تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية أمس الخميس وسط مخاوف من تباطؤ تعافي الطلب في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، مما عوض احتمالات شح المعروض، مع خفض إنتاج أكبر المصدرين، السعودية وروسيا. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتًا، أو 0.3 ٪، إلى 76.44 دولارًا للبرميل في الساعة 0650 بتوقيت غرينتش، بعد أن استقرت على ارتفاع 0.5 ٪ في اليوم السابق. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 سنتات إلى 71.75 دولارًا للبرميل، بعد أن أغلق مرتفعاً بنسبة 2.9٪ في تعاملات ما بعد العطلة يوم الأربعاء ليلحق بمكاسب برنت في وقت سابق من الأسبوع. وقال ييب رونغ، استراتيجي السوق في منصة أي جي: "على الرغم من الدعوات لخفض العرض خلال الأشهر الماضية، ظلت أسعار النفط إلى حد كبير محصورة ضمن نمط النطاق حيث يستمر الحذر حول توقعات الطلب في وضع حد أقصى على الاتجاه الصعودي". وأضاف ييب: "على المدى القريب، قد تكون هناك حاجة إلى تحرك فوق المستوى الرئيسي 80.00 دولارًا لتوفير بعض الاقتناع للمضاربين على الارتفاع". واستمرت مخاوف الطلب على التعافي الاقتصادي البطيء في الصين بعد رفع القيود الوبائية، بالإضافة إلى رياح الاقتصاد الكلي العالمية المعاكسة ورفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية. وأظهر مسح للقطاع الخاص يوم الأربعاء، أن نشاط الخدمات في الصين توسع بأبطأ وتيرة في خمسة أشهر في يونيو، مما يثقل كاهل توقعات الطلب، حيث ألقى ضعف الطلب بثقله على زخم التعافي بعد الوباء. وقال تاتسوفومي أوكوشي، كبير الاقتصاديين في نومورا سيكيوريتيز، "يبدو أن الاتجاه الصعودي محدود بسبب عدم اليقين بشأن وتيرة النمو الاقتصادي الصيني وتعافي الطلب"، وتوقع أن يظل خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 65 دولارًا إلى 75 دولارًا للبرميل في المستقبل. لكن أوكوشي قال إن إعلان خفض المعروض السعودي يوم الاثنين والتوقعات بتخفيض إضافي محتمل، إلى جانب انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، قدم بعض الدعم للمعنويات. وتراجعت مخزونات الخام الأميركية بنحو 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 يونيو، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي. ومن المقرر صدور بيانات حكومية عن المخزونات الأميركية في الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1500 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس. تراجع أسعار التعاملات الآسيوية وقال وزير الطاقة بالممكة العربية السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان، الأربعاء، إن التعاون النفطي الروسي السعودي لا يزال قوياً كجزء من تحالف أوبك +، الذي سيفعل "كل ما هو ضروري" لدعم السوق، وقالت انفيستنق دوت كوم، تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية يوم الخميس وسط مخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة التي فاقت بوادر سحب أكبر من المتوقع في المخزونات الأميركية وتضييق الإمدادات، وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو يوم الأربعاء أن جميع أعضاء البنك المركزي تقريبًا دعموا المزيد من رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، مما ينذر على الأرجح بمزيد من الضغط على الاقتصاد الأميركي. لكن يبدو أن استهلاك الوقود في البلاد قد انتعش وسط موسم الصيف الكثيف السفر. وزادت صادرات الخام الأميركية أيضًا لسد فجوة الإمدادات التي خلفتها التخفيضات الحادة في الإنتاج من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والسعودية بشكل رئيس. وفي دلائل متواصلة على تقلص إمدادات