تشهد أقسام الفنون المسرحية وأقسام التربية الفنية في عدد من كليات الفنون الجميلة المنتشرة في محافظات العراق، مناقشة عدد من الرسائل والأطروحات العلمية التي تصب في صلب العملية الابداعية المسرحية، المرتبطة بمناقشة ودراسة واقع وآفاق المسرح العراقي بمختلف تجلياته وتمظهراته التي تشهد تطوراً وتقدماً غير مسبوق وعلى مختلف الصعد المحلية والعربية والدولية.. وفي هذا السياق تقدمت الطالبة الباحثة أوراس مهدي سميسم برسالتها الموسومة "ملامح الدادائية في تقنيات العرض المسرحي العراقي المعاصر"، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير إلى مجلس كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل، في مجال الفنون المسرحية– التقنيات المسرحية، بإشراف أ.م. د. سمير عبد المنعم محمد القاسمي، الذي كان أحد أعضاء لجنة المناقشة التي ترأسها الأستاذ الدكتور حيدر جواد كاظم، وضمت أيضاً: الأستاذ الدكتور عمادهادي عباس، والأستاذ المساعد حميد عبد الله علوان، حيث منحتها اللجنة تقدير "جيد جداً عالي". قالت أوراس مهدي سميسم - وهي ابنة شيخ ومعلم المسرحيين في النجف الأشرف الذي من خلاله أحبت المسرح وتخصصت فيه، فضلاًعن أدواره الكبيرة والريادية في بناء وترسيخ تجربة المسرح النجفي- عن بحثها أنه خاض" في دراسة 'ملامح الدادائية في تقنيات العرض المسرحي العراقي المعاصر'، وتسليط الضوء على تلك الملامح، لبيان طبيعة الملامح الدادائية في التقنيات المسرحية ومستويات ذلك الحضور وعمقه، وبما يمكن إجماله بالتساؤل الآتي: ما ملامح الدادائية في تقنيات العرض المسرحي العراقي المعاصر؟ وذلك بقصد الإفادة في الوقوف على التقنيات والأساليب التي خضعت للتأثير الدادائي، والتي أفرزتها التجربة الابداعية للمؤلف والمخرج المسرحي العراقي، بهدف محوري هو:تعرف ملامح الدادائية في تقنيات العرض المسرحي العراقي المعاصر". وأضافت أن البحث جرى في حدوده الزمنية 2010-2018، والمكانية بغداد - دائرة السينما والمسرح (المسرح الوطني)، والموضوعية وهي دراسة ملامح الدادائية في تقنيات العرض المسرحي العراقي المعاصر، المبينة في إطاره المنهجي ، لملاحقة الظاهرة في موضع الدراسة. وقام البحث على أربعة فصول : الفصل الأول ، وهو الإطار النظري الذي ضم مشكلة البحث ، وأهميته والحاجة اليه، وهدفه، وحدوده، وكذلك تم تحديد المصطلحات، والفصل الثاني، وضم الأطار النظري والدراسات السابقة، وتوزع على ثلاثة مباحث: المبحث الأول: الدادائية المفهوم.. النشأة..التطور، والمبحث الثاني: ملامح الدادائية في الأجناس الأدبية، وتم تسليط الضوء على ازدهار الدادائية في الرواية، والشعر، وأهم مؤسسي الجنس الأدبي الدادائي. والمبحث الثالث: ملامح الدادائية في تقنيات العرض المسرحي عالمياً وعربياً ، ومنتهياً الى المؤشرات من الإطار النظري.والفصل الثالث: إجراءات الباحثة على عينة بحثها التي تضمنت خمسة عروض مسرحية عراقية هي: العد التنازلي لمكبث، فيسبوك، توبيخ، انترفيو، سندباد.والفصل الرابع : وضم نتائج واستنتاجات، وتوصيات، ومقترحات، تقدمت بها الباحثة كحصيلة لبحثها. وأوضحت سميسم أنها خرجت من بحثها بجملة استنتاجات أهمها: 1.اعتماد الفضاء في العرض المسرحي على ملامح الدادائية على انتقاء المفردات الديكورية المتعددة ذات المعنى الفوضوي واقحام العرض خامات غير مألوفة وغير معتادة. 2. كان المنظر في العرض المسرحي بملامح دادائية بمثابة حالة ساندة للعرض ومؤسس لأطر مبتذلة وفوضوية التراكيب المبعثرة. 3.أضفى المخرج / المصمم في العرض المسرحي بملامح دادائية بعداً متعدد المراكز النسقية في سينوغرافيا العروض المقدمة. وأكدت سميسم أنها خرجت أيضاً بجملة من التوصيات وهي: 1- تصنيف العروض المسرحية التي تطبق عليها ملامح الحركة الدادائية في أرشيف دائرة السينما والمسرح. 2-إنشاء ورش عمل مسرحية متخصصة ومواكبة للتطور التقني في المسرح العالمي الموظف لملامح الحركة الدادائية. 3 - إصدار كراس فصلي تعريفي بالعروض المسرحية المقدمة في العراق. 4 - توفير الصور الفوتوغرافية وأقراص (C.D) والدراسات النقدية في الصحف والمجلات للعروض والمسرحيات التي تحاكي ملامح الحركة الدادائية كأرشيف يلجأ إليه الباحثون في دراستهم. 5 - توفير البعثات الدراسية التخصصية وإرسالها الى خارج العراق للاطلاع على أحدث التقنيات المسرحية التي توظف لملامح الحركة الدادائية سواء في المسرح العالمي أم العربي. 6 -الاهتمام في دعم وتطوير الجانب العلمي والنظري من خلال إقامة دورات تدريبية للطلبة في توظيف لملامح الحركة الدادائية على بقية العروض المحلية والعربية والعالمية. 7 - توفير الخامات الأساسية في بناء صورة السينوغرافيا مع وجود القاعات المؤهلة لذلك. 8 - تخصيص محاضرة دراسية أسبوعية لطلبة قسم الفنون المسرحي تدرس فيها مادة سينوغرافيا العرض المسرحي المحاكي لملامح الحركة الدادائية من الناحية التطبيقية والعلمية. 9 - الوقوف على أبرز ما توصلت إليه العروض المسرحية المحاكية لملامح الحركة الدادائية من إمكانيات في استخدام التكنولوجيا في توظيف البيانات التي جاءت بها الحركة الدادائية. 10 - إقامة ورشة عمل فنية بمكان محدد وكادر خاص لها في تصميم وانجاز السينوغرافيا وذلك لرفد المتطلبات التي يقتضيها أي عرض مسرحي مقدم في العراق. أما المقترحات التي تقدمت بها في ختام بحثها فقالت إنها تركزت في الآتي: 1 - دراسة الحركة الدادائية في عروض مسرح الشارع في المسرح العالمي أو العربي . 2 - دراسة الحركة الدادائية ومدى توظيفها في عناصر السينوغرافيا للمسرح المونودرامي. 3 - دراسة التشكيل السمعي والبصري في العروض التي تحمل سمات العرض المسرحي الدادائي. 4 - دراسة الحركة الدادائية في العرض المسرحي الايمائي. 5 - دراسة ملامح الحركة الدادائية في عروض صلاح القصب.
مشاركة :