شي جين بينغ يدعو إلى مواصلة تعميق إدراك قوانين الابتكار النظري للحزب الشيوعي الصيني وإحراز المزيد من الإنجازات المثمرة في الابتكار النظري خلال المسيرة الجديدة بالعصر الجديد

  • 7/3/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بعد ظهر يوم 30 يونيو الماضي جلسة الدراسة الجماعية السادسة بشأن فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها. وأكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب، أثناء ترؤسه للجلسة، على أن المهمة الرئيسية لفتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها تمثل مسؤولية تاريخية جليلة للشيوعيين الصينيين المعاصرين. وكان تقرير المؤتمر الوطني الـ20 للحزب قد قام، على أساس استخلاص التجارب التاريخية، بطرح وشرح أساليب علمية جديدة لدفع الابتكار النظري مثل "دمج المبادئ الأساسية للماركسية مع أمرين" (دمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة -- المحرر) و"وجوب التمسك بستة أمور" (وجوب التمسك بوضع الشعب فوق كل شيء والتمسك بالثقة بالنفس والاعتماد الذاتي والتمسك بالأصالة مع الابتكار والتمسك باتجاه حل المسائل والتمسك بالفكر المنهجي والتمسك بوضع العالم ككل في اعتبارنا-- المحرر)، وقدم التزاما أساسيا لمواصلة المضي قدما في الابتكار النظري للحزب، وهو ما ينبغي لنا التمسك به واستخدامه بشكل جيد. وشرح لي ون تانغ، نائب رئيس مدرسة الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (الأكاديمية الوطنية للحوكمة)، هذا الأمر وطرح اقتراحات عمل. واستمع رفاق المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب إلى الشرح وقاموا بالمناقشة. وبعد الإصغاء إلى الشرح والمناقشة، ألقى شي جين بينغ كلمة هامة، حيث أشار إلى أنه "عند استعراض تاريخ كفاح الحزب الممتد لمائة عام، يرجع السبب الجذري لاستطاعة حزبنا لإحراز الإنجازات الكبيرة في مختلف المراحل التاريخية للثورة والبناء والإصلاح، وقيادة أبناء الشعب لإنجاز المهام الصعبة التي لا يمكن للقوى السياسية الأخرى في الصين إنجازها، إلى إتقان الحزب للنظريات العلمية للماركسية ومواصلة دفع الابتكار النظري بالدمج مع الوقائع الجديدة، لتحقيق نتائج نظرية مهمة تتمثل في أفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية وفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والتزامه على الدوام بتحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والسعي للحقيقة مع العمل الفعلي، ما يجعل الماركسية تظهر حيوية كبيرة في الصين ويجعل الحزب يدرك قوة الحقيقة الجبارة. ولماذا أضحى الحزب الشيوعي الصيني حزبا كفؤا؟ ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟ الجواب في التحليل النهائي هو كفاءة الماركسية، وكفاءة الماركسية المصيننة والمعصرنة. وإن هذا هو الاستنتاج التاريخي. ويتعين علينا تعميق إدراك قوانين الابتكار النظري للحزب باطراد وإحراز المزيد من الإنجازات المثمرة في الابتكار النظري في المسيرة الجديدة بالعصر الجديد". وشدد شي جين بينغ على أن "القضية المهمة لصيننة الماركسية وعصرنتها تحدد أنه لا يمكن التخلي أبدا عن الماركسية كونها الروح، ولا يمكن التخلي أبدا عن الثقافة التقليدية الصينية الممتازة كونها