أجمل تحية للعم طه بعد عودته من موسم الحج وقد رجع كيوم ولدته أمه -إن شاء الله- نحسبه كذلك وأكفنا مرفوعة بالدعاء له ولنا بالقبول، إنما الواضح على محياه وهو مقبل علينا أنه كان مبسوطاً مبسوطاً مبسوطاً يا ولدي.. كيف لا وقد ظهر لنا السن الواقع في آخر صف الأسنان العلوية الذي وقع منه في آخر عركة أقحمه فيها ابنه المصون عند الجزار العام الماضي أثناء ذبح الأضحية، فقط لأنه لم يستأذنه (أقصد الجزار) قبل أن يتصرّف بفروة الخروف الخاص بهم، مع العلم أن ابن العم طه نفسه لا يعلم ماذا يصنع بها ولكن المبدأ مهم حتى لو كان الثمن سن العم طه الذي لن يستطيع أن يُحل محلّه بآخر تركيبة بسبب السكر غير المنتظم والضغط المرتفع، ما علينا لعل ذلك السن كان سبباً في حج هذا العام للعم طه بعد أن أسهب في الدعاء بالعوض من عند الله في سنّه وابنه، والذي توافق مع ساعة إجابة في أيام العام المنصرم . بعيداً عن قصة ابن العم طه والجزار، كتب لنا القدر أن نلتقي بالعم طه قبل عودته سالماً إلى بلاده، وقبل أن نسأله عن شعوره وهل هو راضٍ عن ما قُدم له أثناء تأدية مناسك الحج. استقبلنا بوجه باسم مشرق وسبقنا بالتهليل والتكبير والثناء قائلاً: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. والحمد لله حمداً كثيراً.. الحمد لله الذي بلغني الحج. أنا من اليوم اسمي الحاج طه. ودا بعد فضل الله، للسعودية والسعوديين، الناس الجميلة إللي خدمتنا بعيونها وشالتنا على كفوف الراحة. دا أنا من كتر ما أنا مبسوط عايز أحضن كل واحد فيكم وأقوله إني بحبه، أشكركم.. أشكركم.. أشكركم من صميم فؤادي على كل شيء من ساعة وصولي لحد الوقت إللي حأسافر فيه لبلدي.. وكانت حتكمل فرحتي لو إن الظروف سمحت وركّبت السن إللي وقع السنة اللي فاتت. ربما لم يدرك عم طه أو الحاج طه أنه كان في موسم القبول ونسي أن يدعو بتلك الدعوة في يوم عرفة. مثل العم طه كُثر حضروا وهم لا علم لهم كيف سيكون موسم الحج، وما نوع المشقة التي تنتظرهم لإتمام مناسك الحج، ولا حجم الإمكانيات التي وفرتها المملكة العربية السعودية متمثّلة في وزارة الحج وباقي القطاعات ذات الصلة في توفير بيئة آمنة صحياً وأمنياً للحجيج، ولعل عنصر الدهشة كان سببه ما فاق التوقعات من تلك الإستعدادات التي تتسم بالشمولية والتطوّر وفق أحدث التجهيزات التقنية ليكون بالفعل موسم حج ناجح بنسبة مئة بالمئة. نفخر بأن نقول لكل حاج وحاجة ونحن نودعهم: المملكة العربية السعودية وشعبها يقولون لكم: شرفّتونا وآنستونا ومرحباً ألف بكم في كل عام.