يثير التفاوت الكبير في أسعار أدوية فيروس الكبدي الوبائي «سي» بين المملكة ومصر، الكثير من التساؤلات حول أسباب ارتفاع سعر عقار «هارفوني» إلى 83 ألف ريال في الرياض، في حين يبلغ سعره في مصر ألف جنيه فقط بما يقدر بحوالى 500 ريال، يأتي ذلك فيما يبلغ سعر السوفالدي في المملكة حوالى 12567 ريالا، وفي مصر يجرى التخطيط للوصول بالسعر الى 680 جنيها فقط بعد ان سجل 2670 جنيها قبل عامين. ويحتاج المريض الى كورس علاجي يضم أكثر من عبوة بتكلفة تصل إلى 256 ألف ريال، مقابل 4 إلى 5 آلاف جنيه تقريبًا بمصر، اذ يستلزم العلاج بجانب العقار الرئيس صرف بعض الأدوية الأخرى لتعزيز المناعة. ويعزو الخبراء تراجع السعر بالقاهرة إلى جهود وزارة الصحة على أكثر من محور لضمان إنتاج الدواء محليًا في ظل ارتفاع أعداد المصابين به إلى 8 ملايين مريض وهو الأمر الذي يجعل من وجود أكثر من خط انتاج له مربحًا للشركات، بينما لا يزيد أعداد المصابين به في المملكة عن 100 ألف شخص. كما يتم الاعتماد كليًا على الاستيراد من الخارج لضمان أعلى جودة ممكنة في الدواء في إطار الرعاية الشاملة التي توفرها الدولة للمواطنين وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية « 256 ألف ريال كلفة العلاج يقول الدكتورعبدالله سعيد الغامدي استشاري أمراض وزراعة الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير في مستشفى الملك فهد بجدة: إن وزارة الصحه تولي أهمية كبيرة لعلاج المرضى بفيروس سي مرجعًا ارتفاع سعره إلى ظهور الدواء حديثا وبالتالي من الطبيعى أن يكون سعره مرتفعا لتعوض الشركة الوحيدة المنتجة له تكاليف الأبحاث العلمية حتى ظهوره للنور. ولفت إلى تحديد 12 طبيبًا موزعين جغرافيا بمختلف المناطق لصرف علاج الفيروس في اطار بروتوكول تنظيمي منعا للهدر المالي. وقدر كلفة كورس العلاج الذي يستغرق عدة اسابيع حسب الحالة، بـ 256 ألف ريال،مشيرا لربط الصرف إلكترونيًا مباشرة بوكيل الوزارة للطب العلاجي بطريقة مقننة تعتمد على احتياج المرضى والذين تستدعي حالتهم الصحية استخدامهم الفوري والسريع للعلاج مباشرة كالذين يعانون من التليف الكبدي وغسيل الكلى ومن ثم المرضى الآخرين. واشار الى ان النظام يراعي سرعة صرف الدواء للمريض خلال مدة من اسبوع الى اسبوعين بينما كانت الفترة الزمنية سابقا تصل الى 3 أشهر. وأوضح أن العلاج متوفر في المملكة من عام ونصف، مؤكدا استمرار الآلية المعمول بها حاليا الى أن تنخفض قيمة تكلفته في المستقبل. ولفت الى وجود خمسة أنواع من الفيروسات التي تصيب كبد الإنسان ومن أهمها الفيروس سي وبي وهما النوعان اللذان كرس العلم الحديث أبحاثه وطاقاته لإيجاد علاج لهما، ويعتبر سي من أهم الفيروسات المنتشرة على مستوى العالم. وقال د. الغامدي: إنه وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن قرابة 2-3% من سكان الكرة الأرضية مصابون بالفيروس سي أي بما يعادل 130 إلى 170 مليون شخص ويتكون الفيروس