برغم التحديات الصحية العالمية، تمكنت المملكة من إدارة موسم الحج بكفاءة عالية، وسهلت وصول واستضافة ما يقرب من 1.8 مليون حاج وحاجة، قادمين من أكثر من 150 دولة، إضافة إلى حجاج الداخل، وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. ساهمت جهود المملكة الاستباقية، واستعداداتها المبكرة واتباعها أعلى معدلات التحوط الصحي، والجاهزية الأمنية، إضافة إلى جهودها المتميزة والمستدامة في توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير المشاعر، وتوفير الخدمات الشاملة لضيوف الرحمن، والاعتناء بهم، في إنجاح موسم الحج. سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد خلال حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدول وكبار الشخصيات الإسلامية بأن «المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها شرفها المولى سبحانه وتعالى بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية بهما، وجعلت ذلك في مقدمة اهتماماتها، واتخذت الجهود كافة وسخرت جميع الإمكانات بما يوفر وسائل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن». توالت التهاني الدولية، الرسمية، والشعبية بنجاح موسم الحج على خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وهو أمر يعكس أهمية ذلك النجاح من جهة، ويعكس تقدير زعماء الدول الإسلامية، والمنظمات والمؤسسات المدنية من جهة أخرى. وبالرغم من أصوات النشاز التي حاولت جاهدة التأثير السلبي على مجريات الحج، إلا أن ما قدمته المملكة للحجاج، وعنايتها الاستثنائية بهم، إضافة إلى حجم المشروعات التنموية التي ساهمت في التيسير على الحجاج وأداء نسكهم بأمن وطمأنينة، أفشلت تلك الحملات السلبية المغرضة. كما أن الجهود الإعلامية المكثفة التي قامت بها وزارة الإعلام وأجهزتها ومنصاتها الجديدة بلغاتها المختلفة، ساهمت في إيصال الحقيقة الناصعة للعالم أجمع، ونقلت الأحداث بتجرد ما ساهم في الرد على الحملات المغرضة وبطريقة احترافية. محتوى معرفي متنوع بين الأخبار والمؤتمرات الصحفية، والفيديوهات ومقاطع التوعية، إضافة إلى النقل المباشر لمجريات النسك التي جعلت العالم الإسلامي معلقاً بقبلة الحرمين والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج. أسهم إعلام الحج في مواجهة حملات التشكيك، وفق آلية غير تقليدية، اعتمدت على نقل القصص المعبرة، والصور المؤثرة، والفيديوهات القصيرة التي كان لها دور مهم في نقل الجهود المبذولة في المشاعر المقدسة، ورسم صورة إيجابية لدى المتلقي الذي بات يميّز بين غث الحملات الموجهة، وسمين الواقع المعاش. أكثر من ثلاثة آلاف إعلامي محلي ودولي يمثلون ما يقرب من 111 دولة قاموا بتغطية موسم الحج، حصلوا من وزارة الإعلام على كامل الدعم والمساندة، وتسهيل مهامهم الإعلامية التي انعكست إيجاباً على المملكة، وأبرزت جهودها الاستثنائية المقدمة للحجاج، والمشروعات التطويرية المستحدثة في مكة والمشاعر المقدسة. كما ساهمت أجهزة الإعلام في نقل خطبة عرفة إلى أكثر من نصف مليار مستمع، بعد ترجمتها لعدة لغات. كما ساهم المغردون السعوديون في تفنيد ادعاءات المتخرصين، وشكلوا فيما بينهم جيشاً إلكترونياً فاعلاً للذب عن المملكة، والدفاع عنها، وعن قادتها بتحرك شعبي يعكس الولاء والغيرة على الوطن ومكتسباته. تميز موسم هذا العام بتطبيق تقنيات متطورة لحج ذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي. من خلال منصة سواهر، وبصير لإدارة الحشود، ولوحات بيانات التحليلات المتقدمة، التي تهدف جميعاً لتفويج ذكي وإدارة الحشود في المشاعر المقدسة بتقنيات حديثة، وتحقيق أمن الحجاج وتيسير تحركاتهم بطمأنينة، وتحليل البيانات بدقة وفاعلية والاستفادة منها. شراكة مهمة بين وزارة الداخلية و»سدايا» نتج عنها تحقيق النجاح الأمثل في إدارة الحشود برؤية وآلية تقنية حديثة. شكل التكامل الحكومي قاعدة من قواعد النجاح الرئيسة في موسم الحج، حيث الخدمات التكاملية التي تقدم بكل يسر وسهولة وتناغم من جهات حكومية مختلفة، ومنها الأمنية، السيبرانية، الصحية، الإعلامية، والخدمات اللوجستية. تناغم يخفي خلفه جهود قيادة عليا تمارس العمل والإشراف الميداني لحظة بلحظة. فلا مجال للخطأ أو الاجتهاد، حيث تدار الأمور وفق إستراتيجية واضحة، وخطط محددة لا يسمح بمخالفتها. نجاح منقطع النظير، يبعث على الفخر والاعتزاز، بكل ما قُدم خلال موسم حج هذا العام. نجاح تم تحقيقه بتضافر الجهود، وتكامل الخدمات والتنسيق الأمثل بين الأجهزة الحكومية على أرض الواقع، وقبل كل ذلك توجيهات القيادة التي وقفت خلف تفاصيل إدارة الحج وسلامة الحجاج، وجهودها المكثفة لتوسعة الحرمين الشريفين وتهيئة المشاعر المقدسة.
مشاركة :