تحليل | تامر أبو سيدو - حقق يوفنتوس انتصارًا مهمًا على الإنتر في ملعبه يوفنتوس استاديوم بهدفين دون رد ليعزز صدارته للسيري آ بفارق 4 نقاط عن نابولي الذي سيختتم الجولة الـ27 بمواجهة فيورنتينا مساء غدٍ الإثنين. وسجل للفريق ليوناردو بونوتشي وألفارو موراتا في الشوط الثاني من اللقاء. دعونا نحلل أداء الفريقين ... يوفنتوس | انتصار الشخصية والجرينتا انتصار مهم وصعب لليوفنتوس، صعب لأنه تلى مباراة صعبة وكبيرة ومرهقة أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال وصعب لأن الفريق لعب بالنار في الشوط الأول من اللقاء حين أهدر الفرص القليلة السهلة التي أتيحت له قبل أن تتوقف آلته الهجومية عن صناعة الفرص الخطيرة حتى جاءت هدية تيليس. يوفنتوس سيطر واستحوذ وكان الأفضل طوال اللقاء اليوم، لكنه رغم هذا لم يصنع فرص خطيرة للتسجيل سوى مرتين أو ثلاثة، فيما هدفيه جاءا من كرة ثابتة وخطأ مدافع ومهارة مهاجم وخطأ مدافع آخر من المنافس ... ما هي فرص يوفنتوس بخلاف ذلك؟ تسديدة هيرنانيس ومحاولتي ماندجوكيتش وديبالا في الدقائق الأولى ! غريب أن يكون اليوفنتوس بكل تلك الأفضلية الفنية والبدنية على أرض الملعب وفي النهاية يتساوى في تسديداته خارج وعلى المرمى مع منافسه ! كلاهما سدد 9 مرات 4 منها على المرمى ! فشل يوفنتوس هذا كان نتيجة عاملين، الأول أداء الإنتر الدفاعي الجيد جدًا خاصة في الشوط الأول .. تنظيم الفريق الضيف كان جيدًا والزحمة الدفاعية في نصف ملعبه منعت نجوم يوفنتوس من التحرك بحرية خاصة بوجبا وديبالا وخضيرة والطرفين ساندرو وليختشتاينر، أما العامل الثاني فهو غياب السرعة في أداء يوفنتوس الهجومي .. السرعة في اختيار القرار وتنفيذه وهذا أهم شيء ! ومن ثم السرعة في التمرير والانطلاق والتحرك دون كرة ! أرى أن أداء يوفنتوس تراجع بشكل نسبي خلال المباريات الأخيرة، لكن الفريق يفوز ويفرض نفسه بشخصيته ورغبته والجرينتا الهائلة التي يلعب بها وهذا نجاح هائل يُحسب له بالطبع. وارد جدًا أن يتراجع أداء الفرق خاصة في تلك المرحلة من الموسم، لذا الشخصية تلعب دورًا مؤثرا في البطولات .. وإن كان هذا لا يعني بالتأكيد أن اليوفنتوس سيء، لا بل جيد جدًا لكنه قادر على أن يكون أفضل كثيرًا في جانب محدد هو بناء الهجمات وصناعة الفرص ... هو ممتاز في الضغط القوي واستعادة الكرة سريعًا بعد فقدانها وحماية مرماه من الفرص الخطيرة للمنافسين وتنوع أساليب لعبه ونقاط قوته من الطرفين والعمق، لكن هو بحاجة لأن يكون أشرس هجوميًابما يتناسب مع أفضليته خلال المباريات. مع هذا، هناك نقطة قوة لليوفنتوس تظهر من تلك السلبية، وهي قدرته على استغلال فرصه القليلة للتسجيل وانتزاع النتائج الإيجابية ... حدث هذا أكثر من مرة وحدث اليوم ضد الإنتر رغم الفرصتين المبكرتين الضائعتين، لكنه لم يحدث أمام بولونيا مثلًا ولذا خسر الفريق نقطتين !. دفاع اليوفنتوس رغم أنه لم يختبر اليوم لكنه نجح في احتواء خطورة إيكاردي وبالاسيو وتحركات الإنتر في الدقائق الأخيرة من المباراة، هذا الدفاع بقيادة