نفذ الجيش اللبناني انتشاراً في منطقة «القرنة السوداء» شمال لبنان، إثر مقتل شابين بإطلاق نار، وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر وأوقف عدداً من الأشخاص، فيما حذرت المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية من أي فتنة «طائفية أو مناطقية». وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني، مساء أمس الأول، إنه «بتاريخ أول يوليو 2023، تعرض أحد الأشخاص لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء مما أدى إلى مقتله، كما قتل لاحقاً شخص آخر في المنطقة عينها، ونفذ الجيش انتشاراً في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر». وحذر مفتي طرابلس والشمال اللبناني الشيخ محمد إمام ورئيس أساقفة الأبرشية المارونية بالمدينة المطران يوسف سويف، أمس، من أي فتنة «طائفية أو مناطقية»، غداة مقتل الشابين. وجاء في بيان مشترك، أن «دار الفتوى والمطرانية المارونية تهيبان بالأهالي الذين يعيشون جنباً إلى جنب منذ مئات السنين في منطقتي بشري والضنية أن تزيدهم هذه الحادثة إصراراً على اللحمة الوطنية ووعياً وقدرة على احتواء هذا الألم المشترك». والشابان المقتولان من «آل طوق»، وهما هيثم طوق ومالك طوق، بحسب وسائل الإعلام المحلية. ومن حين إلى آخر، تظهر نزاعات بين أهالي منطقتي الضنية وبشري حول ملكية أراضٍ ومراعٍ وتتطور إلى تعديات وإشكالات عادة ما يتدخل الجيش والقوى الأمنية لاحتوائها. وحذر البيان المشترك أهالي المنطقتين من الانجرار إلى أي فتنة طائفية أو مناطقية، وشدد على «ضرورة السرعة القصوى للقبض على الفاعلين ومحاسبتهم، وأن يبذل الأهالي كل جهدهم للمساعدة في كشف الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة». وحث البيان «الأجهزة القضائية المختصة على سرعة البت بتحديد عقاري نهائي وواضح في هذه المنطقة وغيرها، منعاً لمثل هذه النزاعات حول الأراضي المتجاورة وتخومها، والتي تشكل عامل توتر بين أهالي المناطق وتذهب جراءها أرواح غالية». وأمس الأول، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحادث، مشدداً في بيان على أنه «ستتم ملاحقة مرتكبيه وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه، وليكونوا عبرة لغيرهم». وكشفت النائبة عن قضاء «بشري» ستريدا جعجع، عبر بيان، أنها اتصلت بقائد الجيش جوزيف عون وطلبت منه إرسال قوّة من الجيش بأسرع ما يكون إلى المنطقة، وشددت على ضرورة إجراء التحقيقات اللازمة واعتقال المجرمين وتقديمهم إلى العدالة. كما أجرى رئيس «تيار الكرامة» عن طرابلس، فيصل كرامي اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش، متمنياً عليه «الإسراع في كشف ملابسات الحادثة ووأد الفتنة في مهدها»، وفقاً لبيان. فيما دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في اتصال هاتفي مع كرامي، إلى «المساهمة في تهدئة الأمور والإصرار على استخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني في هذه المسألة»، محذراً مما أسماه «طابوراً خامساً يسعى إلى تسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر».
مشاركة :