شاهد العالم عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي أكبر حدث عالمي تحتضنه السعودية وبالتحديد في مكة المكرمة لحجاج بيت الحرام من أنحاء العالم، ما يربوا على مليوني حاج من مختلف الجنسيات، في مساحة محدودة وفي زمن محدود أيضاً؛ إلا أن الاستعدادات بمختلف أنواعها كانت على أعلى مستوى من الجاهزية والكفاءة والدقة والتنظيم؛ استعداداتنا الأمنية على مختلف مسمياتها، وكذلك الصحية، والتقنية، وغيرها، جميعها تسير وفق توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، ورجال العيون الساهرة يتقدمهم سمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة مكة مكرمة وسمو نائبه. أن يجتمع مليونا حاج على صعيد واحد ترعاهم عين الله ثم قيادتنا الرشيدة أمر تعجز عنه أكبر دول العالم تقدماً، الجهود تبذل من الجميع ولم يقتصر الأمر على رجال الأمن؛ فهناك المتطوعون من أهل الخير من المواطنين الذين رصدتهم وسائل الإعلام وهم يقدمون خدمات جليلة مجانية. والأصداء كانت مبهجة من ضيوف الرحمن الذين لمسوا بأنفسهم هذا التفاني من الجميع قيادة وشعباً في سبيل خدمة ضيوف الرحمن. فالحجاج بدا إعجابهم بهذا الوطن قيادة وشعباً وهم يثنون على هذا الوطن وقيادته من الخدمات اللامحدودة، حيث يتم استقبال الحاج بالغذاء وبالماء وبالابتسامة العريضة لضيوف الرحمن في هذا الوطن. منظومة أمنية متكاملة ومتناغمة مع هذا الحدث الذي يستمر بعد مشعر عرفة ومزدلفة ثلاثة أيام في منى ترعاهم عناية الله ثم قيادتنا الرشيدة. هذا الحدث الذي يتكرر كل عام مرة لا تستطيع على إدارته أكبر دول العالم بعتادها وقواتها؛ إلا هذا الوطن الذي أكرمه الله بخدمة هذه الشعيرة. ما يربو على مليوني حاج يقفون على صعيد واحد من يوم التروية إلى نهاية اليوم الثاني عشر من شهر الحجة وهم في أمن وأمان بعد الله، هو أمر يدعو للفخر والاعتزاز، ويؤكد أن هذه القيادة العظيمة لديها من الحكمة والحنكة والخير ما يجعلها تكتسب الخبرة لخدمة ضيوف الرحمن في أكبر وأعظم تجمع عالمي لا يدانيه أي تجمع. حفظ الله قيادتنا ووطننا وشعبنا من كل سوء ومكروه.