بونوتشي ظل متيقظًا رغم أنه عاش مباراة هادئة بسبب أسلوب لعب الإنتر واستراتيجية مدربه وهذا أمر ليس بالسهل ويستحق الإشادة، كما يستحق ماندجوكيتش الإشادة لجهده الرهيب خلال المباراة وغيرها من المباريات وخاصة لضغطه القوي على لاعبي المنافس. الإنتر | شعارنا .. نعم للهدم، لا للبناء ! غير مانشيني مجددًا طريقة اللعب ولعب بطريقة 3-5-2 باستخدام تيليس ودامبروزيو كجناحين مما يعني أن طريقة اللعب كانت 5-3-2 على أرض الملعب، ومع بدء اللقاء شاهدنا أن طريقة اللعب كانت 5-4-1 بعودة بالاسيو للمساهمة في الضغط على لاعبي وسط اليوفنتوس خاصة بوجبا ... نفهم جميعًا أن الأداء الهجومي في 3-5-2 إما يعتمد على الجناحين وإراك ثلاثي وسط ذو نزعات دفاعية للتغطية على انطلاقات الأطراف، أو يُستخدم خلالها أطراف دفاعية مع خط وسط صاحب مهارة وجودة للهجوم من العمق والطرفين والتقدم للثلث الأمامي. لكن مانشيني اليوم لعب بـ5 لاعبين في الوسط أصحاب نزعة دفاعية ! 5 لاعبين لا يتمتعون بالمهارة الفردية والسرعة اللازمة لدعم الهجوم وإيصال الكرة للثنائي الأمامي، ورغم هذا لعب بمهاجم بونتا هو إيكاردي يحتاج للفرص لكي يظهر ويعمل داخل منطقة الجزاء ! ألم يكن من الأفضل استخدام مهاجم مثل يوفيتيتش أو ليايتش أو حتى إيدير كونهم أفضل في الحركة خارج منطقة الجزاء وأكثر مهارة وسرعة من إيكاردي؟ ألم يكن ممكن استخدام بيرسيتش في الجانب الأيسر من الوسط لينطلق ويدعم الهجوم؟ لا بالطبع لم يكن ممكنًا لأن مانشيني لم يرد الهجوم وبناء الهجمات بل أراد الدفاع وهدم هجمات يوفنتوس !. الإنتر خلال الشوط الأول نفذ ما أراده بشكل جيد جدًا، أفسد اللعب تمامًا على يوفنتوس وحرمه من بناء الهجمات سواء من الطرفين أو العمق، لأنه لعب بـ9 لاعبين مكلفين بواجبات دفاعية وتُرك إيكاردي في الأمام وحيدًا، لكن المشكلة كانت في أن الفريق لم يُحسن إلا الهدم ! لكنه فشل تمامًا في البناء والوصول لمرمى بوفون سوى مرة واحدة بتمريرة من بالاسيو لإيكاردي. رغم هذا إلا أن المحصلة كانت جيدة بالخروج 0-0 من الشوط الأول رغم الفرص الثلاثة الخطيرة لأصحاب الملعب في الدقائق الـ9 الأولى. المشكلة أن الفريق ومدربه مانشيني واصل اللعب بنفس الطريقة ونفس الشعار نعم للهدم ولا للبناء حتى بعد التأخر بهدف مبكر في الشوط الثاني ! منتظرًا فيما يبدو خطأ من لاعبي يوفنتوس أو الدقائق الأخيرة للهجوم .. صحيح أنه أشرك ليايتش بدلًا من المصاب ميديل لكن استراتيجية الأداء لم تتغير والوصول لمرمى بوفون لم يحدث أبدًا ! رقم في المباراة يقول أن التسديدة الأولى على مرمى بوفون كانت عند الدقيقة الـ7 من كوندوبيا والثانية عند الدقيقة 89 من ليايتش ومن ثم هناك تسديدتين بعدها ! التغيير الحقيقي في الاستراتيجية كان عند الدقيقة 76 بمشاركة بيرسيتش ولكن خطأ من ميراندا قتل حظوظ الفريق في التعادل. المثير للدهشة أن الإنتر تحسن هجوميًا بعد هدف موراتا وتحصل على فرصتين جيدتين ! إذًا هو قادر على الهجوم لكنه لا يريد الهجوم برغبة وقرار مدربه !. تواصل مع تامر أبو سيدو
مشاركة :