استطاع معرض "رحلة الكتابة والخط" أن يستعرض العلاقة التي تغمر الخطاطين والفنانين والمصممين المعاصرين، وذلك من خلال نثر جمال الخط العربي لزوار المعرض. ورصدت "الاقتصادية" حرص الزوار والمهتمين بالخط العربي على استكشاف أجنحة المعرض الذي يحمل عنوان "دروب الروح"، خاصة من المقيمين الأجانب غير الناطقين باللغة العربية، وحرصهم على توثيق زيارتهم بعدساتهم المحمولة. وتتوزع محتويات المعرض على أربعة أقسام رئيسة، وهي: النور، الحرف، المساحة، والشعر، التي تمثل المفاهيم المؤطرة للأعمال الفنية المعروضة ويؤدي فن الخط العربي دورا محوريا بوصفه عنصرا مشتركا يربط الأعمال المعروضة ذات الطبيعة المتنوعة، التي تنتمي لفترات زمنية مختلفة. ويسلط قسم "النور" بأعماله الفنية الضوء على البعد الروحي للكتابة في الحضارة العربية والإسلامية، الذي يتجاوز مجرد نقل الأفكار والمعرفة والقصص، حيث يجسد تصميم الحرف والكلمة والجملة نفس الفكر البشري وإيقاعه، كما يوجه الخط العربي الذي تقوم جماليته على الانسجام والتوازن عقل القارئ والمتأمل نحو المبهر الذي لا يمكن بلوغه. وأما قسم (الحرف) فيضم بين جنباته أعمالا تعرض التصميم الهندسي للحرف، وتكشف التقنية التي يمتلكها الخطاط في ممارسته لهذا الفن، إذ يتعين عليه دوما تعزيز دراسته وتعميق معرفته. ويستعرض قسم (المساحة) الأعمال الفنية المعروضة من مخطوطات ومنحوتات ومنسوجات كيفية استثمار فن الخط في عناصر متعددة ومن خلال وسائط متنوعة، حتى أصبح هذا الفن جزءا من الحياة اليومية ورمزا يولد شعورا بالانتماء إلى الحضارة الإسلامية التي جعلته علامة ثقافية فارقة لها. وأخيرا يلقي قسم (الشعر) الضوء على استخدام الخط العربي في كتابة الكلمات الشعرية، إضافة إلى النص القرآني الكريم، والحديث الشريف، حيث شكل الشعر مصدر إلهام للخطاطين الباحثين عن أجمل المؤلفات التي تسمو بالروح والجمالية. ويشارك في المعرض 34 خطاطا وخطاطة من 11 جنسية. ويقدم المعرض المقام في العاصة الرياض رحلة متكاملة تستعرض العلاقة التي تغمر الخطاطين والفنانين والمصممين المعاصرين، وتتجلى في تقنياتهم وممارساتهم، كما تتأمل في العاطفة التي يثيرها الخط العربي في نفس القارئ، بهدف إبراز أهمية الخط العربي بوصفه عنصرا جوهريا في الثقافة والهوية العربيتين، وتسليط الضوء على الأبعاد الجمالية والوظيفية لهذا الفن.
مشاركة :