تشتهر مدينة الأقصر الأثرية في صعيد مصر، بمزاراتها ومعالمها الفرعونية ،لكن كثيرين لا يعرفون أن تلك المدينة الضاربة في أعماق التاريخ ، تضم بين جنباتها، مجموعة من القصور التاريخية، التي تهدم بعضها وبقى الآخر شاهدا على تقدم فنون العمارة المصرية حتى اليوم . ويرجع اسم الأقصر الذى أطلقه العرب على المدينة نتيجة لتعدد قصورها. وبحسب دراسة حديثة، للباحثة المصرية مديحة أحمد ابوالمجد، فإن مدينة الاقصر تحتوى على العديد من القصور التاريخية، بينها قصر السلطانة ملك، وقصر باسيلي باشا، وقصر الشتاء، وقصر يسي باشا أندراوس، وقصر نفرتاري، وقصر بيت شيكاغو، وقصر عبود باشا . وتشير الدراسة إلى أن قصر باسيلي باشا، يعد من أعظم قصور الأقصر وكان من أقوي الأساسات بناء وافخمها عمارة، وقد جرى هدمه في الستينيات من القرن الماضي، وتم بيع الرصاص الذي كان يغطي ارضيته بارتفاع 114 مترا بالكيلو وكذلك بيع الحديد المشغول والاخشاب والرخام وحتى البلاط وطوب البناء فقد كان مميزا ومستوردا من ايطاليا. وتقول الدراسة إن قصر الشتاء،المعروف باسم فندق وينتر بالاس حاليا، هو الاعظم بين مباني الاقصر وأعرق فنادقها وتم تشييد هذا القصر عام 1903 على الطراز الفيكتوري وكان من أول نزلائه الملك فؤاد ثم تشرشل واجاثا كرستي وجين فوندا،والملك خوان كارلوس ملك اسبانيا، وشاه ايران والزعيم اليوغسلافي تيتو، والملك المغربي محمد الخامس والرئيس الجزائري أحمد بن بيلا والزعيم الافريقي لومومبا وجيمس بيكر. ويلاصق قصر توفيق باشا اندراوس الموجود حتى اليوم معبد الأقصر الفرعوني، وقصر يسي باشا أندراوس وبنى علي الطراز الايطالي وكان فخما، وجرى هدمه مؤخرا. ويقع قصر نفرتاري بشارع معبد الكرنك، في وسط مدينة الأقصر وقد بني على طراز الباروك الايطالي وكان ملحقا بالقصر حديقة خلفية، ولكنه هدم لإقامة منتجع سياحي مطل على معبد الكرنك ومعبد الأقصر وطريق الكباش الفرعوني. وأنشئ قصر وبيت شيكاغو علي كورنيش النيل بالأقصر، عام 1924 وهو يحتوى على أرشيف ومكتبة خاصة تعد أكبر أرشيف فوتوغرافي للأقصر وآثارها على مستوى العالم. بينما يقع قصر عبود باشا بمدينة أرمنت في جنوب الأقصر . وطالبت الباحثة ميرفت ابو المجد في دراستها، بضرورة الحفاظ على ما بقي من قصور تاريخية في الأقصر، وضم تبعيتها لوزارة الآثار المصرية، وتحويلها لمزارات اثرية، وإقامة متحف خاص يروي ويوثق ما هدم من قصور كانت تشتهر بها مدينة الأقصر .
مشاركة :