ياسر رشاد - القاهرة - قالت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، إن ثلاثة مواطنين فلسطينيين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي داخل ساحة مُستشفى "جنين" الحكومي. وأضافت الوزارة، في بيان صحفي مقتضب، أن اثنين من المصابين جروحهما خطيرة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن خمسة فلسطينيين آخرين، أصيبوا خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال على مدخل بلدة "كفر دان"، غرب محافظة "جنين"، حيث تستمر المواجهات الأعنف بين الفلسطينيين والاحتلال في مدينة جنين ذاتها ومخيمها. وقالت المصادر إن 4 مواطنين بينهم طفل من "كفر دان" أصيبوا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، بالرصاص الحي والشظايا والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينما أصيب الخامس في بلدة اليامون بالرصاص الحي في ظهره، خلال مواجهات. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، مقتل مواطن متأثراً بجروح حرجة في الرأس، أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين، وهو ما يرفع عدد قتلى الاجتياح الإسرائيلي لجنين المستمر منذ، الاثنين، إلى 11 شخصا، فضلا عن إصابة نحو 100 بينهم 20 في حالة خطيرة. وذكرت الوزارة أن 3 مواطنين أصيبوا مؤخرا برصاص الاحتلال الحي داخل ساحة مستشفى جنين الحكومي، اثنان منهم بجروح خطيرة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، د. محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، ردا على بعض التصريحات الدولية حول اجتياح جيش الاحتلال الاسرائيلي لجنين: "إلى من يقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، نقول: الجيش الإسرائيلي هو جيش احتلال، اجتاح مخيما للاجئين، اعتقل وقتل الأبرياء، والأراضي الفلسطينية هي أراض محتلة". وفي وقت سابق، وافقت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على تمديد العملية العسكرية في جنين، في وقت حذرت الجامعة العربية من مغبة الهجوم، قائلا إنه ينذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما يصعّب من مهمة إحياء جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط. كما اختتم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تقييما للوضع في جنين مع قادة أجهزة الأمن والشاباك وأجهزة الاستخبارات. وأكد غالانت أن عملية جنين مستمرة حتى "تدمير البنية التحتية للإرهاب"، مشددا على "الحرية الكاملة لعمل القوات في جنين"، بحسب تصريحاته. وعبّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقه من حجم العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين بالضفة الغربية. وأكد انزعاجه بشدة بعد مقتل 3 أطفال فلسطينيين في جنين خلال العملية الإسرائيلية. وأكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن فرقا طبية مُنعت من الدخول لإسعاف المصابين جراء الهجمات على جنين بما في ذلك الوصول إلى الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة. من جانبه، كشف مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر أن القوات الإسرائيلية تركز على الرأس وأجزاء قاتلة لدى استهداف الفلسطينيين في حملتها على جنين، وأكد أن وصول أعداد كبيرة من الجرحى سيشكل تحديا للطواقم الطبية في التعامل مع أعداد كبيرة من الإصابات. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن العملية العسكرية في جنين قد تنتهي بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في البداية، ربما في غضون أيام. وقال المتحدث إن العملية حققت بالفعل معظم أهدافها، بعدما واجهت مقاومة أو تعقيدات جانبية أقل مما كانت المخابرات تتوقعه. وأضاف أنه تم اعتقال حوالي 120 شخصا، وتم إطلاق سراح بعضهم. وأكدت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل أجبرت مئات العائلات على مغادرة مخيم جنين، في وقت أكد فيه الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه أخلت أكثر من 500 عائلة من المخيم. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أكد أن العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في جنين ومخيمها مستمرة حتى تحقق أهدافها وهي ضرب البنية التحتية للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من جنين مركزاً لها. وتُعتبر مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحا منتظما لمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين، ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم.
مشاركة :