الكبدي سي من السائل النووي (RNA) الذي يتبع عائلة الفيروسات المسماة (Flaviviridae)، ويوجد له 6 أنماط جينية، والنمط السائد في المملكة هو الرابع بنسبة 60% ويليه النمط الأول بنسبة 26%. وتكمن أهميتها الجينية في تحديد مدة ونوعية العلاج وتوقع مدى استجابة الشخص لبعض الأدوية. من جانبه، قال الدكتور محمد فهمي، الخبير في الصيدلة والصناعات الدوائية، ان ارتفاع اسعار السوفالدي المستورد في البداية، دفع وزارة الصحة المصرية للعمل بصورة ملموسة لتخفيضها، وأعلنت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، عن توفير السوفالدي محلي الصنع بسعر 900 جنيه بما يعادل 450 ريالًا. وأضاف إن الوزارة نجحت في القيام بما يمكن وصفه إغراق السوق مما أدى إلى قلة الطلب وتراجع أسعار المستورد والمحلي على السواء، ومع نهاية شهر يناير 2016 تم ضخ 150 ألف علبة عقار محلي لمراكز الكبد، و17 ألف علبة مستوردة. وأرجع انخفاض الأسعار إلى قرار الوزارة بإيقاف المستورد لمدة شهرين وبدء العلاج بالمنتج المحلي، مما يعني أنه خلال 3 شهور ستنفذ الكميات الموجودة من المستورد في مخازن الوزارة ليتعامل الجميع بالمنتج المحلي. خطوات خفض الأسعار من جهته كشف الدكتور صالح عمر، عضو الهيئة القومية لمكافحة الفيروسات، عن تخفيض سعر «السوفالدي» لعلاج فيرس «سي» ليصل إلى 680 جنيهًا، مرجعًا ذلك إلى حالة التنافسية التي اوجدتها وزارة الصحة بين الشركات المنتجة، وطرح أكثر من نوع، تحت الرقابة بما يتماشى مع المواصفات ومكونات المواد الفعالة، ولفت إلى ان نسب الشفاء بالدواء المحلي يتم مراجعتها بشكل مستمر مقارنة بالمستورد، وتبين أنها متماثلة بين النوعين، الأمر الذي أكسب الدواء المحلي الثقة، بأقل نسبة من الآثار الجانبية. وأشار إلى أن انخفاض سعر المادة الخام عالميًا إلى الربع تقريبا، شجع وزارة الصحة لاتخاذ قرار منع الاستيراد وفتح الباب أمام التصنيع المحلي، الأمر الذي جعل عملية التسعير سهلة نظرًا لغزارة المنتج. وقال عضو نقابة صيادلة مصر، الدكتور سعد فاروق: إن أسعار العقار المصري، شهدت تراجعًا بشكل تسلسلي حيث بدأ السوفالدى بسعر 2670 جنيهًا إلى 1600 جنيه، ثم إلى 900 جنية ولما هو أقل، موضحًا ان وفرة العقار تسببت في خفض السعر من ناحية وتقليل قوائم انتظار العلاج من جهة أخرى. ضوابط صارمة لصرف الدواء للمستحقين حددت وزارة الصحة السعودية ممثلة بالوكالة المساعدة للصحة الوقائية أسماء 12 من الأطباء المخولين بصرف أدوية فيروس الالتهاب الكبدي سي على مستوى جميع مستشفيات بعد التفاهم مع مديري الشؤون الصحية وشدد الخطاب الموجه إلى الشؤون الصحية بكافة المناطق، على اقتصار صرف الدواء من قبل الأطباء المحددة أسماؤهم حسب ما تقتضيه مصلحة المرضى بالإضافة إلى تحديد عيادة في المستشفيات المذكورة تختص بالتهاب الكبد الفيروسي سي يتوفر فيها اتصال بالإنترنت ومنسق طبي. ويهدف الإجراء إلى ضمان وصول العلاج للمستحق في أسرع وقت ممكن.
مشاركة :