الجذور. ويمثل الحفاظ بشكل جيد على الروح والجذور أساسا وشرطا مسبقا للابتكار النظري. ويجب طرح كلمات ذات معان جديدة أثناء الابتكار النظري، ولكن لا يمكن نسيان الأصول، إذ أن نسيان الأصل هو بمثابة قطع الروح والجذور، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الروح والجذور وهو ما يعتبر خطأ تخريبيا. ويجب علينا التمسك بثبات لا يتزعزع بالماركسية باعتبارها أساسا لتأسيس الحزب والدولة ولتنشيط الحزب وازدهار البلاد، والمثابرة على بذل الجهود المستمرة لتطوير الماركسية من خلال ترسيخ جذورها في التربة التاريخية والثقافية الخصبة لبلادنا وأمتنا، وترسيخ الثقة الذاتية بتاريخنا وثقافتنا، والتمسك بمبدأ جعل الماضي يخدم الحاضر وجعل الجديد ينبثق من القديم، واتخاذ الماركسية مرشدا لاستكشاف كنز الحضارة الصينية التي يمتد تاريخها لأكثر من خمسة آلاف سنة بشكل شامل، واستخدام الماركسية لتفعيل العناصر الحيوية الرائعة في الثقافة التقليدية الصينية الممتازة ومنحها المحتويات العصرية الجديدة، وضخ الروح العظيمة والحكمة الوفيرة للأمة الصينية في الماركسية بشكل أعمق، وربط الجوهر الأيديولوجي للماركسية بمكون الثقافة التقليدية الصينية الممتازة بشكل فعال، لتشكيل تفوق نظري جديد، وتسلق قمم جديدة للأيديولوجيا باطراد. وينبغي لنا أن نوسع آفاقنا النظرية لدراسة جميع الإنجازات الحضارية الممتازة للمجتمع البشري والاستفادة منها بعقل مفتوح، واستخلاص الموارد الأيديولوجية والثقافية الممتازة من "مجموع المعارف البشرية" للابتكار في نظريات الحزب وتطويرها، لتشكيل إطار نظري كبير يجمع بين النظريات المختلفة ويستفيد من مكوناتها الممتازة". وأشار شي جين بينغ إلى ضرورة الإجابة على الأسئلة العصرية الجديدة في وقتها وبشكل علمي، قائلا "إن العصر هو أم الأفكار، والممارسة هي مصدر النظرية. وتعد جميع النظريات التي صنعت العصر منتجات تلبي احتياجات العصر. ولا بد أن تعكس النظريات المستخدمة في مراقبة العصر وإدراكه وقيادته صوت العصر، ولا يمكن مطلقا أن تنفصل عن الممارسات في عصرها، ولا بد من تلخيص خبرات الممارسات باستمرار لتشكيل البلورة الأيديولوجية العصرية. ويمثل الابتكار النظري الذي ندفعه ابتكارا نظريا قائما على أساس الممارسات، وليس خيالا وهميا في برج عاجي، ويجب المثابرة على اكتشاف الحقيقة وتطويرها عبر الممارسات، واستقصاء الحقيقة واختبارها من خلال الممارسات. وعلى خلفية التطورات المتسارعة والتفاعلات المعمقة للوضع العام الإستراتيجي لإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة، يواجه المجتمع البشري كثيرا من المشاكل المشتركة التي تحتاج إلى حلها بشكل ملح، كما تواجه بلادنا سلسلة من المسائل المهمة الجديدة في مختلف المجالات التي تشمل الإصلاح والتنمية والاستقرار، والشؤون الداخلية والخارجية والدفاع الوطني، وحوكمة الحزب والبلاد والجيش، وإن الأسئلة الجديدة التي تطرحها الصين والعالم والشعب والعصر أصبحت أكثر تعقيدا وأصعب مما كانت عليه في الماضي، الأمر الذي يحتاج بشكل ماس إلى إجابتنا عليها من خلال الجمع بين النظريات والممارسات. ومن الضروري ترسيخ وجهة النظر العامة للتاريخ، وإتقان سياق التنمية والاتجاه الصحيح لتاريخ العالم بآفاق أوسع ورؤية أطول، وفهم المنطق