أكد رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل أن مهرجانات بعلبك الدولية لهذا العام انعشت القطاعين الاقتصادي والسياحي في هذه المدينة والمناطق المجاورة بشرق لبنان بعدما استقطبت في أول حفلتين العديد من السياح والزوار المحليين والأجانب تجاوز عددهم 5 آلاف شخص. وقال مصطفى الشل إن حجوزات الفنادق بمناسبة مهرجانات بعلبك التي بدأت يوم السبت الماضي وتستمر حتى 16 من شهر يوليو الجارى وصلت إلى حدود 95% وكذلك المحال التجارية والمطاعم ضاقت بزوارها في حين شهدت المواقع السياحية حركة لافتة غير مسبوقة. وأشار إلى أن الجهات الأمنية والعسكرية اللبنانية، إضافة للجيش اللبناني اتخذت سلسلة من الأجراءات الميدانية في مدينة بعلبك ومحيطها وقلعتها وعلى طول الطريق الرابط بين بعلبك والجوار من أجل طمأنة الزوار وراحتهم في تنقلاتهم، وتم تسيير دوريات راجلة داخل الشوارع ووضع الحواجز الثابته والمتحركة في محيط المنتجعات السياحية والمطاعم والفنادق لتنفيذ خطة الانتشار العسكري عند تقاطع الطرق. وأوضح أن البلدية بالتنسيق والتعاون مع أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية والفنادق والمطاعم أجرت سلسلة من التحسينات والتحضيرات لاستقبال الزوار، كما تم تركيز أعمدة إنارة تعمل على الطاقة الشمسية في مختلف شوارع المدينة وأسواقها التجارية ومحيط مواقعها الأثرية. وأشار مصطفى الشال إلى أن الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب - مقرها مدينة بعلبك - أطلقت من جهتها حملة تحث على شراء المنتجات اللبنانية المحلية في معرض أقامته عند مداخل القلعة تم خلاله عرض المنتجات المحلية الزراعية والصناعية والحرفية ، كما عملت على تأمين حسومات لأبناء المنطقة الذين يرغبون في شراء بطاقات الحفلات بالتنسيق مع لجنة المهرجانات . وبدورها أشارت رئيسة المهرجانات نائلة دي فريج في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن عروض المهرجانات ستشمل أنشطة فنية متنوعة جميلة وجذابة تؤديها فرق أوروبية وعربية ومحلية، فيما يشبه معركة فنية ثقافية مميزة بالرغم من وضع اقتصادي ضاغط نأمل أن نتجاوزه، واصفة مهرجانات هذا العام بالقوة المتحركة المدعومة من مجتمع متكامل من الفنيين المتمرسين. أما عضو لجنة مهرجانات بعلبك الدولية حماد ياغي فأكد بأن مهرجانات هذه المدينة ستبقى قيمة تاريخية مميزة تستقطب الجماهير من مختلف اقطار العالم في ظل حرصنا على تقديم ما هو أفضل من الفنون محليا وعالميا. وأوضح أن برنامج هذا العام يشمل 5 حفلات (لبنانية، سورية، إيطالية، أسبانية، وفرنسية) ومنها عروض مميزة لراقص الباليه الإيطالي روبرتو بيلي الذي يعد من أشهر راقصي الباليه عالميا أداء وفنا وحركة، إضافة إلى حفل موسيقي أسباني- لبناني تحت عنوان" الجذور في أيدينا من أسبانيا إلى لبنان" بقيادة الفنان ناشو أريماني فضلا عن حفلتين للمطرب اللبناني ملحم زين . وتختتم المهرجانات بوصلات فنية متنوعة للفنانة الفرنسية إيماني التي ستقدم عدداً وافراً من أغنياتها. وكان وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد نصار وخلال لقائه بلجنة "مهرجانات بعلبك الدولية" قد طلب من مواطني مدينة بعلبك الذين يملكون منازل للضيافة بأن ينضموا إلى بيوت الضيافة السياحية لتقديمها مجانا للسياح على أن تقوم الوزارة بدعم مالكيها بالرغم من إمكانيات الوزارة الضئيلة. وقال الوزير نصار خلال اللقاء "توقعاتنا أن يتجاوز الدخل النقدي للمردود السياحي هذا العام مداخيل العام الماضي والتي وصلت إلى 6.4 مليار دولار أمريكي". يذكر أن تاريخ "مهرجانات بعلبك الدولية" يعود إلى منتصف القرن العشرين مع تنظيم أول أنشطة فنية في العام 1955 وبعد عام واحد أصدر الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون قرارا باعتبار مهرجانات بعلبك الدولية مؤسسة حكومية هدفها تشجيع السياحة والثقافة في لبنان.
مشاركة :