انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم (الثلاثاء) الموقف الأمريكي تجاه العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل لليوم الثاني على التوالي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية. وقال اشتية في بيان صدر عن مكتبه تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن "الجيش الإسرائيلي هو جيش احتلال اجتاح مخيما للاجئين واعتقل وقتل الأبرياء، مشيرا إلى أن الأراضي الفلسطينية هي أراض محتلة". وأضاف اشتية في تصريح للصحفيين تعقيبا على تصريحات مسؤولين أمريكيين أن "من يقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، هو قول مرفوض ونقول لهم إن من يحق له الدفاع عن نفسه هو الشعب الفلسطيني لأنه تحت الاحتلال ". وكانت الإذاعة العبرية العامة نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية قوله اليوم إن الولايات المتحدة الأمريكية " تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات إرهابية أخرى". وشدد المصدر مع ذلك على وجوب اتخاذ جميع الوسائل المتاحة بغية الامتناع عن المساس بحياة مدنيين، موضحا أن التطورات الأخيرة تدل على الضرورة الملحة للتعاون بين القوات الإسرائيلية والفلسطينية من أجل تحسين الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية. وكانت القيادة الفلسطينية قررت عقب اجتماع لها برئاسة الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية أمس (الاثنين) تقنين العلاقة مع الإدارة الأمريكية. وبدأ الجيش الإسرائيلي امس عملية عسكرية في مخيم جنين للاجئين أدت إلى مقتل 10 فلسطينيين بالرصاص والقصف الجوي، بينما أصيب 120 آخرون بينهم 20 بجروح خطيرة وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية. من جهتها أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء "العنف المسلح المحتدم بدرجات مروعة" في جنين، مشيرة إلى أنه "مع كل دقيقة تمر في ظل هذا العنف يتعاظم الخطر الذي يتربص بالأرواح والمنازل والخدمات الأساسية والبنية التحتية". وقالت اللجنة في بيان مكتوب أرسل للصحفيين "لابد من احترام الأرواح والممتلكات وحمايتها"، داعيا القوات الإسرائيلية لضمان وصول سكان جنين إلى الخدمات الصحية والمأوى والمواد الغذائية والماء دونما عوائق. ودعا البيان إلى ضرورة السماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى الجرحى دون معوقات وأن يتمكنوا من تقديم الرعاية الطارئة دون تعريض حياتهم للخطر. وأشار إلى أن تصاعد مستويات العنف خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري أدى لاشتعال الاضطرابات وأسفر عن تدهور مثير للقلق يشهده الوضع الإنساني في الضفة الغربية ولابد من بذل جهود فورية لكسر دائرة العنف المحتدم. ويسود التوتر بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية خاصة مدينتي جنين ونابلس، حيث قتل أكثر من 180 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، فيما قتل 24 شخصا في إسرائيل بهجمات نفذها فلسطينيون منذ بداية العام الجاري.
مشاركة :