باكو - بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الخميس ملفات الغاز وقضية شط العرب وترسيم الحدود. وذكرت الخارجية العراقية في بيان لها أن "حسين التقى عبداللهيان اليوم الخميس خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لدول حركة عدم الانحياز الذي عقد في باكو"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "واع". كما ناقش الجانبان سبل الارتقاء بآفاق التعاون الثنائي والتنسيق الإستراتيجي بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وفق المصدر نفسه. ونقلت الوزارة عن حسين قوله إن "استقرار العلاقات في المنطقة يصبّ في مصلحة البلدين وكذلك المنطقة"، مشيرا إلى "الالتزام الأمني الذي تم توقيعه مؤخرًا بين الجانبين ودخوله حيّز التنفيذ". كما بينت أن "الجانبين تطرّقا إلى مسألة مستحقات الغاز الإيراني واستمرار توفيره لتجنب حدوث عجز في تجهيز الطاقة الكهربائية، لا سيما في فصل الصيف"، مضيفة أنه "سيتم العمل على تجاوز العقبات التي تحول دون ذلك". وذكرت الوزارة أنه "تم التطرّق إلى مسألة شط العرب وترسيم الحدود"، مضيفةً أن "العمل مستمر من قبل الفرق الفنية بين الجانبين". بدوره أكد عبداللهيان أن "العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها وأن الملفات المتعددة بين الجانبين تسير بوضع جيد"، وفق المصدر نفسه. والإثنين كشف رئيس غرفة التجارة الإيرانية العراقية، يحيى آل إسحاق أن العراق أفرج عن 10 مليارات دولار هي حجم الأرصدة الإيرانية هناك، لشراء السلع غير المشمولة بالعقوبات الأميركية. ويتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات في مدينة القرنة شمال البصرة، لينتهي عند مصبه في الخليج العربي، أقصى نقطة جنوبي العراق. والحقوق المائية لكلا البلدين في شط العرب ظلت مصدرا لتوتر العلاقات بينهما وكانت من أهم أسباب اندلاع حرب الخليج الأولى بينهما من عام 1980 وحتى 1988. وتمثل روافد دجلة والفرات التي تنبع من تركيا وإيران شريان الحياة للعراق البلد شبه الصحراوي الذي يقطنه نحو 42 مليون نسمة، بينما تحمّل بغداد جارتيها مسؤولية تراجع حصتها من منسوب النهرين. وشكل ملف المياه أحد أبرز التحديات التي واجهتها الحكومات العراقية، فيما اتهمت بغداد الجمهورية الإسلامية في العام 2021 بقطع مياه نهري سيروان والكارون عن البلاد، ما تسبب بشح المياه في محافظة ديالى والتأثير على نوعيتها في شط العرب أقصى جنوبها. ويعاني العراق منذ سنوات انخفاضا متواصلا في الموارد المائية، فيما فاقم الجفاف خلال السنوات الماضية أزمة شح المياه، ما دفع بالعديد من المزارعين إلى هجرة أراضيهم. وتسعى بغداد إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والأمنية والمائية مع دول الجوار وبالأخص طهران، فيما تتطلع طهران إلى تعزيز نفوذها بالبلد الذي لا تزال تعتبره "حديقتها الخلفية". وفي سياق متصل أقر قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قآني الأربعاء بنفوذ بلاده في العراق، مشيرا إلى وجود خطوات جديدة في "قطار فرض النفوذ"، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية. وقال قآني إن "الثورة الإسلامية في إيران كانت العنصر الأكثر تأثيرا في صياغة هذا التحول في موازين القوى العالمية"، مضيفا أن "طهران لعبت دورا محوريا في المنطقة". والثلاثاء التقى الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد وفدا من وزارة الخارجية الإيرانية، داعيا إلى تعزيز التعاون في مجالي الطاقة والتجارة بين البلدين، مشيرا إلى أن عودة العلاقات بين طهران والرياض تساهم في ترسيخ الاستقرار في المنطقة.
مشاركة :