم (جنوب شرق) ليل الجمعة السبت التي تخطى عدد الموقوفين خلالها 1300 ، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء. الهجوم على منزل رئيس بلدية وعمدت الوزارة لليلة الثانية على التوالي إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك ، بينهم سبعة آلاف في باريس وضواحيها، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت مدى الليالي الأربع الماضية لأعمال شغب ونهب وتخريب. وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة. ولقي الهجوم فجر الأحد على منزل رئيس بلدية تنديدا واسعا. وفي مؤشر إلى خطورة الأزمة التي تشهدها البلاد أعلن الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيشرف مساء الأحد على اجتماع لتقييم التطورات. وكان رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوب باريس فنسان جانبران قال في وقت سابق اليوم إن "مشاغبين" اقتحموا فجرا منزله بسيارة أثناء تواجد زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه. وأوضح على تويتر أن ما جرى "محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف"، بينما كان موجودا في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة. وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب "الجمهوريين" (يمين معارض) لفرانس برس إلى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة أثناء محاولة الفرار من المعتدين. ع.ج/ أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :