رحيل الشاعر المصري محمود قرني

  • 7/3/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إيهاب الملاح (القاهرة) فقدت الحركة الشعرية والثقافية في مصر والعالم العربي الشاعر محمود قرني، أحد كبار شعراء قصيدة النثر العربية في الثلاثين سنة الأخيرة، بعد صراع مع المرض، وكان من المقرر أن يجري جراحة لزرع كبد ولكن المنية عاجلته صباح يوم أمس الأحد. وقد مثّل محمود قرني (1961-2023) حالة فريدة وشديدة الخصوصية في المشهد الإبداعي والثقافي المعاصر، وكان صوتاً شعرياً بارزاً، قدم للمدونة الشعرية العربية، خاصة في ميدان قصيدة النثر، عدداً من أبرز وأهم الدواوين المعاصرة منها: «لعنات مشرقية»، و«أبطال الروايات الناقصة» (مختارات شعرية)، وكان من آخر أعماله صدوراً ديوان «مسامرات في الحياة الثانية» الذي كان بمثابة الوداع الشعري أو بيان المقاومة الأخير للشاعر ضد المرض الذي تمكن منه واستفحل وأودى بحياته. وقد لقي خطابه الشعري اهتماماً من كبار النقاد، ووضع اسمه ضمن أهم وأكبر شعراء جيله، وكتب عنه كل من صبحي حديدي، وبهاء جاهين، وجورج جحا، فضلاً عن معظم من كتبوا عن الحضور الإبداعي لقصيدة النثر وشعرائها الكبار في العقود الثلاثة الأخيرة، درساً وتحليلاً، تأريخاً وتصنيفاً. وإلى جانب وهجه الشعري وحضوره الإبداعي الذي تمثل فيما يزيد على عشرة دواوين شعرية، كانت كتاباته ومتابعاته ومقالاته النقدية الغزيرة تترى على مدى ما يزيد على ثلاثة عقود، ولم يكد يترك شاردة أو واردة من ظواهر الحياة الثقافية في مصر أو العالم العربي من دون أن يقدم لها عرضاً أو قراءة أو تحليلاً، فكتب المقال النقدي، والدراسة الطويلة، والتغطية الخبرية، وساهم في متابعة الإنتاج الروائي المتدفق من المحيط إلى الخليج، وقدم عروضاً لأهم وأبرز الكتب الأدبية والنقدية، والعروض المسرحية.. إلخ. يقول عنه الأكاديمي المصري د. إبراهيم منصور، أستاذ الأدب العربي والنقد بجامعة دمياط: «مات الشاعر محمود قرني ولم يكن موته مفاجأة. فقد عانى لسنواتٍ من مرض تليف الكبد، ولكنه رغم ذلك كان يعيش ويكتب، ويراقب، ويشارك الوطن أحلامه.. ترك محمود قرني إرثاً يعتد به من الشعر والكتابة، كما ترك إرثاً لا يضاهى من المواقف والآراء في الشعر والثقافة، ستبقى علامة على موقف الشاعر، وعلى موقف المثقف الملتزم، وعلى موقف المواطن المنتمي». وعن ديوانه «لعنات مشرقية» وهو ديوانه العاشر في مسيرته الشعرية، يقول الناقد المصري د. رضا عطية: «‹لعنات مشرقية›، يمثل حالة شعرية خاصة تتناول العلاقات الجدلية التي تبلغ -أحياناً- حد الصراع بين الشرق والغرب، ويمثل رحلة تطوافية تمتد عبر مسارين، أحدهما رأسي تاريخي يستهل من حكايات ‹ألف ليلة وليلة› التي يستعير الشاعر إحدى بطلاتها السحريات ‹ورد الأكمام› لتلعب دور الحادي في تلك الرحلة الممتدة حتى عصرنا الحديث، والتي يتسع مسارها العرضي بطول بلاد المشرق وعرضها، حتى تبلغ بلاد الغرب المتفاعل في جدل حضاري مع هذا المشرق».

مشاركة :