فازت هيلاري كلينتون، مساء أول من أمس، على منافسها بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في كارولينا الجنوبية، الولاية الرابعة في مسلسل التصويت التي تسبق «الثلاثاء الكبير» غدًا، وهي المحطة المهمة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وفي هذه الولاية التي كان هزمها فيها بسهولة في 2008 الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعلنت قنوات التلفزيون الأميركية فوز كلينتون هذه المرة حال إغلاق مكاتب المجالس الانتخابية أمام ساندرز الذي لم يفز حتى الآن إلا في ولاية نيوهامشير. وأظهرت استطلاعات للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أن «نسبة 79 في المائة قالوا إن كلينتون هي التي تستطيع الفوز في نوفمبر»، فيما وضع 21 في المائة فقط ثقتهم في ساندرز للفوز على المرشح الجمهوري النهائي. وكتبت كلينتون في تغريدة على موقع «تويتر»: «شكرا لكارولينا الجنوبية والمتطوعين في قلب حملتنا وإلى الأنصار الذين هم محركها». وأقر ساندرز بهزيمته في بيان، وقال: «هذه الحملة لا تزال في بدايتها. لقد اقتلعنا فوزًا حاسما في نيوهامشير. وهي اقتلعت فوزًا حاسمًا في كارولينا الجنوبية. الآن إلى (الثلاثاء الكبير)». ومثل الناخبون من أصول أفريقية، وكانوا أكثر من نصف الناخبين في الانتخابات التمهيدية لعام 2008، بالتأكيد العنصر الحاسم في فوز كلينتون. وعقب فوزها الكبير انتبهت كلينتون إلى إمكانية خوضها المنافسة ضد دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات. ودون أن تذكر ترامب بالاسم أوضحت وزيرة الخارجية السابقة أنها تفكر بالفعل في المواجهة مع ترامب قطب العقارات، الذي جعلته سلسلة النجاحات التي حققها في الآونة الأخيرة المرشح الأوفر حظًا حتى الآن للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وهاجمت كلينتون شعار حملة ترامب وهو «اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا»، وخططه لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وقالت لأنصارها في خطاب بعد فوزها في ساوث كارولينا: «على الرغم مما تسمعونه فإنكم لستم بحاجة لجعل أميركا عظيمة مجددًا. إن أميركا عظيمة دائما.. لكنكم بحاجة إلى جعل أميركا موحدة مجددًا»، وأضافت: «بدلاً من بناء الجدران نحتاج إلى إزالة الحواجز». لكن إذا حقق ترامب وكلينتون نتائج كبيرة غدًا مثلما تتوقع استطلاعات الرأي فإن فرصة تقارب نتائجهما على المستوى الوطني أصبحت أقوى مما يزيد من حدة المنافسة في انتخابات يعبر فيها الناخبون عن إحباطهم بسبب الغموض الاقتصادي والهجرة غير الشرعية وتهديدات الأمن القومي. وإذا أصبحت المنافسة على البيت الأبيض بين كلينتون وترامب في النهاية، فإنها ستكون معركة بين سيدة أولى سابقة ولاعبة كبيرة سابقة في الدوائر السياسية في واشنطن وشخص من خارج المؤسسة. ومن جانبها، اتخذت الحملة في معسكر الجمهوريين طابعًا عنيفًا خصوصًا بين ترامب وسيناتور فلوريدا ماركو روبيو. وبعد نقاش حاد، الخميس الماضي، واصل المرشحان تبادل الشتائم في اجتماعات أول من أمس. وقال روبيو ساخرًا من ترامب أمام أنصاره في جورجيا: «الشخص الذي لديه أسوأ تلوين (برونزاج) اصطناعي في أميركا يهاجمني بسبب مكياجي». وكان ترامب قال الجمعة الماضي إن خصمه روبيو يعيد تعديل مكياجه أثناء الحوارات. واختار روبيو، 44 عامًا، منذ الخميس الماضي مهاجمة ترامب، 69 عامًا، بطريقة هذا الأخير. وتهكم من الأخطاء اللغوية للملياردير على موقع «تويتر» وشكك في قدراته في مجال الأعمال ونعته بالنصاب بسبب قضية مع طلاب بشأن مشروع جامعة ترامب. ورد ترامب قائلا: «شاهدت وزن الريشة روبيو»، وتهكم على أذنيه الكبيرتين وتعرقه. وأضاف: «أنا نصاب؟ لقد أقمت شركة كبيرة»، ولمح إلى أن الملاحقات القضائية ضده مؤامرة دبرها أوباما، وقال إن قاضيًا «من أصول إسبانية كان معاديا له». لكن ترامب المعزز بفوزه في ثلاث من الولايات الأربع التي شهدت انتخابات تمهيدية للجمهوريين، يبقى الأوفر حظًا الثلاثاء. وقد انضم لحملة تأييده منذ 24 ساعة حاكم نيوجرسي كريس كريستي والحاكمة السابقة لأريزونا جين بريور. ويجسد ذلك تنامي الولاء للملياردير في الحزب الجمهوري رغم سعي الكثير من القيادات وأعضاء الكونغرس الجمهوريين في الكواليس إلى عرقلة ترشحه. وأصبح السباق الديمقراطي الآن منافسة قومية أوسع. وستصوت 11 ولاية غدًا ثم أربع ولايات أخرى في مطلع نهاية الأسبوع المقبل. ومن بين الولايات التي ستصوت غدًا ست ولايات في الجنوب بها عدد كبير من الأقليات وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم كلينتون فيها بشكل كبير.
مشاركة :