والاتجاه العامين للتنمية الاجتماعية في بلادنا والتنمية الاجتماعية البشرية بوضوح، واستيعاب التطورات التاريخية ومتطلبات الممارسات للتحديث الصيني النمط، وتعميق إدراك القوانين ذات الصلة بدفع التنمية عالية الجودة وتشكيل نمط تنموي جديد في جولة جديدة من التغيرات العلمية والتكنولوجية والوضع العام للتنمية الاقتصادية العالمية والخصائص المرحلية للتنمية في بلادنا، وتعزيز فهم القوانين الخاصة بالأيديولوجيات الاستراتيجية للثورة الذاتية للحزب في ضوء المقارنة بين مصير الأحزاب الماركسية حول العالم والاختبارات الواقعية التي يواجهها حزبنا أثناء حكمه الطويل الأمد، وطرح الأفكار العلمية والإجراءات الفعالة بشكل شامل ومنهجي لحل المشكلات الواقعية، لجعل الماركسية في الصين المعاصرة والماركسية في القرن الـ21 تظهر سطوة الحقيقة الأقوى والأكثر إقناعا". وأكد شي جين بينغ على أن دفع النظريات لتصبح منهجية وعلمية هو مطلب طبيعي وأسلوب مهم للابتكار النظري. ويرجع سبب التأثيرات العميقة وبعيدة المدى للماركسية إلى أنها كشفت حقيقة التنمية الاجتماعية البشرية بمعارفها العلمية المعمقة، وأثبتت الطبيعة العلمية لنظرياتها من خلال منظومة متكاملة. وتعد تطورات فكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد عملية شهدت إثراء وتوسعا مستمرين، وتحولت نحو اتجاه منهجي وعلمي باطراد. ويحتاج مشروع دراسة نظريات الماركسية وبنائها إلى مواصلة تعميق الدراسة والتفسير النظريين مع التركيز على دراسة وتفسير الإنجازات النظرية التي تمثل القوانين الأساسية في المفاهيم والاستنتاجات الجديدة التي طرحها حزبنا، واستيعاب العلاقات الداخلية فيما بينها، وإرشاد الحزب بأسره والبلاد بأكملها لدراسة وإدراك النظام النظري لفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بشكل أفضل. وأشار شي جين بينغ إلى الاهتمام باستخلاص حكمة الابتكار النظري من إبداعات جماهير الشعب. وتمثل الماركسية نظرية تتحدث نيابة عن الشعب وباسم الشعب، وتم خلقها من أجل تغيير مصير الشعب، وشهدت إثراء وتطورا خلال ممارسات سعى فيها الشعب إلى التحرير، حيث تعتبر الممارسات الإبداعية للشعب مصدرا لا ينضب للابتكار في نظريات الماركسية. وليس الشعب صانعا للثروة المادية فقط، بل هو أيضًا صانع للثروة المعنوية بصفته صانعا للتاريخ. وتعتبر إنجازات صيننة الماركسية وعصرنتها بلورة للخبرات العملية والحكمة الجماعية للحزب والشعب. وسواء أكانت أفكار ماو تسي تونغ، أو منظومة نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، أو فكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، نشأت كلها من حكمة الشعب واستكشافه وإبداعه، فإنه يجب الالتزام بالخط الجماهيري خلال مواصلة دفع الابتكار النظري للحزب، ولا يمكن مطلقا الانفصال عن الوقائع والاقتصار على التحدث دون التنفيذ والممارسة. ويجب احترام الروح الإبداعية الرائدة لدى الشعب، والاهتمام بتلخيص تجارب جديدة من الممارسات الإبداعية للشعب، والارتقاء بها إلى الإدراك العقلاني، واستنباط الإنجازات النظرية الجديدة، وتكثيف الجهود لترسيخ نظريات الحزب المبتكرة بين مئات ملايين أبناء الشعب، لكي تصبح نظريات مرتبطة بحياة الشعب وتجمع حكمته وتتوافق مع إرادته وتحظى بتأييده.

مشاركة :