وسط مؤشرات على تسارع ارتفاع درجات الحرارة في غالبية أنحاء العالم خلال يونيو الجاري، يحذر خبراء في المناخ، من أن مشكلة الاحتباس الحراري على ظهر كوكبنا، باتت على مشارف الدخول في منطقة مجهولة المعالم، ربما لم يحسب العلماء حسابها من قبل. فرغم أن ظاهرة التغير المناخي وتبعاتها ليست خافية على أحد منذ عقود، يعرب الخبراء الآن عن قلقهم، إزاء ما سُجِلَ خلال الشهر الحالي، من طقس أكثر حرارة مما هو معتاد، بما يهدد بأن تشهد الأرض ظواهر مناخية أكثر تطرفاً، وموجات حر غير مسبوقة، على مدار الأشهر القليلة المقبلة. وتفيد التقديرات، بأن الأيام القليلة الأولى من يونيو، شهدت ارتفاعاً يزيد في متوسطه، على درجة ونصف الدرجة، عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهي العتبة التي تحرص دول العالم، على ألا تتجاوزها أي ارتفاعات في درجات الحرارة، وهو ما اتفق عليه قادة مجموعة العشرين، على سبيل المثال، أواخر عام 2021. ويشير الخبراء، إلى أن تزايد وتيرة هذا الارتفاع منذ مطلع العام الجاري، كان أكثر وضوحاً في القارة الأوروبية، وذلك بعدما تبين أنه يزيد فيها بشكل كبير عن المتوسط العالمي، بما يصل إلى نحو ضعفه، وهو ما يُعزى في المقام الأول، إلى انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري. ويؤدي الطقس الحار بشكل غير معتاد في أوروبا، إلى أن يواجه الجانب الأكبر من دولها، موجات جفاف واسعة النطاق، وأن تشهد أراضي القارة حرائق غابات، التهمت مساحات كبيرة منها، وأوقعت أعداداً من القتلى والجرحى، فضلاً عن حدوث انخفاض لمناسيب الكثير من الأنهار التي تجري في هذه البقعة من العالم. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ذا آيريش تايمز» الإيرلندية على موقعها الإلكتروني، أشار الخبراء، إلى ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الأطلسي قبالة سواحل بريطانيا وإيرلندا خلال الأسابيع الأخيرة، بواقع 4 أو 5 درجات فوق المعدل الطبيعي لتلك الفترة من العام، وهو ما وُصِفَ بأنه يشكل «موجة حر بحرية» من فئة شديدة الوطأة. ويؤثر الارتفاع في درجة حرارة المحيطات التي تغطي قرابة 70% من سطح الكرة الأرضية، على متوسط درجات الحرارة الإجمالية في العالم. كما أن ذلك يلحق أضراراً بتجمعات الأسماك، والشعاب المرجانية، ويفضي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، قرب السواحل. واعتبر الخبراء أن الاتجاه الذي تمضي صوبه ظاهرة «الاحتباس الحراري» منذ مطلع العام الجاري، يدفع مشكلة الاحترار إلى مستوى جديد، ويثير مخاوف من أن يصبح 2023 الأشد حرارة منذ بدء التسجيل، متجاوزاً بذلك الارتفاع القياسي الذي سبق أن سُجِلَ في 2016.
مشاركة :