النفط، أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الأميركية تقلصت بنحو 4.4 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 30 يونيو، وهو ما يزيد كثيرًا عن التوقعات بسحب 1.8 مليون برميل، وكان السحب أيضًا أكبر انخفاض في المخزونات منذ أواخر مايو، وينذر باتجاه مماثل في بيانات المخزون الرسمية من إدارة معلومات الطاقة، المقرر إجراؤها في وقت لاحق يوم الخميس. وعزز السحب المستمر للمخزونات الأميركية الآمال بأن الطلب على النفط الأميركي يتزايد وسط موسم الصيف الحافل بالسفر. لكن القراءات المتباينة إلى حد ما بشأن مخزونات البنزين -وهو المنتج الأول للوقود في البلاد- خففت من هذا التفاؤل. ومع ذلك، ساعدت إشارات نقص الإمدادات الأسواق إلى حد ما في تجاوز إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة، فضلاً عن المؤشرات الاقتصادية الضعيفة من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وأظهرت مجموعة كبيرة من القراءات الاقتصادية الأخيرة من الصين أن النشاط التجاري في أكبر مستورد للنفط في العالم لا يزال تحت الضغط، مما يقوض إلى حد كبير التوقعات بانتعاش الصين هذا العام. وجاءت القراءات الضعيفة أيضًا وسط تصعيد محتمل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث منعت بكين تصدير مواد صناعة الرقائق الرئيسة إلى الولايات المتحدة. وتخشى الأسواق الآن أي رد انتقامي من جانب واشنطن، مما قد يزيد من زعزعة التجارة العالمية والنشاط الاقتصادي، مما يضر بدوره بالطلب على النفط. والضعف في الصين، إلى جانب المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، قوض إلى حد كبير الرهانات على تعافي الطلب على النفط هذا العام. ولا تزال أسعار النفط الخام تتداول على انخفاض بنحو 10 ٪ لهذا العام. وأعلن محوري أوبك + عن أحدث مجموعة من القيود يوم الاثنين، مع تمديد خفض الإمدادات من قبل الرياض وتعهد جديد لخفض الإنتاج من موسكو. والفارق الفوري لبرنت -الفجوة بين أقرب عقدين- يعود إلى هيكل صعودي ومتخلف. وقال دانييل غالي، محلل استراتيجي للسلع لدى تي دي للأوراق المالية، إن هذه الخطوة تتماشى مع قيام التجار بإعادة تسعير توقعاتهم للمخزون على المدى القريب في الأفق. وقال غالي: "تغطية صفقات البيع على المكشوف من المرجح أن تقدم بعض الدعم للأسعار، لكن مقياسنا لمخاطر الإمداد بشكل أساسي يسجل أعلى مستوياته منذ عام حتى الآن". "ويظل قرار المملكة العربية السعودية تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية وقرار روسيا لتقليص الصادرات، على عكس الإنتاج، هما العاملان الأساسيان اللذان يسهمان في المكاسب الأخيرة". وقال وزير الطاقة الإماراتي إن الإمارات لن تنضم إلى تخفيضات نفطية طوعية في الوقت الحالي. بينما قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن الخفض الروسي الأخير للنفط له مغزى لأنه سيؤثر على الصادرات. وبحسب تقرير النفط اليومي لشركة اينرجي اوتلوك ادفايزرز الاستشارية الأميركية، تبلغ صادرات النفط الخام الليبية حاليًا نحو 1.1 مليون برميل يومياً. كما يُظهر تأثير الحصار الذي حدث في عام 2020 عندما فقد العالم نحو 1 مليون برميل في اليوم. وهدد اللواء خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا، باستخدام القوة العسكرية إذا لم يتم الاتفاق على توزيع "عادل" للعائدات بحلول نهاية أغسطس، وفهم الناس هذا على أنه حظر على صادرات النفط الخام مشابه لذلك الذي حدث في أوائل عام 2020، وكانت الأسواق تتجاهل إمدادات النفط المتقلبة في ليبيا، وسيقتصر التأثير في الغالب على بلدان معينة وعلى فروق الأسعار. لكن وزير النفط الليبي، محمد عون، قال إن اقتراح خليفة حفتر لن يجدي لأنه "صعب التنفيذ للغاية".
مشاركة :