تنطلق فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الرابع والأربعين، الثلاثاء، عبر أعمال فنية تزين شوارع المدينة المغربية المطلة على شاطئ المحيط الأطلسي، والتي تحولت مع تعاقب دورات موسمها الثقافي إلى قبلة سياحية ومركز إشعاع ثقافي وفني داخل المغرب وخارجه، في دورة تعد متابعيها بالكثير من الفعاليات الفنية. أصيلة (المغرب) - تنظم مؤسسة منتدى أصيلة موسم أصيلة الثقافي الدولي الرابع والأربعين، وذلك في دورتين، في الصيف وفي الخريف على غرار الموسمين السابقين. وينظم الموسم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة. وتخصص الدورة الصيفية للفنون التشكيلية وتستمر من الثلاثاء الرابع من يوليو 2023 إلى الثلاثاء الموافق للخامس والعشرين من نفس الشهر. خلال هذه الدورة يحتضن الموسم ندوة حول “الفن المعاصر والسؤال الثقافي” يومي الرابع عشر والخامس عشر من يوليو، وندوة ثانية حول “التشكيل المغربي والتداول النقدي” يومي العشرين والحادي والعشرين من نفس الشهر، كما سيتم تنظيم حفل تكريم الفنان التشكيلي المغربي عبدالكبير ربيع يوم السادس عشر من يوليو. خلال هذه الدورة يحتضن الموسم ندوة حول {الفن المعاصر والسؤال الثقافي} وسط حضور عربي وأفريقي ودولي خلال هذه الدورة يحتضن الموسم ندوة حول "الفن المعاصر والسؤال الثقافي" وسط حضور عربي وأفريقي ودولي تعد الجداريات من بين أهم ما يميز موسم أصيلة الثقافي السنوي بالمغرب منذ انطلاقته قبل خمسة وأربعين عاما، حيث تندمج ألوان ريشة مختلف المدارس التشكيلية العالمية مع انعكاس ضوء الشمس على جدران المدينة وزرقة بحرها ومعمارها ذي الطابع الموريسكي. فنانون كثر أسسوا لهذا الفعل الفني الصعب، مروا من هذه المدينة الأطلسية فوقعوا على جدرانها لوحات عبقرية كالراحلة المغربية الشعيبية طلال ومواطنها الراحل فريد بلكاهية وغيرهما من الفنانين من داخل المغرب وخارجه. وسيعرف برنامج هذه الدورة الصيفية تنظيم مشغل الصباغة على الجداريات، كما جرت العادة منذ ربيع 1978، والذي سينجز هذا العام خلال الفترة الممتدة من الرابع إلى التاسع من يوليو، بمشاركة 13 فنانا في مختلف أزقة مدينة أصيلة العتيقة. ويختار الفنانون مواضيع رسوماتهم بحرية ويمكن معاينتها بسهولة من خلال الألوان والأشكال والرموز المستعملة في مشاريع الجداريات التي يحرص الفنانون على إبداعها بالكثير من الشغف والدقة، لإثارة انتباه سكان المدينة وزوارها خلال هذه الفترة الصيفية، وجذبهم إلى التفاعل معها، ففن الجداريات أخرج الرسم التشكيلي من المحترفات والمتاحف إلى الشوارع. وتشكل جداريات أصيلة كل سنة مدرسة فنية ومعرضا مفتوحا في الهواء الطلق، إذ يشارك ثلة من أطفال المدينة كمتطوعين مساعدين لفناني الجداريات، وهي طريقة أرستها مؤسسة منتدى أصيلة لغرس حب الفن في نفوس اليافعين ومساعدتهم على تهذيب الذوق وإبداع الجمال. وخصص للأطفال واليافعين سور مدرسة سيدي محمد علي مرزوق لإبداع سلسلة من الجداريات تعكس رؤيتهم لمدينة الفنون. وسيتم تنظيم مشغل الصباغة على الجداريات الخاص بأطفال مدينة أصيلة هذا العام خلال نفس الفترة، كما ستنظم المؤسسة خلال الفترة الممتدة من التاسع إلى الخامس والعشرين من يوليو مشاغل الصباغة والحفر والطباعة الحجرية (الليتوغرافيا) بمشاركة 29 فنانا في مشاغل الفنون التشكيلية في قصر الثقافة، و”مشغل الأطفال مواهب الموسم” في حدائق قصر الثقافة. وابتداء من السبت الخامس عشر من يوليو يحتضن رواق المعارض بمركز الحسن الثاني للملتقيات معرضا للفنانين المغربيين نرجس الجباري ومحمد عنزاوي، إلى جانب معرض أعمال “الأطفال مواهب الموسم”، كما سيقام بديوان قصر الثقافة “معرض الفنانين الزيلاشيين الشباب”، وسيخصص فضاء بهو قصر الثقافة لعرض أعمال الفنان معاد الجباري، إلى جانب ذلك تحتضن مكتبة الأمير بندر بن سلطان مشغل “التعبير الأدبي وكتابة الطفل”، الذي يشرف عليه الأستاذ مصطفى البعليش، لفائدة طلبة المدارس الإعدادية والثانوية في أصيلة. موعد راسخ في موسم أصيلة موعد راسخ في موسم أصيلة وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الرابع والأربعين سيتم تنظيمها خلال شهر أكتوبر 2023، وستستضيف مجموعة من الندوات في إطار الدورة السابعة والثلاثين لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، بالإضافة إلى ندوتين تنظمان بتنسيق مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وستعرف هذه الندوات حضورا عربيا وأفريقيا ودوليا لافتا بمشاركة صفوة من الباحثين، والمفكرين وأصحاب قرار نافذين، وشعراء وإعلاميين، بالإضافة إلى مشاغل الفنون والحفر والليتوغرافيا، والمعارض الفنية والورشات الإبداعية والعروض الموسيقية. ولا يتوقف إشعاع موسم أصيلة الثقافي على دواخل المغرب بل يعم مختلف المنطقة العربية وأفريقيا وحوض المتوسط، من خلال لقاءاته الفنية والأدبية ومن خلال نداوته التي تناقش كل سنة موضوعات راهنة في الفكر والسياسة والأدب. وقد منحت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة السابعة عشرة (2020 - 2021) لـ”مؤسسة منتدى أصيلة” لما تمثله من دور ثقافي وتنويري ساهم في الحراك الثقافي وأعطى زخما للحوار الفعال بين الثقافات، عبر مهرجانات ومواسم فكرية عززت التواصل بين الثقافات والحضارات من خلال الجمع بين نخبة من المفكرين والمبدعين والسياسيين والأكاديميين وغيرهم من رجال المعرفة حول العالم. ولا تتوقف أنشطة المؤسسة على جنس فني بعينه إذ تعتني عناية خاصة بالفن التشكيلي والسرد والشعر وتفتح الثقافة بكل مكوناتها وفعالياتها على محيطها، بينما تدعو سنويا إلى فعالياتها أهم الأسماء الإبداعية، ما خلق حركة ثقافية كان لها انعكاس على الحركة الاجتماعية أيضا.
مشاركة :