عادات دينية وأدبيات شعبية ارتبطت بالعيد

  • 7/4/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تدلّ المروياتُ على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له في يوم العيد ما يشبه الموكب، وكان يُمسك بحـربة وهو يقود هذا الموكب المبارك. ولكون العيدين، عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك، مناسبتان دينيتان إسلاميتان، ارتبطتا بالنسك وأداء الفرائض التي تأتي ضمن أركان الإسلام الخمسة، فعيد الفطر المبارك يبدي الابتهاج والسرور بانتهاء صيام وقيام رمضان المبارك، وتمام هذه الفريضة العظيمة التي تكتمل بعد شهر كامل من العبادة، أما عيد الحج فهو يرتبط بمناسك الحج، حيث يفرح الحجيج بعد وقوفهم بعرفات، واتمامهم لأهم نسك من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، حيث جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، وهو ما يوافق اليوم التاسع من الشهر الثاني عشر من الأشهر الهجرية، ويأتي بعده أول أيام التشريق وهو عيد الأضحى المبارك، والمرتبط في تسميته بالأضحية وهي ذبح الخرفان التي تعد أيضاً واحدة من مناسك الحج ،ولمن لم ينوي الحج هو عيد كذلك لكونه ارتبط بهذا الركن المهم من أركان الإسلام، حتى أنه يسن لمن لم ينوِ الحج أن يصوم يوم عرفة، لأنه حسب ما ورد في الحديث يكفر سنة مضت من الذنوب، وفي بعض الأقوال ويوم قبله. وفي تعريف كلمة عيد، فهي تعني: ما يعود من الشوق والبهجة. وتعني أيضاً الاحتفال بذكرى أو حدث. وتتنوع الأعياد بتنوع النسيج الثقافي للشعوب، وباختلاف تراثها من منطقة إلى أخرى. تتشابه وتتلاقى طقوس الاحتفال بها في بعض جوانبها، إلا أن عيد الأضحى المبارك له طابع مغاير عن عيد الفطر المبارك، كونه يرتبط لدى معظم الشعوب الإسلامية بالأضحية التي يحرص على اقتنائها منذ وقت مبكر كثير من المسلمين، سواء أكانوا ميسوري الحال أو متوسطي الحال، فيسعى معظمهم إلى شراء الخرفان قبل موعد العيد بوقت كافٍ، وكان إلى وقت قريب تقوم الأسر بالاحتفاظ بالخروف لديهم في المنزل حتى يتم ذبحه من قبل رب الأسرة أو كبيرها بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة حسب ما ورد في السنة الشريفة، إلا أنه وفي الفترة الأخيرة قل من يقومون بالذبح بأنفسهم نتيجة لانتشار المسالخ المتخصصة لهذا الأمر، إنما تظل هذه العادة موجودة لدى عدد من الناس حرصاً منهم على اتباع السنة الشريفة. ورغم اختلاف عادات وطقوس الاحتفال بالعيد لدى الشعوب العربية والإسلامية إلا أن هناك مشتركات تجمع بينهم، أبرزها إقامة الفطور الجماعي في أول أيام العيد الذي تجتمع عليه الأسرة أو مجموعة الأسر وفي الغالب لدى كبير الأسرة، ثم يتجول العيد لدى باقي أفراد العائلة في الأيام التالية وفي الغالب تكون المناسبة بالاجتماع على العشاء طبعاً، ثم يتم توزيع أيام العيد في منزل الأكبر فالأصغر وهكذا. وينتشر لدى معظم الشعوب الإسلامية الإعداد المبكر لأنواع الحلوى المختلفة، سواء أكان إعدادها يتم في المنزل كما هو الحال لدى شعوب شمال أفريقيا، وبعض دولها مثل عادات المصريين في هذا الشأن التي يضاف إليها بعض الطبخات الخاصة بالعيد والتي تشتهر بها تلك الشعوب أو القيام بشراء الحلوى، أو حتى شراء الأكل جاهزاً لدى شعوب أخرى. كما أن فرحة الأطفال بالعيد لها طابعها الخاص، بالذات خلال العقود الثلاث الماضية، حيث كانوا يفرحون كثيراً بالعيدية، ويتمتعون بالملابس الجديدة وأنواع الحلوى المختلفة، والتنزه في المتنزهات العامة مساء للعب والمرح، ورغم أن الاحتفال بالعيد وبهجته لدى الأطفال قد تضاءلت كثيراً إلا أنه لا يزال ذا طابع متميز لدى أطفال كثير من الشعوب العربية والإسلامية. ومن أبرز الأدبيات التي اشتهر بها العيد في التراث الأدبي العربي، ما قيل عنه من قصائد عدة وما كتب من مقالات نثرية وقصص وذكريات حوله، لعل من أبرزها قصيدة المتنبي الشهيرة التي ورد فيها: عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد ُبِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ إلى آخر ما جاء في القصيدة من حديث ذكريات عن العيد. ومن أشهر الأقوال في عيد الأضحى المبارك والتي كانت تتداول كتهاني بمناسبة قدوم العيد، نسوق بعضاً منها: «يا حاج بيت الله حجّاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً». «العيد يكمل بقبول الله العمل، وبرجوعك يا حاج يلتم الشمل». «عيد أضحى مبارك، في حياتي ناس مثل طهر الغيوم بمشاعر تلامس عنان السماء حباً ووداً واحتراماً وتقديراً أهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك كل عام وأنتم بخير». «سلة بخور وعود وعيد الأضحى عليك يعود معطّر بريحان وورود. هنَّأك الله بالقبول، وأسكنك الجنة مع الرسول، ورزقك بالعيد بهجة لا تزول».

مشاركة :