على أنغام الأناشيد الصوفية وسط الأعمدة الأثرية لقلعة بعلبك، عاش جمهور مهرجانات بعلبك الدولية العريقة ليلة احتفت بالتنوّع والعراقة الثقافية. وعلى أدراج معبد باخوس في القلعة الواقعة شرق لبنان، توزّعت حفلة فرقة الكندي الآتية من مدينة حلب السورية إلى قسمين: الأول خُصِص لموشحات غناها السوري عمر سرميني، والثاني لأناشيد صوفية أداها رئيس المنشدين في الجامع الأموي في دمشق حامد داود ورافقه خلالها ثلاثة دراويش. وقال المدير الفني للفرقة عازف الإيقاع المصري عادل شمس الدين، إن «25% من البرنامج جديد لم يسبق للفرقة التي أسسها قبل 40 عاماً عازف القانون الفرنسي جوليان جلال الدين فايس، أن قدّمته في أي مكان آخر». وأنشد سرميني على أنغام الناي والدف والقانون والعود والرقّ، موشحات وقدوداً حلبية تعبّر عن الحب والشجن، طعّمها بأغنية «يا قلبي لا تتعب قلبك» التي تتغنى بـ«مدينة الشمس»، كتحية إلى فيروز وتاريخ مهرجان بعلبك. كما قدّم سرميني موشح «يا بهجة الروح» من ألحان سيد درويش. وأطرب الحاضرين بإنشاده قصيدة «جاء الحبيب الذي أهواه في سفر» للشاعر السوري بطرس بن إبراهيم كرامة. وصفّق الجمهور بحرارة لبيت من موشّح «قالوا تسلّى عن المحبوب» جاء فيه: «فشارب الخمر يصحو بعد سكرته وشارب الحب طول العمر سكران». وردّد الجمهور مع سرميني كلمات «مالك يا حلوة مالك» التي عُرفت بصوت الفنان الحلبي الراحل صباح فخري. وختم سرميني وصلته بـ«يا مال الشام»، غناها وقوفاً ومتمايلاً ومبدلاً كلمة الشام بلبنان وبعلبك ومدينته حلب. وخيّمت على القسم الثاني من الحفلة الأجواء الروحانية من خلال الأدعية وأناشيد التسبيح والابتهال التي أشاعت مناخات صوفية ما لبثت أن جسّدتها أيضاً رقصة الدراويش. واستهل المنشد حامد داود وصلته بالأذان المتّبع في جامع بني أميّة الكبير في دمشق. وتزامناً مع ترداد «لا إله الا الله»، انضمّ إلى المسرح ثلاثة دراويش تناوبوا في ثنائيات وثلاثيات على الدوران التأملي حول أنفسهم بأثوابهم البيض وأيديهم المرفوعة بأكفّ مفتوحة نحو السماء. وأنشد داود المدائح النبوية الدينية، من بينها «بحمدك يا إلهي بدأت قولي»، و«صلاتنا على النبي الهاشمي»، و«يا إله الكون يا سندي». وتضمنت الوصلة عزفاً انفرادياً على الناي والعود والقانون، فالعزف على الناي «يناجي الروح» بحسب داود. والختام كان مع أنشودة «مدد» التي تضمّنت إشارات إلى المذهب الشيعي، من بينها «يا علي يا قرة عيني يا إمام الروح يا سندي». وأضاف مدير الفرقة التي سبق أن شاركت في المهرجان عامي 2000 و2003 «بعلبك تعطينا شيئاً روحانياً بفضل تاريخها الذي نشعر به في داخلنا حين نعزف، أما تفاعل الجمهور فيجعلنا في قمة السعادة». ويُختتم المهرجان في 16 يوليو بحفلة عنوانها «فودو تشيللو»، حيث ستقف على أدراج معبد باخوس المغنية الفرنسية الإفريقية إيماني، يرافقها ثمانية من عازفي تشيللو، وهو عرض حقق نجاحاً في أوروبا. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :