تمكنت قوات كردية من استعادة السيطرة على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، على الحدود السورية- التركية أمس السبت. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أمس: إن وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأمن الداخلي الكردية «الأسايش» تمكّنت من استعادة السيطرة على كامل المواقع التي خسرتها بمدينة تل أبيض، إثر هجوم فجر أمس السبت، نفذه العشرات من عناصر تنظيم (داعش) على المدينة ومناطق أخرى بريفها. وأشار المرصد أيضاً إلى استعادة مقاتلي الوحدات الكردية السيطرة على قرية نص تل وبلدة عين العروس.ولفت إلى أن الاشتباكات العنيفة التي ترافقت مع تفجيرات هزت المنطقة وضربات لطائرات التحالف الدولي أسفرت عن مقتل 70 عنصراً على الأقل من تنظيم داعش بالإضافة لمقتل أكثر من 20 من الوحدات الكردية.وقال المرصد إنه لا يزال عناصر التنظيم يسيطرون على حمام التركمان ومنطقة الكنطري ومواقع في منطقة السلوك بريفي الرقة الشمالي والشمالي الشرقي. من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا، وأصيب آخرون في هجومين نفذهما انتحاريان بمحافظة حماة السبت بعد ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد.وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن انتحاريا قاد سيارة محملة بالمتفجرات وفجر نفسه في وقت مبكر السبت، فقتل شخصين على مشارف بلدة سلمية.وفجّر انتحاري آخر على متن دراجة نارية نفسه عند مدخل بلدة الطيبة فقتل أربعة أشخاص بعدها بفترة قصيرة. ولا يشمل الاتفاق تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم سلمية أو جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة التي دعت لتصعيد الهجمات.وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن الهدوء ساد الكثير من المناطق بعد بدء سريان الاتفاق.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لرويترز إن هذا الهجوم ليس انتهاكا لوقف إطلاق النار لأنه وقع في منطقة لا يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية.وتشهد المناطق السورية المشمولة بوقف لإطلاق النار بدأ تنفيذه اعتبارا من منتصف الليلة الماضية هدوءا لم تعرفه منذ زمن طويل، وذلك بعد أكثر من 12 ساعة على دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية الأميركي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة، حيز التنفيذ. ولم تسجل حتى بعد ظهر السبت أي خروقات كبرى للهدنة. وسقطت قذائف قرب ساحة العباسيين في شرق دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية من دون الإشارة إلى خرق للهدنة، وهي الهدنة الأولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المعارضة منذ بدء النزاع الذي أسفر خلال خمس سنوات عن سقوط أكثر من 270 ألف قتيل، ونزوح أكثر من نصف السكان. وبحكم استثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة من الاتفاق، فإن المناطق المعنية بالهدنة، بحسب مصدر سوري رسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان، تقتصر على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).
مشاركة :